Comptes rendus de lecture

Retrouvez dans cette rubrique des comptes rendus de lectures de romans arabes. Si vous avez lu un roman ou un essai arabe intéressant n’hésitez pas à nous le signaler avec un petit compte rendu.

À la une Une

Les articles RSS

  • سقوط حر، عبير اسبر (سورية)، رواية

    , بقلم محمد بكري

    ثمّة من يمتلكون حياتهم منذ الولادة. حياة صلبة، متماسكة، في بيوتٍ دافئة تسكنها الطمأنينة. وثمّة من يقطنون بيوتاً من ورق، هشّةٌ، متزعزعة، تقتلعها نسمة. ياسمينا كانت تتعثّر بذيول حكايتها حين أتت العاصفة. كانت تلملم فقد الأم والعطش لأبٍ ناشف الحضن والأوصال حين انقلب عالمها وتطايرت كلّ الثوابت كالريش. وأيّ ثوابت لفتاة نبتت لها منذ الصغر مخالب لولاها لسقطت مئة مرّة. بهذه المخالب نشي بالحبيب لدى فرع الأمن. بها نقتل الأب الذي أحببناه يوماً. بها نتشبّث بما أتيح لنا من حياة لم نخترها. ياسمينا دُفعت إلى الحياة دفعاً. لم يكن لها يوماً بيتٌ ولا مدينة ولا حضن، بل قلق سكنها وأرّقها ولاحقها كملاك موت...

  • ملك الهند، جبور الدويهي (لبنان)، رواية

    , بقلم محمد بكري

    في ظروف غامضة، يُعثر على زكريا مبارك مقتولاً عند حدود قريته، تل صفرا، بعد أيام على عودته من غربة طويلة بين أوروبا وأميركا وأفريقيا. لقد اختار العودة محتفظاً بلوحة “عازف الكمان الأزرق” لمارك شاغال، التي أهدتها له صديقته الباريسية. تدور الشبهات حول أبناء العمومة الذين ربّما قتلوه طمعاً في كنز توارثت العائلة أنّ الجدّة قد أخفته تحت المنزل الذي شيّدته لدى عودتها من أميركا. بأسلوب مشوّق تحكي الرواية قصّة مقتل زكريا عند تقاطع خطر اختلطت فيه خرافات الذهب وحروب الأشقاء مع حبّ النساء الفرنسيات ووعد الثروة الزائف وعداوات طائفية تظهر وتختفي منذ قرن ونصف...

  • نساء وفواكه وآراء، حسن داود (لبنان)، رواية

    , بقلم محمد بكري

    كليّة التربية عام 1968. الطلّاب لم يكونوا يعرفون أنّهم في زمن لبنان الجميل، غير أنّهم لا بدّ شعروا بذلك. كان هناك متّسع للّهو في إقامة العلاقات مع البنات وفي الحكي بالسياسة وإطلاق الآراء على سجيّة قائليها. كان الجميع يلعب حتى في ما عُرف بعد ذلك بأنّه ملعب خطر. متسلّلاً كان الخراب يتقدّم، خفيفاً في البداية كما حين أُطلقت الرصاصة على خدّ عبد الهادي ولم تقتله. ثمّ كاسحاً بعد ذلك، في أوقات ما راح أولئك الطلّاب يتساءلون إن كان لهوهم في التظاهرات والجمعيات العمومية يجعلهم مشاركين في الخراب الذي أمسوا من ضحاياه. نساء وفواكه وآراء ثلاث كلمات تختصر فضاءً روائيا بكامله...

  • L’Éclipse et autres nouvelles de Nabil Naoum

    , par Mohammad Bakri

    Dans six nouvelles de ce recueil, l’écrivain égyptien Nabil Naoum revisite l’un de ses thèmes favoris : le moment furtif où se noue ou se dénoue une relation amoureuse entre un homme et une femme. « Flâneur des deux rives » depuis qu’il s’est installé à Paris il y a une dizaine d’années, il situe étrangement le lieu de ces rencontres décisives dans une église, ou à proximité d’une église, de Saint-Sulpice et sa tour inachevée...

  • العائلة التي ابتلعت رجالها، ديمة ونّوس (سورية)، رواية

    , بقلم محمد بكري

    “ماريان” أضاعت اسمها الثاني وجمَّدت الزمن في فساتينها؛ “شغف” دلُّوعة العيلة – برعت في كلِّ الحيوات المُستعارة؛ تينار لا تحتاج لأكثر من أربعة جدران ليصبح المكان بيتًا؛ وياسمين التي لم يكن حظّها من الرجال أفضل حالًا من باقي نساء العائلة. نساء أسيرات التاريخ تمجِّده وتعيش على أعتابه دون الحاجة إلى لحاضر، وتدافعن بحكاياتهنَّ عن وجودهنَّ القلق الهشّ. ديمة ونّوس كاتبة سورية , روائية وقاصة ، خريجة الأدب الفرنسي ب جامعة دمشق. ابنة الكاتب السوري الكبير سعد الله ونوس. كتبت مقدمة للطبعة الثانية لكتاب صادق جلال العظم “النقد الذاتي لبعد الهزيمة” عملت مذيعة في برنامج “أضواء المدينة”...

  • غدي الأزرق، ريما بالي (سورية)، رواية

    , بقلم محمد بكري

    غدي الأزرق" عنوان مركب ذكي يحيل إلى السؤال والدهشة اللذين يمثلان سرّ العمل الابداعي، فالغد هو المستقبل القريب والبعيد، وضمير التملك يضفي على هذا الغد خصوصية صاحبه، وملكيته الحصرية، والأزرق هو لعبة اللون الأولى، فهو لون البحر الدهشة السعة اللامتناهية ولون السماء والعلو والامتداد والتحليق، لون الروح حين تعود لذاتها صافية، لون الفضاء ولون الأجنحة المفضل، وهنا تكمن لعبة الروائية التي جعلت القارئ يتقمصها في روايتها منذ قراءة العنوان وجرته من شعر قلبه إلى كشفه. وغدي في الرواية هو اسم وحيدُ ندى، شخصية الرواية المحورية، وهو الشاب السوري الذي ترك مستنقعات السياسة...

  • Le Sel de tous les oublis, Yasmina Khadra (Algérie), Roman

    , par Mohammad Bakri

    Lorsqu’une femme claque la porte et s’en va, elle emporte le monde avec elle. Adem Naït-Gacem l’apprend à ses dépens. Ne supportant pas le vide laissé par le départ de son épouse, l’instituteur abandonne ses élèves et, tel un don Quichotte des temps modernes, livré aux vents contraires de l’errance, quitte tout pour partir sur les chemins. Des rencontres providentielles jalonnent sa route...

  • Un détail mineur de Adania Shibli

    , par Mohammad Bakri

    En 2003, un quotidien israélien, Haaretz, révèle qu’en août 1949 des soldats ont kidnappé, violé collectivement, puis tué et enterré une jeune bédouine du Néguev. Un crime qui s’inscrit dans la lignée des massacres commis à cette époque charnière pour terrifier ce qui restait des habitants de cette zone désertique.Soixante-dix ans plus tard, Adania Shibli s’empare de cet “incident” dans un récit qui s’articule en deux temps nettement marqués...

  • Le Royaume d’Adam et autres poèmes de Amjad Nasser

    , par Mohammad Bakri

    Amjad Nasser est le pseudonyme de Yahya ‘Awwad al-Nu’aymi, poète, romancier et chroniqueur jordanien (1955-2019) unanimement considéré comme l’une des voix les plus originales de la poésie arabe contemporaine. Son dernier recueil, Le Royaume d’Adam, paru au moment où il se trouvait entre la vie et la mort a été salué comme un chef-d’œuvre, notamment pour son souffl e épique en résonance avec La Divine Comédie.

  • Le Cas critique du dénommé K de Aziz Mohammed

    , par Mohammad Bakri

    Le narrateur est un jeune homme de 26 ans, apathique, dépressif, qui se sent totalement étranger dans son milieu familial comme parmi ses collègues de la Compagnie pétrochimique qui l’emploie depuis qu’il a obtenu sans enthousiasme son diplôme universitaire. Lecteur assidu, il s’isole avec ses livres, s’identifiant aux personnages de Kafka, Hemingway, Knut Hamsun, Tanizaki et bien d’autres...

Brèves

  • ريف توفيق الحكيم لا يزال محكوما بنزاعات تاريخية. أشرف العشماوي يضع الإصبع على جرح قديم في رواية “بيت القبطية” - الدار المصرية اللبنانية - القاهرة

    لم يَمنح بطلَ سرده سوى سلاح خاوٍ من الرصاص، ورغم ذلك قرر الكاتب أشرف العشماوي في روايته “بيت القبطية” (الدار المصرية اللبنانية – القاهرة) أن يسلك طريقاً شائكة، ويكشف عن النار المستترة تحت الرماد، عبر اشتباكه مع قضايا شديدة الخطورة تنخر في جسد المجتمع المصري منذ عقود.

    صوتان من السرد الذاتي؛ أحدهما للمحقق القضائي “نادر فايز كمال”، والآخر لامرأة قبطية بسيطة “هدى يوسف حبيب”، يتبادلان الحكي في خطين متقابلين حتى يلتقيا في قرية “الطايعة”، بؤرة الأحداث، في صعيد مصر.

    يبدأ السرد بصوت المحقق الذي انتُدِب من القاهرة، حاملًا معه هواجس القانون ومسكونًا بتساؤلات حول رمز العدالة، وتلك العُصابة التي وُضعت فوق عينيها كيلا تفرق ولا تميز، ثم ما لبثت أن حالت دون أن ترى، فيما تُعري “هدى” واقعاً بغيضاً وتكشف عن مساحات من القبح، بعضها أكثر من أن يكون صادماً. فالفتاة التي تطلب من الله أن يخلصها من شرور أمها، لم تتوقف معاناتها عند الأم التي شذت عن الفطرة، وإنما امتدت لينال زوج أمها من بكارتها، فتُقتل أنوثتها على مرأىً ومسمعٍ من الصمت والخوف، ثم تتزوج من “الكلّاف” الذي يمتهن إنسانيتها ويواصل انتهاكها لتتمرد على عنفه وساديته، وتجنح لنزعة إنسانية في الخلاص، فتقتله دفاعاً عن نفسها. ثم يقودها الهروب إلى “الطايعة”، فيتلاقى صوتا السرد في فضاءٍ مكاني واحد، ثم تتصاعد وتيرة الأحداث التي وقعت في تسعينيات القرن الماضي، في ذروة مواجهة الدولة المصرية لتجدد حوادث “الفتنة” بين المسلمين والمسيحيين...

    مقال نشوة أحمد على موقع جريدة العرب اللندنبة

  • يعقوب صروف خائضا التنوير العربي بين “المقتطف” وأعلامها. ابن “الحدث” اللبنانية يؤسس في القاهرة علماً وفكراً وحداثة

    إثر وفاة العالم والمفكر يعقوب صروف في صيف عام 1927 امتشق أمير البيان شكيب أرسلان قلمه الرائع ليكتب نصاً جميلاً عن الراحل جاء فيه: “كان لا يرى نفسه شيئاً، وكلما ازداد عِلماً ازداد تواضعاً، وكلما عجب الناس من سعة علمه عجب هو من كونهم يرونه عَالِماً”. هذا الكلام إذا جزء من نص نشره أرسلان عن زميله صروف في مجلة “المقتطف”. والذين عرفوا صروف لم يروا أية مغالاة في الكلام الذي كتبه أرسلان، لأن صروف، إلى علمه الغزير ونشاطه الكتابي الدؤوب، واتساع دائرة اهتماماته العلمية والفكرية والثقافية، عُرف بأخلاقه التي كانت أخلاق عالم حقيقي. وكذلك لم يروا غرابة أن يُكتب ذلك الكلام في “المقتطف”. فتلك المجلة العلمية كانت تصدر في ذلك الحين بإشراف يعقوب صروف نفسه وتعبر تحديداً عما كانه الراحل، في المقام الأول: عالماً. وكان واحداً من الذين رأوا أن ثمة فائدة للقارئ العربي، كبيرة في الكتابة عن العلم وظواهر الكون. وهكذا اهتم طوال حياته بهذه الناحية، وكرّس لها تلك المجلة الشهيرة التي كانت من أهم المطبوعات العلمية في تاريخ الثقافة العربية، التي بدأ بإصدارها مع فارس نمر وشاهين مكاريوس في القاهرة منذ عام 1885، بعد أن أصدرها الثلاثة في بيروت طوال عشرة أعوام سابقة على ذلك، أما سبب انتقالها من بيروت إلى القاهرة فبسيط: لقد فر بها مؤسسوها من التخلف العثماني ليغرسوها زهرة علم ومعرفة في القاهرة التي كانت ملاذاً لكل أحرار الفكر العربي من بناة المستقبل في ذلك الحين...

    مقال إبراهيم العريس على موقع اندبندت عربية

  • Hauran VI d’Aram à Rome. La Syrie du Sud de l’âge du Fer à l’annexion romaine (XXIIe siècle av. J.-C. – 1er siècle apr. J.-C.)

    Dans la vaste région basaltique de Syrie du Sud communément appelée Ḥawrān, la longue période couvrant l’âge du Fer, l’époque hellénistique et l’époque dite « pré-provinciale » (du XIIe s. av. J.-C. à la fin du Ier s. apr. J. C.) reste très mal connue par comparaison aux régions voisines du Levant Sud. S’appuyant sur les fouilles et prospections menées depuis près de quarante ans dans la région, notamment par la Mission archéologique française de Syrie du Sud, cette étude combine les apports de l’archéologie à une relecture critique de l’ensemble des sources écrites afin de jeter les bases d’une histoire du Ḥawrān lors de ces « âges obscurs ». Sans s’arrêter au découpage conventionnel entre âge du Fer et époque hellénistique, elle fait le pari d’une approche de longue durée dans le but de mieux appréhender les permanences, les évolutions et les ruptures dans le peuplement et la culture matérielle de la région sur les treize siècles séparant la fin de la civilisation du Bronze récent de l’intégration à l’Empire romain. Sur la base d’un cadre chronologique et de critères de datation établis au chapitre 1, elle dresse un inventaire des sites de ces périodes identifiés dans les différentes zones du Ḥawrān (chapitre 2 à 4), avant de proposer une première synthèse sur l’histoire, la géographie historique, le peuplement et la culture matérielle de la région à l’âge du Fer (chapitre 5) ainsi qu’aux périodes hellénistique et pré-provinciale (chapitre 6)...

    Sur le site de l’Institut Français du Proche-Orient (Ifpo)

  • “درب زبيدة”.. رحلة في أحد أشهر طرق الحج. كتاب قدم صورة شاملة لطريق الحج ورصد المصادر التاريخية والجغرافية والأدبية التي وردت فيها معلومات عن تاريخها

    تعد طرق الحج القديمة جسورا للتواصل بين الأمصار الإٍسلامية ووسائل لنقل الثقافات والمعارف، حيث سلكت قوافل حجاج تلك الطرق منذ فجر الإسلام وكان لها تأثير ثقافي وحضاري بالغ.

    وشهد الناس على امتداد تلك الطرق منافع لهم في تجارتهم وتبادل المعارف، وأثرت في النسق الاجتماعي للتجمعات الواقعة على تلك الدروب. التي كانت وتيرة الحركة عليها عامرة خلال القرون الماضية، ولم يقتصر استخدامها لغرض الحج بل سلكها المسافرون على مدار العام كذلك.

    وتعددت طرق الحج ومن أشهرها طرق الحاج العراقي والشامي والمصري واليماني والعماني.

    وقد أولى الخلفاء والسلاطين المسلمون عنايتهم بطرق الحج، ودليل ذلك ظهور وظيفة أمير الحج الذي يقوم برعاية الحجاج، وإقامة المحطات على الطرق، وتحديد المسافات بين المحطات.

    وحفظت المصادر التاريخية سبعة طرق رئيسة كانت تأتي من أنحاء الدولة الإسلامية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي طريق الكوفة/ مكة المكرمة، ويعد هذا الطريق من أهم طرق الحج والتجارة خلال العصر الإسلامي، واشتهر باسم “درب زبيدة ” نسبة إلى السيدة زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد التي أسهمت في عمارته فخلد ذكرها على مرّ العصور. وهو يربط بين الكوفة بالعراق ومكة المكرمة.

    واستخدم الطريق بعد فتح العراق وانتشار الإسلام في المشرق، وأخذ في الازدهار منذ عصر الخلافة الراشدة، وأصبح استخدامه منتظما وميسورا بدرجة كبيرة، إذ تحولت مراكز المياه وأماكن الرعي والتعدين الواقعة عليه إلى محطات رئيسة.

    وفي هذا الإطار يستعرض كتاب “درب زبيدة” للدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد، الصادر من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة باللغة الإنجليزية حديثا، طريق “درب زبيدة”...

    المقال على موقع جريدة العرب اللندنبة

  • نساء مصر سافرات في الشارع لمساندة القضية الوطنية. “شاعر النيل” حافظ ابراهيم يكتب ملحمة انتصار “الغواني” على جيوش الإنجليز

    ... أما ثورة نساء مصر فكانت يوم السادس عشر من مارس (آذار) 1919، في عز اندلاع الثورة الوطنية المصرية على الإنجليز احتجاجاً على اعتقال قيادات الوفد.

    إبان تلك الثورة، ومع إطلالة أسبوعها الثالث، خرجت المرأة المصرية إلى الشارع محجبة وسافرة، صامتة وصارخة، معلنة وقوفها ضد المحتل وضد ممارساته، والحال أن أهل مصر كانوا أول المندهشين إزاء ذلك التجمع النسائي الذي كان الأول من نوعه، ولم يكن بعد ذلك الأخير؛ إذ منذ تلك الساعة عرفت المرأة المصرية، من الطبقات والفئات والطوائف كافة، كيف تنتهزها فرصة لإطلاق صوتها إلى جانب صوت الرجل.

    ولعل أفضل رواية لتلك المظاهرة التي سجلت انعطافاً في تاريخ ثورة 1919، هي تلك التي يرويها لنا، في مذكراته عن الثورة عبد الرحمن فهمي، أحد قياديي الوفد، حيث يقول، “لم تشأ المرأة المصرية أن تحجم عن المساهمة في تلك الثورة التي اشتد لهيبها، فأرادت أن تحظى بشرف هذا العمل المجيد، هي تبرهن على أنها ليست أقل قوة وعزيمة عن أختها الغربية، وهي تذكي نار الحماسة الوطنية في قلوب الرجال. ففي 16 مارس انطلق كثير من عقائل العائلات الراقية بين أنحاء القاهرة هاتفات بحياة الحرية والاستقلال، مناديات بسقوط الحماية، وقد مررن بموكبهن بدور القنصليات ومعتمدي الدول الأجنبية والناس من حولهن يصفقون لهن، ويهتفون والنساء من نوافذ بيوتهن يزغردن ويهتفن، فكان ذلك منظراً رهيباً يأخذ بمجامع القلوب”.

    يتابع عبد الرحمن فهمي روايته قائلاً، “ولكن لم يكن للسلطة أن تترك مثل هذا الموكب الرائع دون أن تشوه من جلاله، فضرب الجنود الإنجليز نطاقاً حولهن وسددوا إليهن فوهات بنادقهم وحرابهم، على أن السيدات لم يرهبهن هذا التهديد، ولم يفتّ من عضدهن مشهد أولئك الجند المسلحين، بل تقدمت واحدة منهن إلى جندي كان قد وجه إليها بندقيته وقالت له بالإنجليزية، «اطلق بندقيتك في صدري لتجعلوا في مصر (مس كافل) ثانية”. وتقصد بهذه الإشارة إلى “مس كافل” الممرضة الإنجليزية التي أسرها الألمان خلال الحرب العالمية الأولى واتهموها بالجاسوسية وأعدموها رمياً بالرصاص، وكان لمقتلها ضجة كبرى في العالم. عندما قالت السيدة المتظاهرة هذا الكلام خجل الجندي، حسبما يروي عبد الرحمن فهمي، “تنحى للسيدات عن الطريق بعد أن لبثن في وهج الشمس أكثر من ساعتين”...

    هذه المرأة نفسها باتت بعد ذلك بثلاثة أرباع القرن مرغمة على خوض نضال ما كان يخيّل إليها أنها ستخوضه يوما؛ نضال من أجل حريتها الأساسية، ومن أجل تثبيت كيانها كإنسان في أوطان أسهمت في بنائها، وتطالبها اليوم بأن تعود إلى المنزل وإلى شتى أنواع الأَسر، من حجاب وسيطرة للرجل وغيره، لتعيش عالة على المجتمع أسيرة تقاليد ليست لها علاقة لا بالدين ولا بالتقاليد الاجتماعية العربية والإسلامية، ولا بالعصر الذي نعيش فيه...

    مقال إبراهيم العريس على موقع اندبندت عربية

  • زيّنت قصور العالم وكانت هدية السلاطين والملوك... عن حرفة الموزاييك الدمشقية

    يعود تاريخ حرفة الموزاييك إلى عام 1850 لمؤسسها جرجي البيطار كما يحدثنا اسكندر الحلبي، ويضيف أثناء لقاء مع رصيف22 داخل ورشته: “بدأت هذه الحرفة في العاصمة لقربها من الغوطة وبساتينها الغنية بمختلف أنواع الخشب بألوانه المتنوعة، فكل نوع خشب له لون مختلف وهذا أساس حرفة الموزاييك. انطلقت في تلك الفترة وبدأت بالتطور وإدخال إضافات جديدة في الفترات اللاحقة”.

    ويذكر الباحث والمؤرخ جوزيف زيتون في مدونته عن تطور حرفة الموزاييك أن مؤسسها جرجي البيطار “عمل حتى نهاية حياته، في أصالة الفنّ، وأمانة الصنعة، ودقّة الإتقان، فتعلّم منه عدد كبير من العمّال وتخرّج في مدرسته تلامذة مشهورون درَّبوا بدَورهم عشرات الحرفيين الدمشقيين حتى بلغ عدد العاملين في صناعة الموزاييك بين العامين 1920 و1940 نحو ألف. وتطوّرت الصناعة في ميدان تجاري بحت انتشر في العالم كلّه”...



    المقال على موقع رصيف 22

Partager

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)