“درب زبيدة”.. رحلة في أحد أشهر طرق الحج. كتاب قدم صورة شاملة لطريق الحج ورصد المصادر التاريخية والجغرافية والأدبية التي وردت فيها معلومات عن تاريخها
تعد طرق الحج القديمة جسورا للتواصل بين الأمصار الإٍسلامية ووسائل لنقل الثقافات والمعارف، حيث سلكت قوافل حجاج تلك الطرق منذ فجر الإسلام وكان لها تأثير ثقافي وحضاري بالغ.
وشهد الناس على امتداد تلك الطرق منافع لهم في تجارتهم وتبادل المعارف، وأثرت في النسق الاجتماعي للتجمعات الواقعة على تلك الدروب. التي كانت وتيرة الحركة عليها عامرة خلال القرون الماضية، ولم يقتصر استخدامها لغرض الحج بل سلكها المسافرون على مدار العام كذلك.
وتعددت طرق الحج ومن أشهرها طرق الحاج العراقي والشامي والمصري واليماني والعماني.
وقد أولى الخلفاء والسلاطين المسلمون عنايتهم بطرق الحج، ودليل ذلك ظهور وظيفة أمير الحج الذي يقوم برعاية الحجاج، وإقامة المحطات على الطرق، وتحديد المسافات بين المحطات.
وحفظت المصادر التاريخية سبعة طرق رئيسة كانت تأتي من أنحاء الدولة الإسلامية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي طريق الكوفة/ مكة المكرمة، ويعد هذا الطريق من أهم طرق الحج والتجارة خلال العصر الإسلامي، واشتهر باسم “درب زبيدة ” نسبة إلى السيدة زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد التي أسهمت في عمارته فخلد ذكرها على مرّ العصور. وهو يربط بين الكوفة بالعراق ومكة المكرمة.
واستخدم الطريق بعد فتح العراق وانتشار الإسلام في المشرق، وأخذ في الازدهار منذ عصر الخلافة الراشدة، وأصبح استخدامه منتظما وميسورا بدرجة كبيرة، إذ تحولت مراكز المياه وأماكن الرعي والتعدين الواقعة عليه إلى محطات رئيسة.
وفي هذا الإطار يستعرض كتاب “درب زبيدة” للدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد، الصادر من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة باللغة الإنجليزية حديثا، طريق “درب زبيدة”...