هكذا عاش “ابن خلدون القرن العشرين” في غوطة دمشق ووصفها. كرد علي شاهداً على التغيرات الجذرية في منطقة سورية عشقها

بعد سنوات صاخبة امتلأت موتاً ودماراً، وطوف خلالها ذكر المنطقة المحيطة بالعاصمة السورية والمسماة “غوطة دمشق” أربع زوايا الكون بأسوأ الأخبار، هدأ كل شيء في السنوات القليلة الأخيرة، وغابت تلك الأخبار، لكن ما لم يغب كان اسم تلك المنطقة والفضول العام للتعرف عليها. وفي هذا السياق قد يكون السبيل الأفضل لذلك، الوصف الذي أورده في مقالة له الكاتب النهضوي محمد كرد علي الذي عاش ردحاً في “الغوطة”، وكان من عشاقها، على الرغم من أن أصله من مدينة الموصل العراقية.

لقد عاش كرد علي في الغوطة إذاً، وكتب قبل نحو 100 عام من الآن نصاً جميلاً على هامش كتابه المرجع “خطط الشام”، الذي جعله يستحق لقب “ابن خلدون المعاصر”، وهنا مقتطفات من هذا النص ربما تكون قادرة على تبرير اللقب أسوة بما يفعل الكتاب. يكتب كرد علي “لا بد للباحث في دمشق أن يعرض الكلام على غوطتها، فالغوطة ودمشق لازم وملزوم، والغوطة ما أحاط بدمشق من بساتين وقرى، وسقي على الأكثر بمياه بردى ومشتقاته. يبدأ حدها من فوهة الوادي عند الربوة غرباً، ممتداً إلى المزة وداريا وصحنايا والأشرفية في الجنوب، وينتهي في الشرق بالريحان والشفونية، وفي الشمال بجبل قاسيون وسنير، ويشرف الجبل الأسود وجبل المانع على الغوطة من الجنوب، كما يشرف عليها جبل الثلج، أو جبل الشيخ من الغرب، ويحدها شرقاً إقليم المرج، ومن هنا تفتح حدودها فتحة طويلة حتى الحماد أراضي بادية الشام”...


مقالات ذات صلة :
 محمد كرد علي.. رائد التجديد المنبهر بباريس
 محمد كرد علي : الكردي الذي عاش للعروبة


رابط : مقال إبراهيم العريس على موقع اندبندت عربية

أخبار أخرى

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)