“سبعون” ميخائيل نعيمة تكشف معركته العنيفة مع الريحاني. مذكرات “ناسك الشخروب” ترصد سيرة صاحبها بين ثلاث قارات وأربع ثقافات
عندما أراد السينمائي اللبناني مارون بغدادي عام 1978 قبل أعوام قليلة من رحيله وهو في شرخ الشباب، أن يحقق فيلماً وثائقياً عن الأديب ميخائيل نعيمة لمناسبة بلوغ هذا الأخير عامه التسعين، كان من الطبيعي له أن ينطلق بداية من كتاب السيرة الذاتية الذي وضعه نعيمة عن حياته وكان قد نشره قبل ذلك بعشرين عاماً تحت عنوان “سبعون”. وكان ذلك لمناسبة بلوغه السبعين من عمره، فكان من الطبيعي أن يعنون بغدادي فيلمه بشكل مقتبس: “تسعون”. ولقد روى لنا المخرج أنه حين اجتمع للمرة الأولى بنعيمة وأخبره عن العنوان الذي اختاره، غرق هذا الأخير في الضحك وسأله: هل حقاً بلغت التسعين من عمري؟ أومأ بغدادي بالإيجاب فصفن نعيمة وقال: لكن شيئاً لم يحدث في حياتي خلال الأعوام العشرين الأخيرة. بل إنني حين كتبت “سبعون” عجزت عن العثور عما أرويه عن السنوات التي تلت عامي الخمسين. كل ما أعرفه عن حياتي مضى قبل عقودي الأربعة الأولى! وروى لنا بغدادي أنه حين طلب من نعيمة أن يقول هذا أمام الكاميرا رفض مقهقهاً وهو يقول:... أبداً، سأتصرف وكأنني ما زلت تحت الأربعين...