الروائي المصري الفرانكوفوني ألبير قصيري في قلب حداثة التهميش. دراسة جديدة شاملة حول مساره وأعماله تكشف وجهاً آخر له

في كتابه “ألبير قصيري والسخرية: التهميش إجابة على الحداثة”، يبرز الباحث باسم حنا شاهين، رهان عملية تحويل الهامش إلى صورة خيالية في أدب قصيري الذي يطرح سؤالاً واحداً في أشكال محتلفة: كيف يتصور لذاته مكاناً في الحداثة، كيف يحدد موقع الفرد في عالم هو فريسة للتقدم المادي، ما نمط الفرد الذي يمكنه إعلان هذا التحدي؟

وهذا الكتاب ترجمته راوية صادق من الفرنسية إلى العربية لحساب المركز القومي للترجمة، في القاهرة، وصدرت الترجمة بالتعاون مع “مؤسسة فورد”، ضمن “سلسلة العلوم الاجتماعية للباحثين”، التي يشرف عليها الباحث أحمد زايد، علماً أن مؤلفه حاصل على الدكتوراه من جامعة نيويورك عام 2009.

ويلاحظ شاهين معارضة قصيري التقدم والتحديث بنصوص تعبر عن ازدراء كلي، لقوى السلطة وشخصيات ضد الخطاب السياسي، ولكنها في الوقت نفسه ضد خطاب الاحتجاج، “لأن الخطاب نفسه يعرض استنتاجات منطقية مسبقة وحججاً تديم الخداع العالمي”.

وهكذا ترسم مؤلفات قصيري جمالية أخلاقية التبطل والخمول والكسل والأمية والفضاء الحضري، وهو حين سئل: لماذا تكتب؟ قال: “كي لا يذهب إلى العمل مَن قرأني للتو”.

وعلى الرغم من أن الوجود المادي محدود للجالية الفرنسية خلال سنوات ما بين الحربين العالميتين، فإن هناك عدداً كبيراً من العوامل التي أسهمت في توسيع اللغة وتطويرها في قلب الجالية ميسورة الحال. لقد تمتعت اللغة الفرنسية – سواء لرفض لغة المحتل (الإنجليزية) أو لجاذبية المساواة المثالية ممثلة في فرنسا، أو لازدهار المدارس الدينية أو أيضاً الشركات التجارية – في الطبقة المتعلمة في المدن المصرية الكبرى...

رابط : مقال علي عطا على موقع اندبندت عربية

أخبار أخرى

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)