نضال الأشقر بيوم المسرح العالمي : أتوق للجماعة وأجوع للحوار. أحلم أن نلتقي جميعًا، ونتحاور، ويقف الفنانون على الخشبة ويطرحون الأسئلة

في اليوم العالمي للمسرح، أتوق إلى الجماعة، نعم، وأجوع إلى الحوار، إلى جمهرة الجمهور، والتجمّع، أحلم أن نلتقي جميعًا، ونتحاور، ويقف الفنانون على الخشبة ويطرحون الأسئلة، وبعض الأحيان الأجوبة، ويصفّق الجمهور. أتوق إلى الجماعة، لكن قد انتهى فعل الجمع، وليس هناك إلا السماء الملبّدة بالغيوم الرمادية".

إنها رسالة سيدة المسرح الأولى، نضال الأشقر، في هذا اليوم الذي يليق بها، هو يومها، وهو عيد ميلاد وقوفها “ستين عامًا” على المسرح. هي التي قدّمت مسرحًا كاملًا، كتبت ومثّلت وأخرجت وغنّت ورقصت وألقت الشعر والحياة، مثل مصابيح متأرجحة على الطرقات في ظلام ليالٍ شتوية أصابت بلادنا. محت الخطوط الحمر أينما حلّت، قلّبت الحقيقة بكل وجوهها علّنا ننتبه ونصحو منذ “المفتش العام” (1961)، و"السرير الرباعي الأعمدة" (1963)، وغيرهما كثير، تمثيلًا وإخراجًا وكتابةً. نضال الأشقر الباحثة عن المعنى، ولغة الوعي، في كل عمل من أعمالها المسرحية السياسية والاجتماعية، ولدت، كما تؤكد، في 4 تشرين الأول/ أكتوبر 1943. وفي عام 1960، درست المسرح في “الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية” في لندن. ترك والدها أسد الأشقر، الرئيس السابق للحزب السوري القومي الاجتماعي، والملاحق دومًا من السلطات اللبنانية، أثرًا كبيرًا في مسيرتها، منذ كانت طفلة في مدرسة البنات الأهلية؛ يوم كانت تكتب مع صديقاتها مسرحًا بحجم الحرية التي كنّ يحلمن بها.

“ست نضال” أسّست “محترف بيروت للمسرح”، مع روجيه عساف، في عام 1968، فقدّما أعمالًا مكتظّة بخضرتها، أعمالًا لا تموت، منها “مجدلون” (1969)، و"كارت بلانش" (1970)، و"المتمرّدة" (1975)، الذي كان من إخراج زوجها، فؤاد نعيم. رحلت مع زوجها خلال الحرب الأهلية إلى عمان، واستقرّا هناك أحد عشر عامًا. في عمان، وفي عام 1984، أسّست مع الطيب الصديقي “فرقة الممثلون العرب”، ومن أعمالها معه “ألف حكاية وحكاية في سوق عكاظ” (1985). إثر عودتها إلى لبنان، أسّست مسرح المدينة في عام 1994، ودخلت معترك الإخراج مع “طقوس الإشارات والتحوّلات” (1996)، و"منمنمات تاريخية (1997) لسعد الله ونوس. ولم تكتفِ نضال الأشقر بالمسرح، وجهها في التلفزيون، وفي السينما، كان وطنًا آخر، غالبًا لا يصمت عن الحقيقة، له صوت أيقوني لا نهائي، ومن أعمالها التلفزيونية والسينمائية في لبنان والأردن “الأجنحة المتكسّرة” (1964)، و"تمارا" (1974)، و"نساء عاشقات" (1974)، و"زنوبيا ملكة تدمر" (1977)، و"شجرة الدّر" (1979)...

رابط : مقال دارين حوماني على موقع ضفة ثالثة

أخبار أخرى

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)