مهرجان كان السينمائي 2016 في دورته الـ 69

, بقلم محمد بكري


العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977


جريدة العرب
نُشر في 10-05-2016، العدد : 10271، ص(16)
الصفحة : ثقافة
العرب - أمير العمري


مهرجان كان الـ 69 : دورة الأسماء الكبيرة في السينما


تفتتح الأربعاء الدورة الـ 69 من مهرجان كان السينمائي، أهم الأحداث السينمائية في العالم، فهو يجمع بين الفن والتجارة، وبين العروض السينمائية وصفقات الإنتاج، الاحتفال بتاريخ السينما من خلال إعادة مشاهدة “الكلاسيكيات”، والاكتشافات الجديدة وتسليط الأضواء على المواهب الجديدة الشابة، ومن رحمه في ما بعد تصعد الأفلام التي ترشح لنيل جوائز الأوسكار، والنجوم الذين يشقون طريقهم نحو المجد، وينظم مهرجان كان أيضا أكبر سوق سينمائية من نوعها في العالم.

تستمر الدورة الـ 69 من مهرجان كان السينمائي هذا العام حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وتنقسم إلى أقسام ومسابقات عدة، أولها المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة التي تمنح الجائزة الأكثر شهرة في العالم، أي “السعفة الذهبية”، إلى جانب جوائز أخرى في التمثيل والإخراج والسيناريو. ثم هناك تظاهرة “نظرة ما”، التي أصبحت منذ سنوات مسابقة موازية، ثم قسم العروض السينمائية خارج المسابقة التي تنقسم بدورها إلى ثلاثة عناوين هي “خارج المسابقة”، و”عروض منتصف الليل”، و”العروض الخاصة”، ثم مسابقة “الأفلام القصيرة” ومسابقة “أفلام الطلاب” التي تحمل اسم المؤسسة المشرفة عليها “سيني فونداسيون”.

تشكل الأقسام والمسابقات الخاصة بالأفلام الطويلة ما يطلق عليه منظمو المهرجان “البرنامج الرسمي”، وتبلغ عدد أفلامه هذا العام 55 فيلما، 21 فيلما منها داخل “المسابقة الرسمية”، و18 فيلما في قسم “نظرة ما”، 4 أفلام “خارج المسابقة”، و3 أفلام في “عروض منتصف الليل”، و8 أفلام في “العروض الخاصة”، بالإضافة إلى فيلم الافتتاح.

فيلم الافتتاح

يفتتح المهرجان بالفيلم الأميركي “مقهى المجتمع”، وهو ثالث فيلم للمخرج الأميركي وودي ألين (80 عاما) الذي يعرض في افتتاح مهرجان كان بعد “نهاية هوليوود” (2002) و”منتصف الليل في باريس” (2011). ويروي الفيلم قصة شاب يذهب للعمل في السينما في هوليوود في الثلاثينات، لكنه يقع في الحب ويجد نفسه مستغرقا داخل عالم مقهى المجتمع بشخصياته المختلفة، ويقوم ببطولة الفيلم كريستين ستيوارت وجيسي إيسنبرغ، ويعرض الفيلم خارج المسابقة.

الدورة الجديدة هي بلا شك دورة الأسماء الكبيرة في عالم الإخراج السينمائي، فإلى جانب وودي ألين يعرض خارج المسابقة أيضا الفيلم الجديد للمخرج الشهير ستيفن سبيلبرغ “بي إف جي” (اختصار “العملاق الكبير الصديق”)، وهو شخصية خيالية تصادقها الطفلة “صوفي”، لكي يخوضان معا مغامرة البحث عن الأشرار الذين غزوا عالمنا، وهم كائنات عملاقة، تأكل البشر وتسعى للقضاء عليهم، يقوم بدور البطولة مارك ريلانس، وينتظر أن ينطلق هذا الفيلم من كان لكي يغزو الشاشات العالمية ويحقق أرباحا كبيرة.

وتعود الممثلة التي تحولت إلى الإخراج، جودي فوستر، إلى المهرجان بفيلم جديد من إخراجها هو ”وحش المال” الذي سيعرض خارج المسابقة، وهو من أفلام التشويق والإثارة، يقوم ببطولته جورج كلوني في دور خبير في شؤون “وول ستريت”، يظهر على شاشات التلفزيون للتعليق على الأوضاع الاقتصادية والمالية، فيجد نفسه ذات يوم رهينة (على الهواء مباشرة) من قبل رجل فقد كل ثروته في البورصة.

في المسابقة الرسمية 4 أفلام فرنسية، 3 أفلام أميركية، وفيلمان من بريطانيا، وفيلمان من رومانيا، وفيلم واحد من كل من ألمانيا والبرازيل وكندا وكوريا والدنمارك وهولندا وأسبانيا والفلبين وبلجيكا وإيران.
من الأسماء الكبيرة التي تعود بأفلامها إلى مسابقة المهرجان المخرج الأسباني بيدرو ألمودوفار بفيلمه الجديد “جوليتا” (لم يشارك ألمودوفار في كان منذ أن شارك بفيلمه “الجلد الذي أعيش في داخله” عام 2011)، والمخرج البريطاني كن لوتش (80 سنة) المعروف بأسلوبه الواقعي، وهو من المشاركين بانتظام في مهرجان كان، وفيلمه الجديد “أنا دانييل بليك” سيكون الفيلم التاسع عشر له الذي يشارك في مسابقة كان منذ عام 1970، وهو يدور حول شخصية رجل متقاعد مريض يكافح من أجل التماسك بما يحصل عليه من إعانة حكومية محدودة.

وكان قد تردد أن لوتش (79 سنة) قد اعتزل الإخراج السينمائي بعد فيلمه “صالة جيمي” الذي عرض في مسابقة كان عام 2014، كما حصل لوتش على السعفة الذهبية عام 2006 عن فيلمه الشهير “الريح التي تهز الشعير”.

ومن الأسماء الكبيرة أيضا المخرج الفرنسي أوليفييه أسايس الذي يعود بفيلم “المشترية الخصوصية”، بطولة كريستين ستيوارت (وهي نجمة فيلم الافتتاح أيضا)، والمخرج الإيراني أصغر فرهادي (صاحب فيلم “الماضي”) ويعود بفيلمه الجديد “البائع”، والمخرج الأميركي جيم جارموش الذي يشارك في المسابقة بفيلم “باترسون”، بطولة آدم دريفر في دور شاعر يعمل سائق حافلة، كما يشارك بفيلم تسجيلي طويل هو “جيم دينجر” نجم فرقة موسيقى “ستودجز” للبانك (ضمن عروض منتصف الليل).

وتعود إلى مسابقة المهرجان المخرجة البريطانية أندريا أرنولد بفيلمها الأميركي الأول “عسل أميركي”، وهي التي سبق أن حازت جائزة لجنة التحكيم عن فيلميها “الطريق الأحمر” و”حوض الأسماك”.

الوجه الأخير

يشارك المخرج والممثل شون بن بفيلمه الخامس كمخرج، وهو فيلم “الوجه الأخير” في المسابقة الرسمية، ويقوم بدوري البطولة فيه خافيير بارديم وتشارليز ثيرون، وتدور أحداثه في أوساط وكالات الإغاثة في أفريقيا والمشاكل التي تواجهها هناك.

ويعود أيضا المخرج الهولندي بول فيرهوفن (الذي ذاع صيته عند عرض فيلمه “غريزة أساسية” في كان، بطولة شارون ستون عام 1992)، بفيلم “إيل” الذي تقوم فيه الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير بدور مديرة شركة لألعاب الفيديو تتعرض لهجوم من رجل داخل مسكنها، وكيف تسعى للإمساك بالمعتدي. كما يعود أيضا المخرج الدنماركي نيكولاس ويندنغ ريفين بفيلم ثالث له داخل المسابقة (بعد “سائق” 2011، و”الله فقط من يغفر” 2013)، وهو فيلم “نيون الشيطان” الذي يدور في عالمه السريالي الغريب المليء بالدماء، فهو يصور عالم مصاصي الدماء، ولكن داخل مجموعة من عارضات الأزياء في لوس أنجلوس.

ويشارك المخرج الكوري بارك- تشان ووك في المسابقة الرسمية بفيلم “الخادمة”، وهو مقتبس عن رواية بريطانية تصف وقوع سيدة أرستقراطية ورثت ثروة عن والدها، في حب لص محتال.

ونجد من الأفلام الفرنسية الأربعة في المسابقة فيلم الممثلة والمخرجة نيكول جارسيا “من أرض القمر”، وهو مأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه للكاتبة ميلينا أغوي، وتدور أحداثه وقت الحرب العالمية الثانية، وفيلم “الخليج العائم” للمخرج برونو ديمون الذي سبق له الفوز بالجائزة الكبرى في كان عن فيلميه “الإنسانية” (1999) و”الفلاندرز” (2006)، وفيلم “البقاء أفقيا” للمخرج آلان غويرودي، ويصور كيف يتولى مخرج سينمائي تربية طفل، بينما يبحث عن فكرة لفيلمه الجديد.

يعود إلى المسابقة أيضا المخرج الكندي إكزافييه دولان (27 سنة) الذي فاز فيلمه الأول “أمي” قبل عامين بجائزة لجنة التحكيم الخاصة مناصفة مع فيلم جون لوك غودار “وداعا للغة”، وفيلمه الجديد يقوم بأدوار البطولة فيه فنسنت كاسيل وماريون كوتيار ولي سيدو. ومن الأسماء الكبيرة التي تعود إلى مسابقة المهرجان المخرجان الشقيقان جون بيير ولوك داردين من بلجيكا، وسبق لهما الحصول مرتين على ”السعفة الذهبية”.

ويعرض بالمسابقة فيلمان من رومانيا لاثنين من المخرجين المرموقين، هما كريستيان مونغو المتحصّل على السعفة الذهبية عام 2005 عن فيلمه “4 أشهر و3 أسابيع ويومان”، وكريستي بيو، كما يعود المخرج الأميركي جيف نيكولز بفيلم “الحب”، والمخرج الفلبيني بريلانتي ميندوزا بفيلم “زهرتي”.

وفي المسابقة الرسمية أيضا فيلم ألماني واحد وفيلم برازيلي، ولكن تغيب تماما السينما الإيطالية التي شاركت في المسابقة العام الماضي بثلاثة أفلام، ورغم أن الفيلم الجديد “أحلام سعيدة” لماركو بيللوكيو قد أصبح جاهزا للعرض، وهو ما دفع الصحافيين للتساؤل عن سر غياب هذه السينما الأوروبية المهمة خلال المؤتمر الصحافي للإعلان عن برنامج المهرجان، وكان رد المدير الفني للمهرجان تيري مريمو أن أساس الاختيار كان المستوى الفني فقط، وأنه جرى اختيار العشرين فيلما المشاركة بالمسابقة من بين أكثر من 1869 فيلما، وقد ذهب الفيلم الإيطالي على أي حال إلى تظاهرة “نصف شهر المخرجين” الموازية.

يغيب عن البرنامج الرسمي الفيلم الروائي الجديد “عديم الوزن” لتيرنس ماليك (حائز السعفة الذهبية عن “شجرة الحياة”2011)، وفيلمه التسجيلي الطويل “رحلة الزمن”.

وتتكون لجنة تحكيم المسابقة الرسمية من المخرج الأسترالي جورج ميللر (رئيسا للجنة)، وعضوية كل من المخرج الفرنسي أرنو ديسبلاشن، والممثلة الإيطالية فاليريا غولينو، والممثل الدنماركي ماد ماكيلسون، والمخرج المجري لازلو نيمتش، والمنتجة الإيرانية كاتايون شهابي، والممثلة الفرنسية فانسيا بارادي، والممثلة الأميركية كريستين دانسيت، والممثل الكندي دونالد سوذرلاند.

الأفلام العربية

تغيب السينما العربية عن المسابقة الرسمية، لكن هناك أربعة أفلام لسينمائيين عرب في البرنامج الرسمي للمهرجان، ففي “نظرة ما” هناك الفيلم المصري “اشتباك” وهو الفيلم الثاني للمخرج محمد دياب (بعد فيلمه “678” إنتاج 2010) الذي ستفتتح به هذه التظاهرة، ويقوم بدور البطولة فيه نيللي كريم وهاني عادل، وفيلم “أمور شخصية” للمخرجة الفلسطينية مها حاج التي تقيم داخل الخط الأخضر، ولكن الفيلم يأتي تحت اسم إسرائيل، وهي الإشكالية التي تواجهها عادة الأفلام الفلسطينية التي تنتج داخل إسرائيل، وتحصل على دعم من صندوق الدعم الإسرائيلي.

وفي قسم “العروض الخاصة” (خارج المسابقة) الفيلم التونسي-الفرنسي “شوف” للمخرج كريم دريدي. وفي مسابقة الأفلام القصيرة يتنافس الفيلم التونسي “صوف على الظهر” للمخرج لطفي عاشور، وهو من الإنتاج المشترك مع فرنسا شأن الغالبية العظمى من أفلام بلدان المغرب العربي.

وخارج البرنامج الرسمي ضمن تظاهرة “نصف شهر المخرجين” هناك الفيلم الجزائري القصير “قنديل البحر” لداميان أونوري، والفيلم الفرنسي الطويل “إلهيات” للمخرجة المغربية الأصل هدى بنيامين. وفي “أسبوع النقاد” هناك فيلم لبناني – فرنسي بعنوان “تراماتون” (أو ربيع) للمخرج اللبناني من أصل أرميني، فاتشي بولغورجيان، وفيلم “دورة فرنسا” لرشيد جدياني وهو مخرج فرنسي من أصل سوداني-جزائري.

يفتتح قسم “نظرة ما” -كما ذكرنا- بالفيلم المصري “اشتباك” لمحمد دياب، ويشمل القسم 18 فيلما، سبعة منها هي الأفلام الأولى لمخرجيها، من فرنسا وإيطاليا وإيران ومصر وإسرائيل وفنلندا وسنغافورة وإيطاليا وهولندا واليابان والولايات المتحدة وروسيا ورومانيا.

هناك فيلمان يمثلان إسرائيل هما “وراء الجبال والتلال” ثالث أفلام المخرج إيران كوليرين، مخرج فيلم “زيارة الفرقة الموسيقية” (2007)، و”أمور شخصية” لمها حاج، وفيلمان من فرنسا، وفيلمان من اليابان، وفيلمان من أميركا، وفيلم واحد من باقي الدول، ومن الأفلام المنتظرة في هذا القسم الفيلم الإيراني “التبادل” لبهنام بهزادي، والفيلم الياباني “بعد العاصفة” لكوريدا هوروكادو، والروماني “كلاب” لبوغدان ميرسا.

وتنظم “جمعية المخرجين الفرنسيين” منذ 1969 تظاهرة “نصف شهر المخرجين” (أو “أسبوعا المخرجين”) كما يطلق عليها، قبل أن تتقلص إلى عشرة أيام فقط، والتظاهرة لا تنظم مسابقة، وتتضمن 18 فيلما طويلا، و11 فيلما قصيرا.

ولحسن الحظ تضمنت قائمة الأفلام الطويلة عددا من أفلام كبار السينمائيين التي لم تجد طريقها إلى المسابقة الرسمية، مثل فيلم “شعر بلا نهاية” للمخرج الشيلي المرموق أليخاندرو خودوروفسكي (87 عاما)، صاحب “الطوبو” و”الجبل المقدس” و”رقصة الواقع”.

تفتتح التظاهرة في الثاني عشر من مايو، بالفيلم الإيطالي “أحلام سعيدة” لماركو بيللوكيو (79 سنة). وهناك أيضا الفيلم الأميركي الجديد للمخرج الكبير بول شرايدر “كلب يأكل كلبا”، بطولة نيكولاس كايج، وهو فيلم الختام، ويعرض أيضا الفيلم الجديد للمخرج الشيلي بابلو لارين “نيرودا” عن الشاعر الكبير، وفيلم “اقتصاد لاثنين” للمخرج البلجيكي جواكين لافوس، وفيلم الهندي أنوراب كاشياب بعنوان “رامون المختل”.

أسبوع النقاد

تشمل تظاهرة “أسبوع النقاد”، التي تنظمها جمعية نقاد السينما الفرنسيين بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية (فيبريسي) وتنظم مسابقة للأفلام الأولى والثانية للمخرجين، هذا العام عرض 7 أفلام من تركيا وكمبوديا وفرنسا وأسبانيا وإسرائيل ولبنان وسنغافورة، بالإضافة إلى خمسة أفلام من العروض الخاصة خارج المسابقة منها فيلم الافتتاح “في الفراش مع فيكتوريا” للمخرجة الفرنسية جوستين ترييه، وهو فيلمها الثاني.

والفيلم اللبناني في مسابقة “أسبوع النقاد” هو فيلم “ترامونتان” للمخرج فاتشي بولغورجيان، وهو في الحقيقة فيلم فرنسي الإنتاج محسوب على لبنان ربما نسبة إلى جنسية مخرجه، ويشارك في المسابقة الفيلم الأول للمخرج الإسرائيلي عساف بولونسكي “أسبوع ويوم”، كما يعرض فيلم إسرائيلي آخر خارج المسابقة، هو “من يوميات مصور أعراس” للمخرج ناداف لابيد.

عن موقع جريدة العرب اللندنية

المقال بالـ PDF


العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977

صحيفة العرب© جميع الحقوق محفوظة

يسمح بالاقتباس شريطة الاشارة الى المصدر


الموقع الرسمي لمهرجان كان السينمائي

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)