ثقافة - سياحة - تراث - Culture - Tourisme - Patrimoine

مكعبات الغفوة في مطار دبي أحدث الحلول لتحاشي النوم في الممرات dubai - Emirats arabes unis

, بقلم محمد بكري


جريدة الشرق الأوسط


جريدة الشرق الأوسط
الاربعـاء 18 شـوال 1433 هـ 5 سبتمبر 2012 العدد 12335
الصفحة : عين الشرق
دبي (الإمارات العربية المتحدة) : هدى محمد خير


غرف صغيرة الواحدة منها مزودة بسرير وإنترنت تكلف 16 دولارا في الساعة


بعض «مكعّبات الغفوة» في مطار دبي («الشرق الأوسط»)

ماذا ستصنع في ما لو وصلت إلى المطار، واكتشفت أن تأخيرا ما طرأ على موعد رحلتك المقرر يتراوح بين ثلاث أو أربع ساعات، وربما أكثر من ذلك؟ طبعا، لن تقابل الأمر بارتياح. بل سيمر الوقت ثقيلا بطيئا، وستبحث جاهدا عن مكان تستلقي فيه، أو ربما عن بعض النشاطات التي قد تسليك، ويمضي معها الانتظار سريعا.

في حالات كهذه، من المرجح أن يتمنى المرء لو يتمكن من الاستلقاء في أي مكان، والاستمتاع بغفوة قصيرة تهدئ أعصابه وتريح جسده المنهك. ومن هنا، جاءت أهمية فكرة ما يعرف بـ«مكعبات الغفوة» في مطار دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

«المكعبات» هذه عبارة عن غرف فندقية صغيرة مجهزة بوسائل الراحة الضرورية فقط، ويمكن حجزها في مثل هذه الظروف لساعة أو اثنتين أو ربما ليلة كاملة. وهي موجودة في عدة نواح حيوية من جنبات المطار الضخم، وفي أماكن يسهل الوصول إليها، تتحول إلى محط أنظار المسافرين الذين يمرون بها.

وحقا، في بعض الأحيان يمضي كثير منا ساعات كثيرة بانتظار طائرة الترانزيت، وتكفي جولة داخل مطار دبي، بمساحاته الشاسعة – إذ يعد من أكبر مطارات العالم – لكي ترى عشرات المسافرين وقد افترشوا زاوية ما أو اتخذ أحدهم من كرسي أو جانب معزول مكانا لينام فيه. في مثل هذه الظروف، وسط التعب وتثاقل وقت الانتظار، قد يكون الواحد منا جاهزا لدفع ما يحمل من مال في بعض الأحيان للحصول على مكان أو حيز مريح، غير أن «مكعبات الغفوة» أو «مكعبات القيلولة» – كما تسميها الشركة المطورة - لن تكلف أكثر من 16 دولارا أميركيا للساعة الواحدة.

من ناحية أخرى، بين ما تؤمنه الخدمات المتصلة بهذه الغرف الصغيرة جدا، إيقاظ من يستخدمها من المسافرين في ساعة معينة كي لا يغلبه النوم وتفوته الطائرة في موعدها الجديد. ثم إن وجود المسافر داخل هذه الغرف لا يعني إطلاقا أنه بات معزولا عن تحديثات مواعيد الطيران. فكل غرفة مزودة بشاشة تعرض مواعيد الرحلات وتعديلاتها الطارئة. كما يتاح فيها مشاهدة التلفزيون واستخدام الإنترنت بفضل جهاز كومبيوتر محمول.

وحسب المصادر ذات الصلة في مطار دبي، يمكن الحصول على الغرفة وتحديد مدة الإقامة فيها عبر على الإنترنت أو من خلال الموظفين الموجودين هناك، ومن ثم يحظي المسافر المنتظر بخصوصية كاملة، يؤمنها له سرير مرتب ووسادة مريحة، وأجواء معزولة وهادئة، بجانب الإنترنت وشاشة تلفزيون مسطحة وكذلك لمسات فنية... كتزيين أحد الجدران بلوحة تشكيلية كجزء من الديكور.

وشرح أحد المصادر لـ«الشرق الأوسط» مفصلا أنه «فضلا عن كون كل غرفة من هذه الغرف مزودة بسرير ونظام تكييف وتهوية ونظام لتنبيه المسافر وتلفزيون وجهاز كومبيوتر موصول بالإنترنت، فإنها مخدومة على مدار الساعة بفريق من الموظفين المدربين تدريبا عاليا في سبيل ضمان سلامة النزلاء وراحتهم وتقديم أفضل مستويات الخدمة مع ابتسامة دائمة، تتضمن خدمة إيقاظ المسافر النزيل في الوقت الذي يطلبه كي لا تفوته الرحلة في موعدها الجديد».

وتابع المصدر: «إنها فنادق ستمنحها كمسافر درجة الخمس نجوم لجهة أهميتها في مثل هذه الظروف التي لا حاجة لك فيها إلا لوسادة وسرير وبعض الخصوصية. كما أنها يمكن أن تحجز لساعة واحدة لقاء بدل معقول يبلغ 55 درهما إماراتيا أو 16 دولارا أو 11 يورو للساعة الواحدة، وهو ما يتيح للركاب خيار البقاء داخل مجمع المطار خلال تعطل الرحلات أو تأخرها».

ثم أشار إلى أنها «تتموضع داخل منطقة العبور الآمن من مبنى الركاب رقم 1 بجوار البوابة 122 في قسم المغادرين داخل مطار دبي، ويمكن الوصول إليها بسهولة بالنسبة لمن يمرون عبر المطار. ويمكن إجراء الحجوزات عبر البريد الإلكتروني لشركة «سنووزكيوب» (SnoozeCube).

في المقابل، تشرح الشركة عبر أحد مسؤوليها «أن هذه المكعبات - أو الغرف - نهج مبتكر يقدم حلولا مع الطلب المتزايد أكثر من أي وقت مضى من المسافرين الدوليين على مثل هذا النوع من الخدمة داخل المطارات العالمية ذات الازدحامات الكبيرة؛ حيث يتعرض الركاب في أحيان كثيرة لتأخر الرحلات أو إلغاء بعضها لأسباب طارئة وبشكل مفاجئ».

هذا، وتوضح الشركة في موقعها على الإنترنت أن هذه الخدمة توفر «حلا للركاب الباحثين عن الخصوصية الإضافية من خلال مساحة مثالية، بدلا من الجلوس في مكان ما لساعات طويلة دون التمكن من أخذ قسط من الراحة». وتلفت الشركة التي تدير هذه الغرف الصغيرة إلى أن لديها حاليا 10 وحدات عازلة للصوت بالقرب من البوابة 122 في محطة مطار دبي الدولي».

عن موقع جريدة الشرق الأوسط


جريدة الشرق الأوسط، صحيفة عربية دولية رائدة. ورقية وإلكترونية، ويتنوع محتوى الصحيفة، حيث يغطي الأخبار السياسية الإقليمية، والقضايا الاجتماعية، والأخبار الاقتصادية، والتجارية، إضافة إلى الأخبار الرياضية والترفيهية إضافة إلى الملاحق المتخصصة العديدة. أسسها الأخوان هشام ومحمد علي حافظ، وصدر العدد الأول منها في 4 يوليو 1978م.
تصدر جريدة الشرق الأوسط في لندن باللغة العربية، عن الشركة السعودية البريطانية للأبحاث والتسويق، وهي صحيفة يومية شاملة، ذات طابع إخباري عام، موجه إلى القراء العرب في كل مكان.

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)