مركز ثقافي عربي بألمانيا على غرار معهد العالم العربي بباريس

, بقلم محمد بكري


جريدة الشرق الأوسط


جريدة الشرق الأوسط
السبت - 27 صفر 1436 هـ - 20 ديسمبر 2014 مـ
الصفحة : فضاءات
لندن : «الشرق الأوسط»


يبدو أن تأسيس مركز ثقافي عربي في ألمانيا، على غرار معهد العالم العربي في باريس، قد خرجت من إطار الفكرة إلى مرحلة التنفيذ، والفرق أن الأول بعكس الثاني هو مبادرة أهلية وشخصية عمل على تحقيقها المجوعة التنظيمية للمشروع التي شكلت من عدة جمعيات ثقافية، ومن ضمنها الجمعية الألمانية العربية، ومن ضمنها الجمعية الألمانية - العربية، فرع الراين وانكر، بالتعاون مع معهد العالم العربي بباريس، والمكاتب الثقافية في كل من مدينة مانهايم ولودفغسهافن وهايدلبرغ، وكذلك مجموعة من الشخصيات الأكاديمية ومثقفين وفنانين من بلدان عربية مختلفة أنيطت بهم مسؤولية الإشراف على التنفيذ، وهم: ناديا مدرس، وعصمت أميرلاي، ورفيق شامي، ورياض حسون، وعبد الرحيم فرحات.

وعلمت «الشرق الأوسط»، في اتصال مع أحد أعضاء اللجنة المشرفة، وهو المسرحي العراقي رياض حسون، أن فكرة المشروع الثقافي تبلورت إثر قرار إخلاء الجيش الأميركي لثكناته الموجودة في مدينة مانهايم ومحيطها وإعادتها للحكومة الألمانية، مما دعا بلدية المدينة للتوجه لجمعيات المنطقة تحثها على تقديم مقترحاتها وأفكارها لاستغلال تلك المساحات والأبنية الفارغة.

وتتلخص أهداف وبرامج المشروع، كما جاء في الكتيب الذي نشرته اللجنة المشرفة، في محاولة تطوير أسس متينة للحوار الثقافي في مجلات التبادل الفكري والاجتماعي، وبذل الجهود لتفهم القيم الخاصة بالمجتمع العربي، ومحاولة نقل هذه المفاهيم إلى المجتمع الألماني لخلق حالة من التقارب الاجتماعي، وكذلك المساهمة الفعالة في التواصل الثقافي والاجتماعي ما بين ثقافة ومجتمعات الجاليات العربية المقيمة وبين ثقافة المجتمع الألماني، خصوصا أن أهمية ألمانيا الاتحادية، كما يضيف الكتيب، لا تقل عن أهمية فرنسا، حيث يوجد معهد العالم العربي، وإسبانيا التي أسس في عاصمتها «البيت العربي» منذ سنوات. وانطلاقا من ذلك، سيعمل مشروع المركز الثقافي العربي، خصوصا بعد الربيع العربي، والتطورات الحالية في المنطقة، على التعريف بطبيعة هذه التطورات، والإجابة على الأسئلة التي يطرحها المجتمع الألماني يوميا.

وسيعتمد المشروع لتنفيذ برامجه على مبدأ ما سمته اللجنة المشرفة «التسويق الثقافي»، أي تأمين موارد خاصة عن طريق نشاطاته ومنشآته. ومن هذه المنشآت الحديقة الشرقية التي تعتمد على مبادئ هندسة الحدائق في العالم الإسلامي، ومجمع سكني يحيط بالحديقة ويشرف عليها، بالإضافة إلى مكتبة لبيع الكتب والمطبوعات، ومكتبة صوتية وفيديو، وصالة لعرض وبيع الهدايا والمنتجات الحرفية الفنية من المنطقة العربية، بالإضافة إلى مساعدات من بلدية مانهايم، والدعم المالي الذي يمكن أن يتلقاه من رعاة الفن في ألمانيا وأوروبا والعالم العربي..

وكان بدر الدين عرودكي، المدير العام المساعد لمعهد العالم العربي في باريس، قد زار مانهايم في سبتمبر (أيلول) الماضي لتقييم تصميمات طلاب بيتر بيرنز للهندسة المعمارية، المتعلقة بالمنشآت التي ينوي المركز إنشاءها، وخصوصا المركز والمجمع السكني، وهو عبارة عن شقق سكنية بمساحات مختلفة تفي بمتطلبات الزوار العرب ومرافقيهم في حالة رغبوا بالاستثمار.
ويعول المركز الجديد على التعاون مع معهد العالم العربي، ويأمل أن «يكون هذا التعاون شاملا وعلى مختلف الأصعدة».

عن موقع جريدة الشرق الأوسط


جريدة الشرق الأوسط، صحيفة عربية دولية رائدة. ورقية وإلكترونية، ويتنوع محتوى الصحيفة، حيث يغطي الأخبار السياسية الإقليمية، والقضايا الاجتماعية، والأخبار الاقتصادية، والتجارية، إضافة إلى الأخبار الرياضية والترفيهية إضافة إلى الملاحق المتخصصة العديدة. أسسها الأخوان هشام ومحمد علي حافظ، وصدر العدد الأول منها في 4 يوليو 1978م.
تصدر جريدة الشرق الأوسط في لندن باللغة العربية، عن الشركة السعودية البريطانية للأبحاث والتسويق، وهي صحيفة يومية شاملة، ذات طابع إخباري عام، موجه إلى القراء العرب في كل مكان.
لقراءة المزيد


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)