لغز الرواية البوليسية في الأدب العربي... متى ظهرت ولماذا اختفت ؟
عندما نشر فان داين، وهو الاسم الأدبي لناقد فني ومحرر يدعى ويلارد هنتنغتون رايت، رؤيته الخاصة للشروط الأدبية لكتابة الروايات البوليسية في العدد الصادر عام 1928 من المجلة الأمريكية تحت عنوان “عشرون قاعدة لكتابة القصص البوليسية”، كان هذا الجنس الأدبي يشهد “عصره الذهبي” في القسم الناطق باللغة الإنجليزية من العالم.
كان النجاح المدوي الذي حظيت به قصة إدغار آلان بو البوليسية التي نشرت في مجلة غراهام الدورية بعنوان “جريمتان في حي مورغ” (1841)، قد مهد الطريق لتبلور شخصية التحري الشهير شارلوك هولمز (1887) في روايات الكاتب والطبيب البريطاني آرثر كونان دويل. فتح هذا الأبواب أمام كتاب آخرين وجدوا ضالتهم في الروايات البوليسية وأدب الجريمة والغموض والتحريات، وكانت لبعض الكاتبات بصمة مؤثرة في هذا الجنس الأدبي، مثل أجاثا كريستي ودوروثي سايرز، من بين أخريات.
وعلى الرغم من أن الوعي بالبعد البوليسي في السرد الذي شكل أدب الجريمة كما نعرفه اليوم، لم يتخذ بنية واضحة قبل القرن التاسع عشر، إلا أنه يمكن تتبع سرد حكائي للجريمة والعقاب منذ القرن الثالث عشر في العصر الذهبي للإسلام، من خلال قصة “التفاحات الثلاث”، التي روتها شهرزاد في “ألف ليلة وليلة”. فالقصة تتوافق مع المعايير التي وضعها رايت لأدب الجريمة، حيث تعرض “وقوع جريمة قتل، وجود فاعل وضحية، وعملية الكشف عن تفاصيل الحادثة”، حسب ما تشير تهاني الغريبي، بروفيسورة الأدب الإنكليزي، في بحثها “صيرورة الرواية البوليسية في الأدب العربي” (2020)...
حقوق النشر
تم نقل هذا المقال بهدف تربوي وبصفة غير تجارية بناء على ما جاء في الفقرة الثانية من الفقرة 5 من شروط استخدام موقع رصيف 22 الإلكتروني على الموقع الإلكتروني “رصيف 22” :
... علماً أن الموقع يحترم، بالقدر الذي نقتبس فيه المواد من حين لآخر من مصادر أخرى بغية دعم مختلف التفسيرات والمؤلفات الواردة في هذا السياق، حق الآخرين في “الاستخدام العادل” للمواد التي يتضمنها الموقع؛ وبناءً على ذلك، فإنه يجوز للمستخدم من حين لآخر، اقتباس واستخدام المواد الموجودة على الموقع الإلكتروني بما يتماشى مع مبادئ “الاستخدام العادل”.
رابط : المقال على موقع رصيف 22