كليطيو يكتب في جو من الندم الفكري. النَّاقد والمفكِّر المغربي يستهلُّ كتابه الجديد بالحديث عن “المقامات”، وهي الإحالة الأولى على طريقة الكتابة

صدر عن منشورات المتوسط - إيطاليا، الكتاب الجديد للنَّاقد والمفكِّر المغربي عبدالفتاح كيليطو، بعنوان: “في جوٍّ من النَّدَم الفكريِّ”. وقد استقى كيليطو، الذي يولي أهمِّية كبيرة لعناوين كتبه، عنوان كتابه الجديد من مقولةٍ لـ غاستون باشلار، استهلَّ بها الكتاب: “إذا ما تحررنا من ماضي الأخطاء، فإنَّنا نلفي الحقيقة في جوٍّ من النَّدم الفكري. والواقع أنَّنا نعرف ضدَّ معرفة سابقة، وبالقضاء على معارف سيِّئة البناء، وتخطِّي ما يعرقل، في الفكر ذاته، عملية التفكير”.

يستهلُّ النَّاقد والمفكِّر كيليطو كتابه الجديد هذا – الذي جاء في 80 صفحة - بالحديث عن “المقامات”، وهي الإحالة الأولى على طريقة الكتابة، أو بالأحرى اختيار الكتابة “بالقَفْز والوَثْب” على حد قول مونتيني. لكنّ، كيليطو يضعُ أفكاره في سياقٍ تاريخيٍّ لا يخلو من علائق مع المناهج الحديثة، بحكم اشتغاله على التجديد في الدراسات الأدبيَّة العربيَّة.
يقول كيليطو: خصوصية الكتابة مرتبطة بنوعية القراءة. ماذا قرأت؟ وبادئ ذي بدء، ما هو أول كتاب قرأته؟ في كل مناسبة أقدِّم عنواناً مختلفاً حسب مزاج اللحظة، ومنعرجات الذاكرة، وحسب الشخص الذي يسألني ولغته والأدب الذي ينتمي إليه، فأقترح، بل أخترع كتاباً أول، أُبدع مرة أولى. ها نحن أمام مسألة البدايات. هل هناك أصلاً مرة أولى؟ في أغلب الأحيان لا تكون مؤكدة ومضمونة، سواء تعلق الأمر بالقراءة أو بأمور أخرى. ما إن نعتقد الإمساك بها حتى نكتشف، وربما في الحين أو فيما بعد، أنها مسبوقة بأخرى. المرة الأولى في النهاية هي المرة بعد الأولى، وفي أحسن الأحوال المرة الثانية.

إلى أن يكشف: ليست طريقتي في الكتابة من اختياري، ما هو شبه مؤكد أن ليس بمستطاعي أن أكتب بطريقة أخرى، ولعل هذا هو تعريف الأسلوب، أن تظل حبيس طريقة في الكتابة...

رابط : المقال على موقع ميدل ايست اونلاين (meo)

أخبار أخرى

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)