في وداع حكاء عجوز ماهر. سعيد الكفراوي كان يعرف كيف يقطع الكلمات والجمل.. وكيف يختار أقواها ليبدأ بها.. ومتى يزيد من وتيرة الكلام ومتى يبطئه

سعيد الكفراوي هو الكاتب المصري الوحيد المسكون بأداء الحكائين الكبار.. بدءا من اختيار الكلمات والجمل ذات الوقع البلاغي الكبير على أذن المستمع.. مرورا بتوظيفه الماهر للغة الجسد سواء باليدين أو ملامح الوجه او طريقة الوقوف أو تصدر الجلسة.. وصولا إلى نبرة الصوت الحانية القادمة من أعماق محتشدة بالحنين والمحبة.

كان يعرف كيف يقطع الكلمات والجمل.. وكيف يختار أقواها ليبدأ بها.. ومتى يزيد من وتيرة الكلام ومتى يبطئه.. تاركا لخياله البراح كي ينسج قصصه الساحرة.. تلك التي كنا ندرك أن أغلبها حدث بوقع أقل حضورا من ذلك.. لكن طريقته في الحكي وخياله الجامح منحاها حضورا أقوى من حضورها الفعلي.. وجعلانا مندهشين أمامها على الدوام .. حتى لو سمعناها ألف مرة ومرة.. مغالبين بأنفسنا الرغبة في مراجعته بأي من التفاصيل.

كانت نبرة صوته مميزة للغاية .. حتى أنني طالما تصورت أنه أخطأ الطريق إلى الإذاعة.. وأنه كان بإمكانه أن يقدم جملة من البرامج التي ترتبط باسمه وصوته...

رابط : المقال على موقع ميدل ايست اونلاين (meo)

أخبار أخرى

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)