في في يوم المرأة العالمي : رواية محفوظ والدفاع المتواتر عن المرأة
اعتبر نجيب محفوظ الرواية جنسًا أدبيًا نقدي الوظيفة، يتطلع إلى حداثة اجتماعية شاملة. لم يكتبها في “أوقات الفراغ”، كما فعل طه حسين وغيره، ونقد عباس محمود العقاد الذي احتفى بالشعر ووضع الرواية في هامش كتابي أقل مرتبة. أدرج محفوظ الرواية في منظور حداثي شامل، تتكامل فيه العدالة والحرية والاستقلال الوطني. لم يكن غريبًا أن يدافع الروائي الكبير عن حقوق المرأة، وأن يبصر في التعامل معها مرآة للسلطة السياسية الحاكمة.
كشفت روايته “القاهرة الجديدة” (1946) عن تهافت السلطة التابعة التي تعترف بالتعليم الجامعي، وتسفّه المتعلّمين الجامعيين، حيث المسؤول السلطوي يرشو/ الطالب الجامعي المحتاج بوظيفة مريحة، ويحتفظ بزوجته عشيقة دائمة. عيّنت السلطة التابعة الجامعي الريفي الأصول “قوّادًا سعيدًا” وصيّرت امرأته، وهي طالبة جامعية سابقة، “مومسًا”، كما لو كان دور السلطة الفاسدة تعهير المجتمع، عوضًا عن تهذيبه والارتقاء به. لم يكتب محفوظ في روايته “الواقعية” الأولى عن ظاهرة عرفها زمنه “الملكي”، بقدر ما أكّد أن “المرأة المنحرفة” ضحية لسلطة سياسية قاعدتها الانحراف...