جذور مملوكية وراهن يغلفه البؤس في رواية “تمار”. المصرية مي خالد تصل الحاضر بالماضي بين تبليسي والقاهرة
“تمار” و"تقى"، شقيقتان، توأم، لكنهما مختلفتان جذرياً شكلاً ومضموناً، إذ نشأت الأولى في حي غاردن سيتي الراقي، ونشأت الأخرى في حي الدرب الأحمر الشعبي، وذلك بعد وفاة والدهما قبل ولادتهما بأربعين يوماً في حادث سير، ووفاة الأم عقب الولادة مباشرة.
تنتمي الشقيقتان من ناحية الأب إلى أسرة توارثت الثراء، ويتضح لاحقاً أنها من أصول شركسية كانت تعيش في النطاق الجغرافي الذي يسمى حالياً جمهورية جورجيا، بينما انتمت الأم إلى أسرة فقيرة.
الجد “جمال الشوافيلي”، وهو مصمم أزياء وخياط، يصاب في سنواته الأخيرة بألزهايمر، وبعد وفاته تضطر “تمار” إلى الانتقال مع جدتها إلى المنزل الذي تعيش فيه “تقى”. مات الجد بعد أن باع الأتيليه والمحل اللذين كان يملكهما ولم يخبر أحداً عن مكان الأموال التي جناها من عملية البيع تلك. ترك حقائب تحوي ملابس كان قد صممها بنفسه لزوجته، وصندوق رسائل ودفتر يوميات. “دخلت الجدة في علاقة عشق مع الحداد” (بحسب الرواية) بعد وفاة وحيدها “شامل” والد “تمار” و"تقى". وكان الجد قد تخلى قبل وفاته بسنوات طويلة عن حلمه أن يصير كريستوبال بالينسياجا؛ المصمم الشهير بالتصاميم المبتكرة والألوان الصاخبة والذي ألهم معظم ملوك الموضة. وبدلاً من أن يحمل لقب “سيد الخياطة” مثل بالينسياجا، تحول إلى مجرد خياط رجالي، “يفصل بذلات مكررة الألوان والأشكال، فيما عدا فتحة هنا، وجيب أو زر مختلف هناك”. (الرواية صـ77)...