فنانو كاريكاتير عرب يواجهون الوباء بالابتسامة. ملتقى “رواد الكاريكاتير” يستعد لإطلاق معرض جماعي وكتاب توثيقي

الكاريكاتير أعرق فنون السخرية وأعمقها، فهو لا يكتفي بقراءة الأحداث والوقائع وترصّد الأزمات الإنسانية والجراح الغائرة تحت الجلد، إنما يتخطّى التسجيل والتعليق والتأريخ إلى مستويات تحليلية كاشفة، عبر كبسولات إبداعية مُكثّفة نابعة من قلب المأساة، لكنها مشحونة بالمفارقة والمرح والكوميديا السوداء.

جاءت رسوم الفنانين العرب حول فايروس كورونا المستجدّ، الجاري تجميعها لتدشين معرض جماعي ضخم، وإصدار كتاب خاصّ، للتعبير عن وجوه الأزمة وتجسداتها التي طالت سائر أرجاء الكوكب الأرضي المُبتلَى بالوباء.

وإذا كانت الفنون والآداب أبطأ من المقالات الصحافية في التعاطي مع الأحداث الجسام والمتغيّرات الكبرى والأمور الطارئة في الواقع، من حروب وثورات وأوبئة وظواهر طبيعية وكوارث بيئية وغيرها، حيث تتطلّب العملية الإبداعية مزيدا من الاصطبار والتأمل، فإن الكاريكاتير فن له طبيعة خاصة، نظرا لاقترانه عادة بالميديا منذ عهد الصحافة الورقية، والمواقع والصفحات الإلكترونية في العالم الرقمي الراهن. ومن ثم فإنه فن المواكبة اللحظية، وترمومتر الحرارة المجتمعية التي ترتفع وتنخفض تأثرا بما يجري في الحياة.

وعلى الرغم من آنيته وقدرته الفائقة على اللهاث للحاق بالمستجدّات، فإن الكاريكاتير لا يقف عند الأسطح، فهو فن الجوهر والتعرية الكاملة وكشف الحقائق وتسمية الأشياء بأسمائها، بما يفوق إمكانات اللغة الكلامية، المقروءة والمسموعة والمرئية...

رابط : عن موقع جريدة العرب اللندنية

أخبار أخرى

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)