يرصد الكاتب اللبناني سليم بطّي في روايته الثالثة “ثوب حداد ملوّن” الصادرة حديثاً عن دار نوفل / هاشيت أنطوان مصير اسرة وماضي الحرب كي يتخلص من أشباحها

“ثوب حدادٍ ملوَّن” (نوفل / هاشيت أنطوان) هي الرواية الثالثة للروائي اللبناني سليم بطّي، بعد “لن أغادر منزلي” (2017)، و"فونوغراف" (2018). وهو، فيها، على غرار ما فعله في سابقتيها، ما يزال يدور في فلك الحرب الأهلية اللبنانية وتداعياتها، المباشرة وغير المباشرة، على ضحاياها، مع اختلاف الوقائع والشخوص، بين رواية وأخرى. ثمّة ماضٍ موجعٌ يطارد الكاتب، فيروح يكتبه، في نوعٍ من المازوشيّة، ليتحرّر منه. غير أنّ الماضي لا يكفّ عن مطاردته، وهو كلّما فعل، نراه يهرب منه إلى الكتابة. لذلك، يقول في الكلمة الأخيرة التي يُذيّل بها الرواية: “أنا في أمسّ الحاجة لأبتعد عن ماضيَّ وماضي مَنْ حولي. أحتاج نزهةً بعيدةً عن الورقة والقلم، بعيداً عن الفقد والتيه والحزن... وما الكتابة إلاّ كلّ ذلك”.

في العنوان، يكسر الكاتب نمطية لون الحداد، فثوب الحداد عادةً ما يكون أسود. أمّا أن يجعله ملوناً، فلعلّ ذلك يعود إلى تعدّد الموتى موضوع الحداد في الرواية، أو إلى أنّ الذين وقع عليهم فعله، هم من الأطفال الذين لا “يليق بهم الأسود”، بالإذن من أحلام مستغانمي. والتفسيران نقع عليهما في متن الرواية...

ثوب حدادٍ ملوَّن - نوفل / هاشيت أنطوان

رابط : مقال سلمان زين الدين على موقع اندبندت عربية

أخبار أخرى

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)