عندما حاول سعدالله ونوس الانتحار مرارا كما تروي ابنته ديمة. روايتها الجديدة (دار الآداب 2020) تسرد سيرة نسوة العائلة وترسم صورة للأم في غربتها
عرف المسرح في مصر فنّ الكوميديا منذ بواكيره الأولى، وعلى الرغم من إجماع النقاد على أنه بدأ غنائياً، فإن ثمة أعمالاً كوميدية تم تقديمها في فترات باكرة، لعل أبرزها ما قدمه يعقوب صنوع، بغض النظر عن الخلاف الدائر بين مؤرخي المسرح حول ريادته للمسرح المصري من عدمها.
كانت هناك عشرات الفرق التي تخصصت في تقديم هذا النوع من المسرح، لكن العام 1962 شهد تأسيس “فرقة المسرح الكوميدي” التابعة لوزارة الثقافة، والتي مازالت مستمرة حتى الآن.
من هنا فإن كتاب “فرقة المسرح الكوميدي” للناقد المسرحي عمرو دوارة، الصادر حديثاً عن المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية في القاهرة، لا يؤرخ للمسرح الكوميدي في مصر، بقدر ما يؤرخ لهذه الفرقة التي كانت بداياتها قوية، ثم تدهور مستواها بفعل عوامل كثيرة يذكرها المؤلف في الكتاب.
منذ تأسيسها وحتى الآن، قدمت هذه الفرقة نحو مئة وخمسين عرضاً مسرحياً، شارك فيها العشرات من نجوم التمثيل، وعلى الرغم من أن الكتاب مخصص لتوثيق مسيرتها، فقد حرص المؤلف على تتبع السياق التاريخي والفني لنشأة وتطور الكوميديا في مصر، حيث يذكر أن المسرح العربي بدأ - بالدرجة الأولى - غنائياً بفضل إسهامات كل من الرائدين مارون النقاش في لبنان (1848)، وأبو خليل القباني في سوريا (1856)، حيث كان كل منهما على دراية كاملة بذوق الجمهور. وعلى الرغم من أن محاولات وتجارب يعقوب صنوع التي بدأها عام 1870 قد اتجهت نحو الكوميديا الشعبية ومعالجة قضايا اجتماعية من خلال بعض الأنماط التقليدية، فإن ذلك لم يمنع من توظيفه بعض الأغاني الشعبية والمقطوعات الموسيقية...