تساؤلات زلفا، حول قانون حماية النساء في لبنان

, بقلم محمد بكري


جريدة الحياة


الخميس، ٥ فبراير/ شباط ٢٠١٥
جريدة الحياة
بيروت – فيرونيك أبو غزالة


أساليب جديدة لمخاطبة المرأة المعنّفة في لبنان


حملات التوعية حول العنف الأسري المُمارس ضدّ المرأة في لبنان لم تكلّ ولم تمل منذ فترة طويلة. وقد استطاعت أن تحوّل هذا الموضوع الذي كان يُعتبر خاصاً، بما أنّه يرتبط بالعلاقة مع الزوج في شكل أساسي، إلى قضية رأي عام تجمع النساء كما الرجال من مختلف الفئات. والنتيجة الأساسية التي تمّ التوصّل إليها تمثّلت بإقرار قانون حماية النساء من العنف الأسري ولو بطريقة «مشوّهة» أو غير مكتملة لبعض بنوده. إلا أنّ رغم هذه الحملات وإقرار القانون، لا تزال كثيرات من المعنّفات يقبعن في منازلهن غير مدركات الطريقة التي تجب فيها مواجهة عنف الزوج، ما أوصل في حالات إلى الموت تحت وطأة الضرب الشديد أو استخدام السلاح لقتل الزوجة. وهذا ما يُظهر الحاجة الماسة لمخاطبة كلّ امرأة معنّفة في شكل مباشر وهي في منزلها، لكي تدرك أنّ في إمكانها التصدّي للعنف ورفض المعاملة القاسية اليومية التي تتعرّض لها.

وتماماً كما كانت منظمة «كفى عنف واستغلال» هي رأس الحربة في الحملات والتظاهرات، فقد اتبعت منذ فترة أساليب جديدة مباشرة أكثر لتوعية النساء حول حقوقهن، وما يجب أن يقمن به حين يتعرّضن للتعنيف داخل منازلهن.

شخصية «زلفا»

من أكثر الأساليب الفعّالة التي اعتمدتها منظمة «كفى» تتمثل بابتكار شخصية كرتونية أطلق عليها اسم «زلفا»، وخصّصت لها فقرة على شاشة «المؤسسة اللبنانية للإرسال» خلال النشرة الإخبارية المسائية، حيث كانت تطلع خلال وقت وجيز النساء على حقّهن بنيل الحماية من العنف الأسري. وقد كان التجاوب كبيراً مع هذه الشخصية، كما تذكر المنسّقة الإعلامية في «كفى» مايا عمّار، وهذا ما ظهر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. كما لوحظت زيادة عدد الاتصالات الواردة إلى الجمعية بعد الفقرات الإخبارية للتبليغ عن العنف المنزلي والاستفسار أكثر عن الطرق القانونية لمواجهته.

وتلفت عمّار إلى أنّ التحدّي الكبير كان تقديم معلومات قانونية خلال 30 ثانية فقط. لكن الرسالة وصلت إلى النساء في شكل مباشر، خصوصاً أنّ الفقرة بُثت في أكثر الأوقات مشاهدة أي النشرة الإخبارية ولمدّة 16 يوماً. ولا يزال صدى «زلفا» يتردّد على رغم توقّف الفقرة منذ فترة، خصوصاً أنّ في إمكان كلّ امرأة مشاهدة الفيديوات الخاصة بها على موقع «يوتيوب» للاستفادة من المعلومات التي تقدّمها.

كما أصدرت المنظمة كتيّباً تطرح فيه «زلفا» أسئلة شائعة ومشروعة تتبادر إلى ذهن أي امرأة معنّفة، فتجيب عنها «كفى» بأبسط طريقة ممكنة وفقاً لما نصّ عليه القانون، مع الإحاطة أيضاً بثغرات القانون التي يمكن أن تعيق الحماية الكاملة. ويمكن تنزيل هذا الكتيب من الموقع الإلكتروني الخاص بالمنظمة، وهي طريقة جديدة تتيح لكلّ امرأة وفي أي ظرف أن تعرف ما هي الخطوات التي يجب القيام بها. ومن التساؤلات التي تطرحها على سبيل المثال: «في حال لجأتُ إلى مخفر، ما هي الخطوات التي يجب أن يتبعها رتيب التحقيق؟ أو ما هي التدابير التي يمكن النيابة العامة اتخاذها بعد تقديمي الشكوى؟». وسيأتي الجواب واضحاً مع تفصيل دقيق وفق بنود القانون الذي أقرّ.

«بالقانون»

وإذا كانت شخصية «زلفا» أدّت مهمتها على أكمل وجه، فالعمل مستمر لإيصال رسالة الحماية من العنف الأسري لكل امرأة من خلال طرق أخرى أيضاً، ومنها الفيلم التلفزيوني الذي انتهى تصويره أخيراً، ويحمل عنوان «بالقانون» في إشارة إلى «القانون293» لحماية حقوق المرأة المعنّفة أسرياً. وهو من كتابة طارق سويد وبطولة نجوم كبار أمثال: عمار شلق، ختام اللحام، برناديت حدّيب، سنتيا كرم وغيرهم، ومن إخراج دافيد أوريان.

وتقول عمّار أن الفيلم موجّه إلى شرائح متعدّدة، خصوصاً قوى الأمن الداخلي التي تعمل معها المنظمة عن كثب لتطوير مهاراتها بخصوص التعامل مع النساء المعنّفات. ويساعد الفيلم عناصر هذه المؤسسة على فهم الصورة التي يجب أن يظهروا بها، والسلوكيات التي من المهم أن يعتمدوها ليساعدوا المرأة المعنّفة بدل أن يزيدوا من معاناتها.

ويُظهر الفيلم الأمور كما يجب أن تكون من ناحية الإجراءات القانونية وتعامل القضاة مع المعنّفات، لكي يستطعن تحصيل حقوقهن بعد أن ذقن طعم العذاب في منزلهن الزوجي. يذكر أنه سبق هذا الفيلم مسلسل تلفزيوني حمل عنوان «كفى»، ونال نسبة مشاهدة عالية. ويساعد «بالقانون» كما الفقرة الإخبارية الخاصة بـ «زلفا» على نشر التوعية حول العنف الأسري ضد النساء وتكوين رأي عام داعم لهذه القضية، إلا أنّ المسيرة مستمرة على صعد أخرى أيضاً كما تشير عمّار، وذلك من خلال الأبحاث والدراسات والضغط على المعنيين لإقرار التعديلات الخاصة بالقانون الرقم 293، علماً أنّ عدم التئام المجلس النيابي وتعطّل الدورة التشريعية يضعان هذه التعديلات في حـــكم المؤجلة مع محاولـــة «كفى» الاستفادة من اللحظات الضائعة لإنقاذ حياة نساء لم يعرفن أنّ أبشع أنواع العنف هو انتظارهن في المنزل الزوجي.

عن موقع جريدة الحياة


“الحياة” صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.

منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.


تساؤلات زلفا على موقع كفى

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)