“بيروت مدينة عارية”.. الحياة على صفيحٍ صاخب.. لا أثر للزحمة في بيروت. الحياة خالية من الروح ولكن ثمة ما يدل إليها
لا أثر للزحمة في بيروت. الحياة خالية من الروح ولكن ثمة ما يدل إليها. في كتاب «بيروت مدينة عارية»، لإييفا سودارغيتي الدويهي، تبدو بيروت ناقصة، أكثر من كونها عارية. تبدو من متممات حياة تجري إلى جانبها، وليست حياة بحد ذاتها. وربما هذا هو ما يفسر العنوان الذي اختارته الكاتبة. ذلك أن العري ليس مطلقاً، بل مجرد تخفف. في بحثها عن المدينة، تحاول إييفا البحث عنها وهي متخففة من عناصر البهرجة. بصعوبة بالغة تعثر على القليل من الأشجار بين ورش البناء وأكوام الباطون. للحظة، تختفي المدينة، لتظهر بدلاً منها صورة عنها. تحاول الصور، خاصةً في الجزء الأول، الذي تختلط فيه المكونات ببعضها البعض، أن تنقذ المدينة من الاختفاء، وأن تحافظ على نكهة الواقع. هذا الواقع الذي يغرق مع تلة من الرمل، وثقت المصورة صعودها في الأشرفية، قرب مبان قديمة «قيد الاختفاء». هذه الصور ـ المحاولة، تكشف عن مدينة سابقة، تحاول العيش في الحاضر. سألنا الدويهي عن هذه النقطة بالذات، فقالت إن المدينة بالنسبة لها هي عبارة عن جسم يتكون من أجزاء كثيرة. ولاحظت ما لاحظته في رحلتها المصورة. أجزاء قديمة لدرجة أنها دُفِنت ونُسيت. لم تكن عملية تصوير عادية، بقدر ما إنها عملية بحث، وإزالة للنمو المتسارع، للعثور على جِلد المدينة الرازح تحت طبقة سميكة. لكن ليست هذه هي الأجزاء الوحيدة، هناك أجزاء ترتطم بالوجود أفقياً وعمودياً، وقد حدثت أمامها بوتيرة متسارعة.
رابط : المقال على موقع ضفة ثالثة