الطفل وأسئلة الوجود الكبرى. من الأوهام الراسخة في الأذهان وخاصة العربية أن الفلسفة تَخَصُص لا يتلاءم مع المراحل السنية والتعليمية المبكرة
من الأوهام الراسخة في الأذهان، وخاصة الذهنية العربية أن الفلسفة تَخَصُص لا يتلاءم مع المراحل السنية والتعليمية المبكرة، وهذا الوهم له أسباب متعددة منها الخوف القائم عند البعض من التفلسف والعقلانية بشكل عام، ومنها سيطرة الجانب التلقيني على التعليم؛ فالطالب يحفظ النصوص الشعرية والنثرية كما يحفظ النصوص الدينية. إن تنمية ملكة الحفظ دائماً ما يكون على حساب الملكات الفكرية الأخرى كالتحليل والنقد والفهم والتخيل والإبداع، والقدرة على التفكير المغاير والمختلف. ولا شك أن من نتائج نمط التعليم التلقيني القائم على الذاكرة أنه يؤدي إلى إنتاج عقلية نمطية وتكرارية واجترارية وماضوية وأحادية ولفظية، غير قادرة على التخيل أو الرفض أو التمرد. بكلمة واحدة تؤدي إلى خلق إنسان مروض ومهيأ لقبول سلطة الآخر دون مناقشة أو احتجاج.
ومن الأوهام الشائعة في ثقافتنا العربية، الاستهانة بعقلية الطفل واعتباره قاصراً والنظر إليه على أنه غير كامل الأهلية، وأنه غير مدرك للمسؤولية. هذه النظرة لم تكن وليدة الأديان في المقام الأول، بل جاءت إلينا وانتقلت من الثقافة اليونانية التي كانت تنظر إلى المرأة والطفل على أنهما قاصرين.
إن هذا الفهم الرجعي لعالم الطفل والنظر إليه بوصفه كائناً مبتسراً هو المسؤول الأكبر عن حرمان أطفال مراحل رياض الأطفال والمراحل الابتدائية والإعدادية من الاستفادة من تدريس الفلسفة. وهذا المقال الذي بين أيدينا هي محاولة للانتصار لعالم الطفولة ولتوضيح مدى أهمية تدريس الفلسفة للأطفال تمهيداً لخلق وعي تنويري عقلاني لدى الإنسان العربي المعاصر...
“معنى” منصة ثقافية تهتم بنشر المعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019 ، بهدف إثراء المحتوى العربي عبر الإنتاج الأصيل للمنصة وعبر الترجمة ونقل المعارف.