قصة معتمة هذه التي يسردها الكاتب المغربي الفرنكوفوني الطاهر بن جلون في روايته الجديدة، “العسل والمرارة” الذي يروي مأساة اغتصاب القاصرات في المغرب

إنها لقصة معتمة هذه التي يسردها الكاتب المغربي الفرنكوفوني الطاهر بن جلون في روايته الجديدة، “العسل والمرارة”، التي صدرت حديثاً عن دار “غاليمار” الباريسية. قصة عائلة مغربية من الطبقة الوسطى كان من المفترض أن تنال قسطها من السعادة والهناء لولا مأساة تصعقها في عقر دارها وتمزّق أعضاءها.

لسرد هذه القصة المستوحاة من أحداث واقعية، يحطّ بن جلون بنا في مدينة طنجة مطلع الألفية الحالية حيث يعيش الزوجان مراد ومليكة في قبو منزلهما الجميل داخل عزلة لا تقطعها سوى زيارة ابنيهما لهما من حين إلى آخر. مراد كان موظّفاً حكومياً نزيهاً يرفض أي رشوة لأداء عمله، لكنه لا يلبث أن ينضم إلى زملائه الفاسدين تحت ضغط زوجته التي لم يكن يكفيها معاشه المتواضع. هكذا تتفكك علاقتهما تدريجاً، قبل أن تنفجر إثر المأساة التي سيختبرانها ويلفّها صمت مطبق.

في قبو منزلهما، نرى مراد ومليكة، كل واحد في ركنه، وكأنهما ينتظران موتهما، وحين تدركهما الحياة، تشعل داخلهما مشاعر الغضب والكراهية واحتقار الآخر الذي بات غريباً. بالتالي، لا حديث بينهما إلا نادراً، ولتلطيف ألمهما، يستسلم كل واحد منهما لأفكاره وذكريات طفولته الجميلة في طنجة التي كانت في زمن غير بعيد حسّية ومليئة بالحياة. طفولة مراد طبعها ترنزيستور تلقّاه هدية من والده وساهم إصغاؤه إليه بانتظام في تشكيل ثقافته الأدبية والموسيقية. وتتذكر مليكة من جهتها، من طفولتها حفلات موسيقى الجاز التي كان والدها يأخذها إليها، والأفلام التي كانت تشاهدها في صالات العرض أيام الأحد. من خلال هذه الذكريات، يتبيّن لنا أن هذين الزوجين يتشابهان أكثر مما يظنّانه. ومع ذلك، نراهما في زمن الرواية كل واحد أمام تلفازه الخاص أو على فراشه الذي يبتعد مسافة كبيرة عن فراش الآخر...



رابط : مقال انطوان جوكي على موقع اندبندت عربية

أخبار أخرى

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)