رويترز
2011 الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول
القاهرة (رويترز) - خلا المجلدان الاول والثاني من (موسوعة تاريخ السينما في العالم) من ذكر السينما العربية التي شغلت 17 صفحة فقط منها ثلاث صفحات للمخرج المصري يوسف شاهين في المجلد الثالث الذي يتناول السينما المعاصرة بعد عام 1960.
وتسجل الموسوعة أن السينما العربية “أصبحت مرادفة للسينما المصرية لان المنتجين المصريين بدأوا تدريجيا في السيطرة على الاسواق السينمائية في أنحاء العالم العربي” وهي نظرة ربما يراها البعض استشراقية تتجاهل التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تميزت به مصر منذ منتصف القرن التاسع عشر حيث أصبحت البلاد مهيأة لاستقبال كثير من المهاجرين الشوام الذين أسهموا في النهضة الثقافية والفنية.
وتسجل أيضا أن العروض المبكرة في مصر والجزائر تحديدا كانت تنظم منذ عام 1896 بواسطة مقيمين أجانب ومن أجلهم أيضا في حين تأخرت العروض الجماهيرية في كثير من الدول العربية لاسباب اجتماعية أو دينية.
وتقول الموسوعة إن صناع السينما الاوروبيين استغلوا مناطق في العالم العربي للتصوير اذ صور أكثر من 60 فيلما في شمال افريقيا قبل نهاية عشرينيات القرن الماضي في وقت تأخر فيه انتاج الافلام الروائية العربية حيث صور 13 فيلما صامتا فقط في مصر بين عامي 1926 و1932.
وتبلغ الموسوعة نحو ثلاثة الاف صفحة ويتناول المجلد الاول السينما الصامتة قبل عام 1930 أما المجلد الثاني فيستعرض السينما الناطقة بين عامي 1930 و1960 في فصول منها (هوليود وانتصار نظام الاستوديو) و(الاشتراكية والفاشية والديمقراطية) و(ايطاليا من الفاشية الى الواقعية الجديدة) و(ألمانيا النازية وما بعدها) و(السينما الهندية من الجذور الى الاستقلال) و(الصين قبل 1949) و(السينما الكلاسيكية في اليابان) و(مولد السينما الاسترالية) و(السينما في أمريكا اللاتينية).
وأشرف على الموسوعة الناقد الامريكي جيفري نويل سميث وراجع الترجمة العربية المخرج التسجيلي المصري هاشم النحاس وقام الناقد المصري البارز أحمد يوسف بترجمة الجزءين الثاني والثالث.
وصدرت الموسوعة في القاهرة عن المركز القومي للترجمة بالتنسيق مع قسم النشر بجامعة أوكسفورد.
ويقع المجلد الثالث (السينما المعاصرة.. 1960-1995) في 1038 صفحة كبيرة القطع ويتناول تطور صناعة السينما في العالم وتياراتها الجديدة اضافة الى استعراض تاريخي سريع للسينما في دول منها تركيا التي احتلت 12 صفحة وايران التي حظيت بست عشرة صفحة.
ولكن هذا المجلد يتناول السينما اجمالا في مناطق أخرى منها افريقيا جنوب الصحراء الكبرى في 12 صفحة موزعة بين “افريقيا الناطقة بالفرنسية” و"افريقيا الناطقة بالانجليزية".
والفصل الخاص بسينما العالم العربي كتبه البريطاني روي أرمز ويبدأ بالسياق الاقتصادي والاجتماعي الذي دخلت فيه السينما الى العالم العربي الذي كان واقعا في معظمه تحت الاحتلال مضيفا أن السينما وخصوصا في مصر ظلت لسنوات أداة تسلية تجارية ثم تحولت الى “أنماط فيلمية أكثر من كونها سينما مؤلفين” ومن تلك الانماط الفيلم الموسيقي المصري الذي استعان منذ الثلاثينيات بمطربين لهم شعبية في العالم العربي منهم أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ثم فريد الاطرش.
ويقول أرمز ان الافلام المصرية طغت عليها “ميلودرامات غير متقنة الصنع وكوميديات تهريجية” ثم شهدت تطورا نوعيا منذ الخمسينيات على أيدي كتاب سيناريو جادين منهم نجيب محفوظ “الذي يفوز لاحقا بجائزة نوبل” في الاداب 1988 حيث كتب عدة أفلام أخرجها صلاح أبو سيف أحد رواد السينما البارزين.
ويضيف “لكن يوسف شاهين هو الشخصية الاكثر كوزموبوليتانية في السينما المصرية... استكشف مناطق أخرى للتعبير في السينما العربية مثل الحكايات الرمزية وأفلام السيرة الذاتية” وهي (اسكندرية ليه) و(حدوتة مصرية) و(اسكندرية كمان وكمان).
ويصف توفيق صالح بأنه لم يجد دعما لمواصلة العمل في مصر التي غادرها وأنتجت له سوريا فيلم (المخدوعون) عام 1972 وهو “ترجمة سينمائية شديدة البراعة عن رواية غسان كنفاني (رجال في الشمس) التي تحكي عن محنة الشعب الفلسيطيني في المنفى.”
ويرى أن “المخرج المهم الوحيد” الذي ظهر في الستينيات بمصر هو شادي عبد السلام (1930-1986) الذي حقق بفيلمه الروائي الوحيد (المومياء) 1969 شهرة عالمية.
ويقول أرمز ان تحول مخرجين مصريين لصنع أفلامهم في لبنان لم يسهم كثيرا في ظهور “سينما لبنانية أصيلة فلم يظهر سينمائيون لبنانيون موهوبون ومدربون في الغرب الا في السبعينيات” مثل هايني سرور وبرهان علوية.
ويرى أن تأميم الجزائر لصناعة السينما في الستينيات أدى الى زيادة الانتاج وحين تخلت الدولة عن احتكار الانتاج في الثمانينيات قلت فرص انتاج الافلام حتى بالنسبة للرواد.
أما في تونس فأشاد أرمز بتجربة نوري بوزيد مخرج أفلام (ريح السد) و(صفائح من ذهب) و(بيزناس) الا أنه لم يشر الى ثلاثية (الهائمون) و(طوق الحمامة المفقود) و(بابا عزيز) لناصر خمير وهي تجربة يراها كثيرون شديدة الخصوصية في التعبير عن هوية عربية للسينما.
وحين يتناول تجربة المغرب السينمائية يقول انها بدأت خليطا من الاقتباس والاعمال التجارية ولكن مؤمن السميحي اهتم دائما “بالتعبير عن الواقع المغربي الخاص”.
ويرى السينما في بلاد المغرب العربي عموما ليست جماهيرية كما هي في مصر ولكنها دليل على حيوية السينما العربية.