اِيزابيل الليندي تسترجع الحرب التشيلية في رواية حب. “إيفالونا” مصائر شخصيات تتقاطع في قصتين متوازيتين. ترجمة صالح علماني
إيڤا لونا، بطلة هذا الكتاب الآسرة، فتاة يتيمة تعمل خادمةً، وتقايض فقرها المادّيّ بثراء مخيِّلتها. فهي تهوى سرد الحكايات، وتحوِّل حياتها إلى تراجيكوميديا تستعرض فيها مجموعةً مفاجئةً من الشخوص: كمحنّط جثث، وعرّابة مخيفة وامرأةٍ بجسد رجل...
بعذوبة وبصنعة أدبيَّة فائقة، تستعرض إيزابيل ألليندي مصيرَ شخصيَّاتها كجزءٍ لا يتجزَّأ من المصير الجماعيّ لقارّةٍ موسومةٍ بالظلم الاجتماعيّ والبحث عن هويَّتها الخاصَّة...
ثمّة سلكان سرديان ينتظمان الأحداث في رواية “إيفالونا” للروائية التشيلية إيزابيل الليندي (دار الآداب). يتمحور كلٌّ منهما حول شخصية معيّنة منخرطة في شبكة من العلاقات. ينطلقان من نقطتين مختلفتين، وينخرطان في علاقة يتعاقبان فيها، على المستوى النصّي. ويتوازيان غالباً، على المستوى الوقائعي، ويتقاطعان نادراً في نقاط محدّة، بشكل غير مباشر. ويلتقيان في نهاية الرواية. فالخطان المتوازيان اللذان لا يلتقيان في العلم يمكن أن يلتقيا في الفن. فهذا الأخير من طبيعته خرق القواعد العلمية، وانتهاك المواضعات العامة. على أن الأحداث التي ينتظمها السلكان تحدث في النصف الثاني من القرن العشرين. وتتموضع في فضاء روائي ريفي شمال النمسا، وفضاء ريفي / مديني في التشيلي. وينخرط فيها عدد كبير من الشخوص، ما يعني أنّنا إزاء عمل روائيٍّ مترامي الأطراف زمنياًّ، ومكانياًّ، وشخوصاً.