إعلان القائمة القصيرة للروايات المرشحة لجائزة “البوكر” 2016 من المرشحين لنيلها فلسطينيان ولبناني ومصري وسوري ومغربي

, بقلم محمد بكري


 ستة أسماء عربية في القائمة القصيرة للبوكر العربية


إيلاف


الثلاثاء 9 فبراير / شباط 2016
إيلاف - أول يومية إليكترونية صدرت من لندن عام 2001
محمد الحمامصي


اشتملت القائمة على ست روايات كالآتي : نوميديا للمغربي طارق بكاري، عطارد للمصري محمد ربيع، مديح لنساء العائلة للفلسطيني محمود شقير، سماء قريبة من بيتنا للسورية شهلا العجيلي، مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة للفلسطيني ربعي المدهون، حارس الموتى للبناني جورج يرق.

وقد جرى الإعلان عن ذلك خلال مؤتمر صحافي، عُقد في النادي الثقافي في مسقط، في سلطنة عُمان، بحضور لجنة التحكيم الخماسية، والتي ترأستها الشاعرة والناقدة الإماراتية د.أمينة ذيبان.

وفقًا للجنة تميزت الروايات الست بمجموعة من الخصائص المشتركة، فرواية “نوميديا” تصور قلق المثقف العربي الباحث عن هويته في مواجهة التمثيلات المختلفة لهذه الهوية، بينما تمثل رواية “عطارد” صرخة عنيفة وواعية بالإحباطات التي آل إليها طموح الحالمين بالتغيير. إنها أوتوبيا مضادة تؤسّس عالمًا بالغ القسوة والقبح.

أما رواية “مديح لنساء العائلة” فتحكي عن التحولات الفلسطينية الجذرية، جغرافيًا وثقافيًا وسياسيًا، وعن الأثر الذي تركته في الأفراد والجماعات، خصوصًا المرأة. وتتحدث رواية “سماء قريبة من بيتنا” عن يقظة الذاكرة السورية ووجعها؛ تستعيد الألم الشخصي، وتطل منه على ضمور الجسد بنبرة أنثوية خافتة، لا تفقد بطلتها الأمل في النهوض من جديد.

وتعتبر “مصائر” الرواية الفلسطينية الشاملة، فهي ترجع إلى زمن ما قبل النكبة لتلقي ضوءًا على المأساة الراهنة، المتمثلة في الشتات والاستيلاب الداخلي. إنها رواية ذات طابع بوليفوني مأسوي، تستعير رمز الكونشرتو، لتجسّد تعدّد المصائر.

وتقارب رواية “حارس الموتى” المأساة اللبنانية عبر منظور جديد، تتساوى فيه الضحايا على اختلاف هوياتهم، الأحياء في الحرب، والموتى داخل المستشفى، وتسعى إلى إيجاد أجوبة عن أسئلة عبثية لا أجوبة لها أصلًا.

يُذكر أن ربعي المدهون سبق له أن ترشّح على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في عام 2010، عن روايته “السيدة من تل أبيب” التي صدرت بالإنكليزية عن دار تليغرام بوكس، وتشمل القائمة الرواية الأولى لطارق بكري.

يُذكر أيضًا أن كلاً من محمد ربيع وشهلا العجيلي شاركا في ورشة الكتابة الإبداعية “الندوة”، التي تديرها الجائزة لتشجيع شباب الكتّاب الواعدين في العامين 2012 و2014. وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن شهلا العجيلي قد كتبت قسمًا من روايتها “سماء قريبة من بيتنا” خلال تواجدها في ندوة عام 2014، وساعدتها تجربتها في الورشة على إتمام كتابة الرواية.

لجنة التحكيم التي ظلت طيّ الكتمان حتى اليوم ضمت: د.أمينة ذيبان، رئيسًا، مع عضوية كل من: الصحافي والشاعر المصري سيد محمود، الأكاديمي المغربي محمد مشبال، الأكاديمي والمترجم البوسنوي منير مويتش، والشاعر والناقد اللبناني عبده وازن.

يُشار إلى أن القائمة القصيرة للروايات الست قد اُختيرت من بين الروايات الـ16 للقائمة الطويلة، التي كانت أُعلنت في الشهر الماضي كانون الثاني (يناير) 2016، وهي القائمة التي اُختيرت من 159 رواية مرشحة للجائزة من 18 بلدًا، تم نشرها خلال الاثني عشر شهرًا السابقة.

اندماج الذوات

وقد علّقت رئيسة لجنة التحكيم، قائلة: شهدت هذه الدورة من الجائزة ترشح أعمال مهمة تمثل تجارب روائية حديثة منفتحة على حقول غير مطروقة سابقًا تندمج فيها الذات الفردية والذات الجماعية. وتشمل هذه الحقول فضاءات نفسية واجتماعية وسياسية وتاريخية، تتميز بانفتاحها على أشكال وأساليب سردية مبتكرة تسائل الموروث الروائي العربي، وتتفاعل مع اللحظة المأسوية الراهنة. وقد اتسمت مهمة اللجنة بالمتعة والتحدي. علمًا أن هذه هي السنة التاسعة للجائزة، والتي تُعدّ الجائزة الرائدة للرواية الأدبية في العالم العربي.

بدوره قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة “روايات القائمة القصيرة لهذا العام متنوعة في موضوعات وتقنياتها وتجليات شخوصها، تجعل من القريب بؤرة مكثفة في تماهيها مع الوضع الإنساني في أطره الاجتماعية والسياسية، وفي البوح عن مكونات النفس البشرية. شوط كبير ما زال أمام الرواية العربية لتقطعه، لكن روايات هذه القائمة تؤشر بتفاؤل متنام إلى أن المسيرة قد انطلقت لتصل إلى قارئ يزداد تفاعلًا مع الأدب الروائي العربي عامًا بعد عام.

وننوه بأنه سيشارك الكاتب سعود السنعوسي الفائز بجائزة العام 2013 في ندوة تُعقد في معرض مسقط الدولي للكتاب في شباط (فبراير) كما إنه سيناقش روايته الفائزة”ساق البامبو" مع طلاب جامعة السلطان قابوس خلال تواجده في سلطنة عمان.

النتائج في نيسان

هذا وقد تحدّد يوم الأربعاء 26 نيسان (أبريل) 2016 لإعلان اسم الفائز/الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية في احتفال سيقام في أبوظبي عشيّة افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب. ويحصل كل من المرشّحين الستة في القائمة القصيرة على 10.000 دولار أميركي، كما يحصل الفائز بالجائزة على 50.000 دولار أميركي إضافية.

تهدف الجائزة إلى الترويج للرواية العربية على المستوى العالمي، ومن هنا تضمن الجائزة ترجمة الأعمال الفائزة إلى اللغة الإنكليزية. ستصدر رواية “طوق الحمام” لرجاء عالم عن دار دكوورث في حزيران (يونيو) من هذا العام، وصدرت “ساق البامبو” لسعود السنعوسي عن دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر في العام 2015.

أمّا الروايات الفائزة الأخرى، فقد صدرت “واحة الغروب” لبهاء طاهر عن دار سيبتر، و"عزازيل" ليوسف زيدان عن دار آتلانتيك، وكل من “ترمي بشرر” لعبده خال و"القوس والفراشة" لمحمد الأشعري عن دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر. كما أُعلن إصدار الترجمة الإنكليزية لرواية “فرنكشتاين في بغداد” لأحمد سعداوي الفائزة بجائزة عام 2014 عن دار وون ورلد في المملكة المتحدة ودار بنجوين في الولايات المتحدة.

الكتاب ورواياتهم

نوميديا.. طارق بكاري

طارق بكاري من مواليد مدينة ميسور، شرق المغرب، سنة 1988. حاصل على شهادة الإجازة في الأدب العربي من جامعة محمد بن عبدالله، فاس (2010)، ودبلوم التخرج من المدرسة العليا للأساتذة في مدينة مكناس (2011). يشتغل منذ سنة 2011 أستاذًا للغة العربية في ضواحي مدينة مكناس. له مجموعة من المقالات والأعمال الإبداعية المنشورة ورقيًا وإلكترونيًا. صدرت له سنة 2015 روايته الأولى “نوميديا”.

تكتب جوليا، عشيقة مراد الفرنسية، حكاية عشيقها مراد، المغربي، اللقيط والملعون من قبل أهل القرية التي وجدوه فيها فنُبذ، وأُسيء إليه بالإهانة والضرب، فلجأ إلى العشق كمحاولة للانتقام من القدر: عشق خولة التي تحمل منه، عشق “نضال” زميلته في الدراسة والعمل النضالي، عشق جوليا المستعمرة، وعشقه الأخير لنوميديا، الأمازيغية الخرساء. “نوميديا” رواية ثرية بالحكايات التي تنفتح على واقع تاريخي وسياسي- ديني في المغرب.

عطارد.. محمد ربيع

محمد ربيع كاتب مصري ولد في القاهرة سنة 1978. تخرج في كلية الهندسة عام 2002، صدرت له رواية “كوكب عنبر” (2010)، وحصلت على جائزة ساويرس الثقافية، أفضل رواية لشباب الكتاب عام 2012. صدرت له رواية “عام التنين” سنة 2012 ورواية “عطارد” عام 2014. في العام 2012، شارك في ندوة الجائزة العالمية للرواية العربية - ورشة إبداع - للكتاب الشباب الواعدين.

عطارد هو أقرب الكواكب للشمس، وهو أيضًا اسم ضابط ممن شهدوا اندحار الشرطة في 28 يناير (كانون الثاني) 2011. بعد عقد وأعوام عدة من تلك الأحداث، مصر تحت احتلال غامض وفلول الشرطة القديمة تتولى قيادة المقاومة الشعبية بين الأطلال المحطمة للقاهرة. جحيم يومي من القتل العشوائي، يكثف ما شاهدناه من مجازر متفرقة تلت أحداث ثورة يناير الشهيرة. هي خيالات وهواجس “الثورة المضادة” وقد صارت واقعًا في مستقبل كابوسي.

مديح لنساء العائلة.. محمود شقير

محمود شقير كاتب فلسطيني من مواليد جبل المكبّر، القدس، 1941. يكتب القصة والرواية للكبار وللفتيات والفتيان. أصدر خمسة وأربعين كتابًا، وكتب ستة مسلسلات تلفزيونية طويلة، وأربع مسرحيات. تُرجم العديد من قصصه إلى اللغات الإنكليزية، الفرنسية، الألمانية، الصينية، المنغولية، والتشيكية. شغل مواقع قيادية في رابطة الكتاب الأردنيين وفي الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين. حائز جائزة محمود درويش للحرية والإبداع 2011. تنقل بين بيروت وعمّان وبراغ، ويقيم حاليًا في مدينة القدس.

لم تسكت نساء عشيرة “العبد اللات” على سلوك رسمية، التي ارتدت السروال الداخلي القصير، ورافقت زوجها إلى سهرة، مثلما لم يسكتن عن نجمة التي خلعت الثوب الطويل، وارتدت الفستان، بعد مغادرتها رأس النبع، وإقامتها في المدينة. سناء أيضًا، الموظفة في بنك، لقيت نصيبها من مرّ الكلام بعدما نزلت مياه البحر ولوّحت الشمس بياض ساقيها.

كل ذلك ووضحة، سادس زوجات منّان، كبير العشيرة، لا تزال تتوجس من الغسالة والتلفزيون المسكونين بالعفاريت. هؤلاء هنّ نساء العبد اللات. من خلالهنّ، وتكريمًا لهنّ، يكتب محمد بن منّان تاريخ العشيرة، التي هاجرت قبلًا من باديتها، وتستعد اليوم لهجر بداوتها. إنه عصر التحولات السياسية والاجتماعية بعد النكبة، وطفرة الحداثة، وبذور الصراع التي بدأت تنمو في فلسطين الخمسينيات.

سماء قريبة من بيتنا.. شهلا العجيلي

شهلا العجيلي كاتبة سورية-أردنية من مواليد 1976. حاصلة على دكتوراه في الأدب العربي الحديث والدراسات الثقافية من جامعة حلب، سورية، وتعمل في تدريس الأدب العربي الحديث في جامعتي حلب والجامعة الأميركيّة في مادبا- الأردن. أصدرت مجموعة قصصية بعنوان"المشربيّة" (2005) ودراسات نقدية عديدة، من بينها: “الرواية السوريّة/التجربة والمقولات النظريّة”٬ (2009) “الخصوصيّة الثقافيّة في الرواية العربيّة” (2011) و"مرآة الغريبة - مقالات في نقد الثقافة" (2006) إضافة إلى رواية “عين الهرّ” الفائزة بجائزة الدولة في الآداب من الأردن (2009) ورواية “سجاد عجميّ” (2013). وقد سبق لها أن شاركت في ورشة الكتابة الإبداعية “الندوة” التي تديرها الجائزة لتشجيع شباب الكتّاب الواعدين وكتبت قسما من روايتها “سماء قريبة من بيتنا” خلال تواجدها في ندوة عام 2014.

تنتمي شخصيّات الرواية إلى مشارب جغرافيّة وثقافيّة متنوّعة، تتحرّك في حقبة تاريخيّة تمتدّ منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر إلى اللحظة التاريخيّة الراهنة. يلتقي الجميع في عمّان، التي تكوّن بؤرة السرد، إذ تتعرّف جمان بدران، التي تعود جذورها إلى مدينة الرقّة السورّيّة، إلى ناصر العامري، ابن لاقتصاديّ فلسطينيّ كبير وأمّ سوريّة، الذي جاء إلى عمّان ليدفن أمّه، ليكتشفا معًا علاقة الجيرة بين بيتي جدّهما في حلب.

نتابع من خلال هذه العلاقة أحداث الثمانينيّات في سوريا، التي تشكّل ماضيًا مشتركًا يتحوّل إلى حبّ ناضج وعميق. تحكي الرواية من خلال دراميّة سقوط العائلات في كلّ من سوريا، وفلسطين، والعراق، وصربيا، وفيتنام، عن كيفيّة تحويل الحروب لمفاهيم الهويّة، والوطن، وعن صناعة مصائر الجماعات البشريّة، مشيرة إلى أنّ المأساة الجماعيّة لاتلغي بحال من الأحوال المأساة الفرديّة.

مصائر : كونشرتو الهولوكوست والنكبة.. ربعي المدهون

ربعي المدهون كاتب فلسطيني ولد في مدينة المجدل عسقلان، في جنوب فلسطين عام 1945. هاجرت عائلته خلال النكبة عام 1948 إلى خان يونس في قطاع عزة. تلقّى تعليمه الجامعي في كل من القاهرة والإسكندرية ولكن أُبعد من مصر سنة 1970 قبل التخرج بسبب نشاطه السياسي. عمل محررًا أو كاتبًا في صحف ومجلات، منها الحرية، الأفق، صوت البلاد، القدس العربي، الحياة، ومركز الابحاث الفلسطيني، وكذلك في وكالتي دبليو تي إن للأخبار المصورة - وكالة أخبار تلفزيزنية أميركية، وأي بي تي أن –أسوشييتدبرس، للأخبار المصورة، وجريدة “الشرق الأوسط”، التي لا يزال يعمل فيها محررًا. من مؤلّفاته “السيدة من تل أبيب” (رواية، 2009) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2010، و"مصائر..كونشرتو الهولوكوست والنكبة" (رواية، 2015).ترجم أليوت كولا رواية “السيدة من بل أبيب” إلى الإنكليزية وصدرت من تيليغرام بوكس، وفازت الترجمة الإنكليزية بجائزة بان البريطانية للكتب المترجمة.

هذه الرواية تضيف إلى السرد الفلسطيني أفقًا غير معهود سابقًا، ويمكن وصفها بالرواية الفلسطينية الشاملة، تتناول في آن مأساة فلسطين من جوانبها كافة. تقع الرواية في أربعة أقسام، يمثل كل منها إحدى حركات الكونشرتو، وحين يصل النص إلى الحركة الرابعة والأخيرة، تبدأ الحكايات الأربع في التوالف والتكامل حول أسئلة النكبة، والهولوكوست، وحق العودة.

إنها رواية الفلسطينيين المقيمين في الداخل، الذين يعانون مشكلة الوجود المنفصم، وقد وجدوا أنفسهم يحملون جنسية إسرائيلية فُرضت عليهم قسرًا. وهي رواية الفلسطينيين الذين هاجروا من أرضهم إلى المنفى الكبير، ثم راحوا يحاولون العودة بطرق فردية إلى بلادهم المحتلة. إنها رواية فلسطين الداخل والخارج.

حارس الموتى.. جورج يرق

جورج يرق روائي لبناني من مواليد 1958. عمل محررًا وسكرتير تحرير وكاتبًا حرًا في صحف ومجلات لبنانية عدة، منها “النهار”،"اللواء"، “الحياة”، “الصياد” و"جسد". صدرت له روايته الأولى “ليل” في العام 2013.

حارس الموتى

في بدء الحرب الأهلية اللبنانية، يتدرب عابر على السلاح، ويعمل قناصًا، ويشترك في معارك. لكن موت صديقه الحميم الملتبس يخيفه، ويجعله يترك السلاح والثكنة، ويعود إلى حياة التشرد. يبقى على هذه الحال، إلى أن يعثر على عمل في مستشفى، وتحديدًا في ثلاجة الموتى نهارًا، وفي قسم العمليات الجراحية ليلًا.

يتعلم حشو الجثث وتنظيفها وتهيئتها لتسليمها إلى أهل الميت. كذلك يتعلم اقتلاع الأسنان والأضراس الملبسة ذهبًا من أفواه الموتى ويبيعها. وهو في المستشفى، كان لديه خوف وحذر دائمان، مردهما تاريخه القصير في الحزب وفي الحرب. وذات يوم يُخطف من داخل ثلاجة الموتى، ويُحبس في مكان مجهول. يجهل من هو خاطفه، وسبب الخطف، ويروح يستذكر الأفعال التي قام بها، والتي قد يكون أحدها وراء خطفه.

عن موقع ايلاف على الإنترنت


ايلاف المحدودة للنشر جميع الحقوق محفوظة ايلاف المحدودة للنشر ترخص باستخدام هذه المقالة. لا يمكن إعادة نشر هذه المقالة دون التوافق مع شروط وبنود شركة ايلاف المحدودة للنشر.

تم نقل هذا المقال بناء على ما جاء في الفقرتين 4-2 و4-3 من حقوق الملكية الفكرية المذكورة في شروط الأستخدام على موقع إيلاف :

  • مسموح لك بنسخ أو تنزيل المقالات المنشورة على الموقع من أجل إعادة عرضها على مواقع أخرى بشرط أن تعرض تلك المقالات بنفس تنسيقها وشكلها.
  • يجب وضع رابط للموقع بين عنوان المقالة والفقرة الأولى منها.
  • كما يضاف البيان التالي في نهاية المقالة : ايلاف المحدودة للنشر جميع الحقوق محفوظة ايلاف المحدودة للنشر ترخص باستخدام هذه المقالة. لا يمكن إعادة نشر هذه المقالة دون التوافق مع شروط وبنود شركة ايلاف المحدودة للنشر.


 القائمة القصيرة للبوكر هذا العام.. ظهور الرواية الفلسطينية


العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977


جريدة العرب
نُشر في 10-02-2016، العدد : 10181، ص(14)
الصفحة : ثقافة
العرب - مسقط


تختص الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية، وترعى الجائزة مؤسسة جائزة البوكر في لندن، بينما تقوم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الإمارات بدعمها ماليا، وقد تمّ الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة الثلاثاء 9 فبراير الجاري، وتضمّ ست روايات اختيرت من بين الروايات الـ16 للقائمة الطويلة، التي أُعلن عنها في شهر يناير الماضي، وهي القائمة التي اختيرت من 159 رواية مرشحة للجائزة من 18 بلدا، تمّ نشرها خلال الاثني عشر شهرا السابقة.

جرى الإعلان في مؤتمر صحافي عُقد في النادي الثقافي بمسقط، بحضور لجنة التحكيم عن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر”، واشتملت القائمة القصيرة للجائزة على ست روايات كالتالي: “نوميديا” للكاتب المغربي طارق بكاري والصادرة عن دار الآداب، “عطارد” للكاتب المصري محمد ربيع والصادرة عن دار التنوير، “مديح لنساء العائلة” للكاتب الفلسطيني محمود شقير والصادرة عن دار هاشيت أنطوان، “سماء قريبة من بيتنا” للكاتبة السورية شهلا العجيلي والصادرة عن منشورات ضفاف، “مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة” للكاتب الفلسطيني ربعي المدهون والصادرة عن مكتبة كل شيء، ورواية “حارس الموتى” للكاتب اللبناني جورج يرق والصادرة عن منشورات ضفاف.

هذا وقد وقع الإعلان عن أعضاء لجنة التحكيم الخماسية، المتكونة من الشاعرة والناقدة الإماراتية أمينة ذيبان رئيسا، مع عضوية كل من: الشاعر المصري سيد محمود، والأكاديمي المغربي محمد مشبال، والمترجم البوسني منير مويتش، والشاعر والناقد اللبناني عبده وازن.

خصائص مشتركة

تميزت الروايات بمجموعة من الخصائص المشتركة، فرواية “نوميديا” تصوّر قلق المثقف العربي الباحث عن هويته في مواجهة التمثيلات المختلفة لهذه الهوية، بينما تمثل رواية “عطارد” صرخة عنيفة وواعية بالإحباطات التي آل إليها طموح الحالمين بالتغيير. إنها أوتوبيا مضادة تؤسّس لعالم بالغ القسوة والقبح. أما رواية “مديح لنساء العائلة” فتحكي عن التحوّلات الفلسطينية الجذرية، جغرافيا وثقافيا وسياسيا، وعن الأثر الذي تركته في الأفراد والجماعات، وخصوصا المرأة.

وتتحدث رواية “سماء قريبة من بيتنا” عن يقظة الذاكرة السورية ووجعها، حيث تستعيد الألم الشخصي وتطل منه على ضمور الجسد بنبرة أنثوية خافتة، لا تفقد بطلتها الأمل في النهوض من جديد. وتعتبر “مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة” الرواية الفلسطينية الشاملة، فهي ترجع إلى زمن ما قبل النكبة لتلقي ضوءا على المأساة الراهنة المتمثلة في الشتات والاستلاب الداخلي. إنها رواية ذات طابع بوليفوني مأساوي، تستعير رمز الكونشرتو لتجسّد تعدّد المصائر. وتقارب رواية “حارس الموتى” المأساة اللبنانية عبر منظور جديد يتساوى فيه الضحايا على اختلاف هوياتهم؛ سواء الأحياء في الحرب أو الموتى داخل المستشفى، وتسعى إلى إيجاد أجوبة عن أسئلة عبثية لا أجوبة لها أصلا.

يُذكر أن ربعي المدهون سبق له أن ترشّح على القائمة القصيرة للبوكر العربية عام 2010، عن روايته “السيدة من تل أبيب”، كما تشمل القائمة الرواية الأولى لطارق بكري.

يُذكر أيضا أن كلا من محمد ربيع وشهلا العجيلي شاركا في ورشة الكتابة الإبداعية “الندوة”، التي تديرها الجائزة لتشجيع الكتّاب من الشباب الواعدين في عامي 2012 و2014. وفي هذا الصدد ننوّه بأن شهلا العجيلي قد كتبت قسما من روايتها “سماء قريبة من بيتنا” خلال تواجدها في ندوة عام 2014، وساعدتها تجربتها في الورشة على إتمام كتابة الرواية.

تجارب حديثة

علّقت أمينة ذيبان، رئيسة لجنة التحكيم، قائلة: شهدت هذه الدورة من الجائزة ترشح أعمال مهمة تمثل تجارب روائية حديثة منفتحة على حقول غير مطروقة سابقا، تندمج فيها الذات الفردية والذات الجماعية.

وتشمل هذه الحقول فضاءات نفسية واجتماعية وسياسية وتاريخية، تتميز بانفتاحها على أشكال وأساليب سردية مبتكرة، تسائل الموروث الروائي العربي وتتفاعل مع اللحظة المأساوية الراهنة. وقد اتسمت مهمة اللجنة بالمتعة والتحدّي.. هذه هي السنة التاسعة للجائزة، والتي تُعدّ الجائزة الرائدة للرواية الأدبية في العالم العربي.

وبدوره قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة: روايات القائمة القصيرة لهذا العام متنوعة في مواضيعها وتقنياتها وتجليات شخوصها، تجعل من القريب بؤرة مكثفة في تماهيها مع الوضع الإنساني في أطره الاجتماعية والسياسية، وفي البوح عن مكوّنات النفس البشرية. شوط كبير مازال أمام الرواية العربية لتقطعه، لكن روايات هذه القائمة تؤشر بتفاؤل متنام أن المسيرة قد انطلقت، لتصل إلى قارئ يزداد تفاعلا مع الأدب الروائي العربي عاما بعد عام.

هذا وقد تحدّد الأربعاء 26 أبريل القادم موعدا لإعلان اسم الفائز/ الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية، في احتفال سيقام بأبوظبي عشيّة افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب. ويحصل كل من المرشّحين الستة في القائمة القصيرة على 10.000 دولار أميركي، كما يحصل الفائز بالجائزة على 50.000 دولار أميركي إضافية.

تهدف الجائزة إلى الترويج للرواية العربية على المستوى العالمي، ومن هنا تضمن الجائزة ترجمة الأعمال الفائزة إلى اللغة الإنكليزية. وقد صدرت “ساق البامبو” لسعود السنعوسي عن دار بلومزبري، مؤسسة قطر للنشر في العام 2015، وستصدر رواية “طوق الحمام” لرجاء عالم عن دار دكوورث في يونيو من هذا العام.

أمّا الروايات الفائزة الأخرى، فقد صدرت “واحة الغروب” لبهاء طاهر عن دار سيبتر و”عزازيل” ليوسف زيدان عن دار آتلانتيك، وكل من “ترمي بشرر” لعبده خال و”القوس والفراشة” لمحمد الأشعري عن دار بلومزبري، مؤسسة قطر للنشر.

كما أُعلن عن إصدار الترجمة الإنكليزية لرواية “فرنكشتاين في بغداد” للروائي العراقي أحمد سعداوي، الفائزة بجائزة عام 2014، عن دار وون ورلد في المملكة المتحدة ودار بنجوين في الولايات المتحدة.

عن موقع جريدة العرب اللندنية

المقال بالـ PDF


العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977

صحيفة العرب© جميع الحقوق محفوظة

يسمح بالاقتباس شريطة الاشارة الى المصدر


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)