قرأنا لكم

La malédiction, Hyam Yared (Liban), Roman هيام يارد، هيام يارد (لبنان)، رواية

, par Mohammad Bakri


 Editeur


Editions des Equateurs


Auteur(s) : Hyam Yared
Editions : Editions des Equateurs
Genre : Roman Français
Parution : 16 Août 2012
Titre : La malédiction
ISBN : 9782849902295


 Biographie


Hyam Yared

Après avoir publié trois recueils de poésies qui lui ont valu plusieurs prix, Hyam Yared sort son premier roman, ’L’ Armoire des ombres’ (Sabine Wespieser) en 2006. Elle réitère l’aventure trois ans plus tard, avec ’Sous la tonnelle’ (Sabine Wespieser, 2009). La romancière libanaise de langue française aborde dans ses œuvres la vie au Liban, la guerre, le poids des traditions, mais également des sujets plus tabous comme les relations hommes-femmes et la sexualité.

Sur le site evene.fr


 Résumé du livre


Qu’ est que la malédiction pour une femme ? De vivre dans un monde marqué par la domination de la virilité et la transmission des valeurs masculines.

Hala — ce qui signifie la beauté — est une jeune femme libanaise née dans les années 1970. Elle vit à Beyrouth, entre culture arabe et occidentale. Elle reçoit une éducation dans une école catholique et doit subir le rigorisme de sa mère qui la persécute : ses fréquentations, sa gourmandise, sa sensualité, son poids. Hala s’éveille aux plaisirs, découvre son corps et surtout qu’elle est une femme c’est à dire un être sans sexe proéminent.

Elle va devoir conquérir sa féminité dans un pays où les femmes sont soumises à la puissance des hommes, à la domination de la religion et à la dévoration des mères. Dans un pays menacé par l’invasion de la Syrie, Hala doit se battre jusqu’au meurtre pour se libérer et simplement respirer. Dans un style volcanique et avec un humour satirique, Hyam Yared raconte l’histoire terriblement vraie de Hala, une héroïne d’aujourd’hui au cœur d’une tragédie antique.

Hala n’est pas une seulement une femme vivant dans un pays arabe, c’est une femme universelle, une Antigone sacrifiée au nom de l’ordre de la société masculine. Un roman d’une force inouïe, d’une beauté ravageuse qui devrait marquer la rentrée littéraire.

Sur le site evene.fr


 مقال جريدة الحياة


الأربعاء ٢٨ نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠١٢
جريدة الحياة
مايا الحاج


جريدة الحياة


هيام يارد تكسر صورة الأم بذكوريتها


بين صوت القذائف وصوت أمّها، بين هيمنة سورية على لبنان وهيمنة الأمّ على ابنتها، بين الخوف من الحرب والخوف من الجسد، نشأت حلا، الفتاة اللبنانية، في سبعينات القرن الماضي، في عائلة لبنانية مارونية برجوازية فرنكوفونية لتجد نفسها امرأة على صورة بلدها. كلاهما ضحية تتجه في رحلة بحثها نحو الهدف نفسه... نحو الحبّ والسعادة، نحو الحريّة والاستقلالية.

في روايتها الثالثة بالفرنسية التي صدرت أخيراً عن منشورات « إكواتور » بعنوان « اللعنة »، تسرد الكاتبة اللبنانية الفرنكوفونية هيام يارد سيرة امرأة تشكلّت نواة وعيها الأوّل في مجتمع لم تجد لنفسها فيه مكاناً.

هذا المجتمع الذكوري لا يتجسّد في هذه الرواية (186 صفحة) عبر صورة أب متسلّط، أو زوج مستبد، وإنما تستحضره الكاتبة عبر شخصية الأمّ الديكتاتورية لإظهار دور النساء في تكريس ذكورية المجتمع حينما يُفكرن بعقلية الرجل، ويتحدثن بلسانه، وكأنّهن يعشن استلاباً حقيقياً يجعل منهنّ مجرّد حارسات للقيم الذكورية الاجتماعية. فتنتقد الكاتبة، بلغة تتزاوج فيها القوّة والجديّة بالسخرية الانتقادية، اضطهاد المرأة للمرأة الذي يعزّز هيكلية المجتمع الذكوري المشوّه.

حضور المرأة في الرواية هو الطاغي، فالأبطال نساء، أمّا الرجل فيختبئ وراء حضور « شبحيّ ». فهو مرّة شبه غائب أمام دور زوجته المتمدّد (والد حلا)، ومرّة أخرى مُهمّش وتائه في عالمه (والد زوجها)، ومرّات هو مخنوق بين ذراعي أمّه التي سلبته، من كثرة حبها له وخوفها عليه وافتخارها به، كيانه ووجوده (زوج حلا).

تستهلّ الراوية- البطلة حلا البداية لتصوير عالمها الطفولي تحت سلطة أمّ صارمة وحازمة. ومن هذا الحدث السردي تنطلق الراوية لتُقارب بين صورتها كضحية لهيمنة أمها عليها، وصورة لبنان كضحية لهيمنة الآخرين عليه، بدءاً من العثمانيين وصولاً إلى السوريين.

الأمومة لم تكن تعني لحلا سوى « سلّة كبيرة معبأة بالأوامر. في كلّ مرّة تطلب فيها الأم طلباً، كان علينا أن ننفذّه مباشرة قائلين نعم مركبّة. نعم شكراً، نعم فوراً، أو نعم كما تودّين. وكأنّ كلمات الاحترام هذه تأتي لتؤكد الإيجاب وتُعزّزه » (ص62).

حلا التي تعشق، ككلّ الأطفال في سنّها، السكاكر والحلويات، عاشت صدمتها الأولى عندما منعتها أمّها من أن تتناوّل هذه الأشياء التي من شأنها أن تزيد وزنها. « الأحماض الدهنية وسورية هما عدوّا والدتي اللدودان ».

ويأتي موقف هذه الأم من البدانة مرتكزاً على اهتمامها بالشكليات، على حساب سعادة ابنتها وإحساسها بطفولتها. أمّا موقفها من سورية فيختصر موقف معظم العائلات المسيحية المارونية البرجوازية وقتها. من دون أن تأخذ في الاعتبار أنّها تمارس على ابنتها الهيمنة التي تمارسها سورية على وطنها، تلك الهيمنة التي كانت سبب عدائها لسورية.

أمّا حلا فلا يخنقها الوثاق الذي تلّفه الأم على عنقها فحسب، بل وأيضاً لا تخنقها سلطة أمها وحدها، فهي تشعر بأنها ضحية المدرسة التي اختارتها لها أمّها (الراهبات) لصرامة النظام الذي تعتمده في التعامل مع طلاّبها. وفي انتقاد الكاتبة العلني لمؤسستي « العائلة » و « المدرسة »، نلمس تقاطعاً بين روايتها هذه ورواية جول فاييس « الطفل » (الجزء الثاني من ثلاثيته المعروفة) حيث يعيش الطفل- البطل معنفاً بين سلطة أمّه والمدرسة.

لكنّ حلا تبدو متمردّة منذ طفولتها، كانت تقوم بأي وسيلة للحصول على السكاكر الموضوعة في خانة الممنوعات داخل المنزل : « لا مراقبة الجدول المعلّق على حائط المطبخ الذي كانت تدوّن الأم عليه أوزاننا، ولا إبرة الميزان، ولا الرقابة المشددة التي كانت تمارسها الأم علينا منعتني من التضخّم ». وبأسلوبها الساخر، تُقارب الكاتبة بين الأمّ والأنظمة المستبدة « الأم كانت تخاف من الحلويات لأنها تمنح الطاقة والطاقة يعني الحركة والحركة تشي بخطر قلب النظام ».

وفي أكثر الأحيان لا تستخدم الراوية كلمة « أمي » بل « الأم » وكأنها لا تريد أن تنتمي إليها، أو ربما تريد تعميم صورة الأمّ النمطية في المجتمعات الذكورية. حتى أنّ الراوية لا تنعت أم والدتها بـ « جدتي »، بل تقول لها أمّ الأم، وكأنها تريد بذلك أن تنفي أي صلة قرابة بينهما. وفي هذا التعبير المركّب (أم الأم)، إشارة إلى أنّ الأم أيضاً كانت ضحية أمها المهووسة بالمكانات الاجتماعية والأناقة والترتيب، والفخورة بهويتها الفنيقية، غير العربية : « أم الأم تمسك بعقدها في كل مرّة تميّز فيها بين « هؤلاء العرب » ونحن الفينيقيين...

وأحيانا تنعتهم بالرعاة وحفاة الأقدام والبدو، بينما نحن أصحاب حضارة حقيقية ». (ص133). وهي لا تقول كلمة « جدتي » سوى لأم والدها العجوز المسكينة التي ترى في عينيها الشاردتين في فراغ الأيام حناناً لم تجده لدى أي امرأة أخرى : « جدتي لا تُشبه أمّ الأم في شيء ».

أمّا تمرّد « حلا »، فلا يقف عند أكل السكاكر خلسة، وإنما تتخّذ من صديقتها « فادية » التي لا تروق لأمها مثالاً لها، وأمّاً وصديقة وعشيقة... بل إنها تُصبح هي الأنا الأعلى للبطلة- الضحية. فتستشهد البطلة بكلامها الذي يشعّ كومضات في هذا الظرف أو في تلك المناسبة، وكأنها حكم وأقوال مأثورة تحمل عصارة تجارب وحياة طويلة. وبعد مرور السنوات وفراق الصديقتين، تبقى صدى كلمات فادية تتردّد في آذان حلا كترنيمة جميلة لا تنتهي.

« الأدب هو ثورة »، هذه واحدة من تأملات فادية التي قتلها هوسها بالنحافة أو الأصح هوسها بالمثالية. هذه المراهقة التي تنتمي في الأصل إلى عائلة فقيرة فقدتها في الحرب لتنتقل إلى بيت عائلة غنية تبنتها، تتخّذ من اللغة الفرنسية وسيلة للثأر من الطبقات الاجتماعية.

وعندما قالت لها إنّ « الأدب هو ثورة » (ص19) ، فهمت حلا سبب منع والدتها للكتب داخل المنزل، باعتبار أنّ الأم تمنع وجود كل ما يثير من أسئلة، ما عدا الصحف التي تجيبها عن بعض أسئلتها أو بالأحرى قلقها حول الأوضاع الأمنية في لبنان.

إبعاد فاديا عن حلا، نتيجة العثور عليهما ملتبستين في حالة مشبوهة، أوجد لدى الأخيرة شعوراً بالخسارة والضيق، سرعان ما تحوّل إلى شعور بالاختناق داخل عائلة ومدرسة ممنوع فيهما كلّ وسيلة يُمكن أن تودي بك إلى الحريّة أو السعادة. حلا التي تشعر بأنها لا تملك حتى جسدها، تحاول أن تتمرّد على واقعها بالزواج، لتجد نفسها أسيرة شخصية نسوية جديدة، (غير الأم والمدرسّات)، ألا وهي حماتها.

الراوية لا تُسمي حماتها اسماً معيناً، بل تنعتها طوال الرواية بـ « أشعة إكس ». هذه المرأة التي تحدّق في كلّ الأشياء بنظرات فاحصة كأنها تُفتشها. وتنظر إلى زوجة ابنها نظراتٍ تخترق جسدها كأشعة تُصوّرها من الداخل.

ويظهر استلاب حماتها في ردّ فعلها إزاء خبر إنجاب كنتها فتاة ثانية بعد « عايدة ». فما أن عرفت أن المولودة أنثى حتى صرخت « كفاية »، وكأنّ خلفة البنات لعنة صُبّت على العائلة. أحبّت حلا اسم « كفاية » وأطلقته على ابنتها الجديدة كصرخة ضد هذا النظام الأمومي المستبد داخل مجتمع ذكوري هو أكثر استبداداً. أما والدتها فوافقت على الاسم لاعتقادها بأنه قد يكون نهاية لتربّص القدر بهذه العائلة التي عاقبها بمولودتين أنثيين : « بنتان... هذا كثير بالنسبة إلى حياة واحدة ».

بعد سنوات، يموت زوج حلا، الذي عاش حياته أصلاً كميت في ظل أمه التي تحبّه على طريقة الزواحف، مبتلعةً من تحبّ. فتدخل حلا مرحلة جديدة، أو بالأحرى مواجهة جديدة مع المحاكم الروحية والقضائية القائمة على أساس القوانين الذكورية، بعد رفع حماتها دعوى قضائية ضدّها (بتهمة قتل ابنها بطريقة غير مباشرة)، تطالب فيها بحضانة الطفلتين.

اللعنة، هذه النهاية التي تحكم مصائر الأبطال التراجيديين، لاحقت البطلة حلا لتحوّلها من مجرّد بطلة في رواية لبنانية (مكتوبة بالفرنسية) إلى بطلة عالمية يمكن العثور عليها في تراجيديا الحياة الكبيرة بصفتها أنتيغون جديدة ومعاصرة. فتبدو رواية هيام يارد المتفجرة كبركان والمكتوبة بلغة شعرية جميلة (الكاتبة هي أصلاً شاعرة) « موزاييكاً » فنياً تكثر فيه التلاوين والأشكال الصغيرة المتمثلة التي تُشكّلها ملاحظاتها الدقيقة والعميقة.

من الرواية (ترجمة مايا الحاج)

حلوى « السابليه » التي يُحضرها إدوار نهار الأحد، تفتّتت لمجرّد لمسها. « تماسك سيئ للمكونات »، قال جملته وهو يشتم البضاعة البائسة التي تُباع في دكّان الزاوية. « أهم شيء في الوصفة هو المادة التي تحافظ على تماسكها ». قال إدوار وهو يُحرّك خليط « التورتة » التي يُحضّرها. وأيّ مادة تمنح هذا البلد تماسكه في ظلّ هذا التعدّد الذي مزّق انصهار أقليّاته. وفي وجود مخربين يزرعون الفتنة وهم يرتدون زيّ المنقذين.

في حصة التاريخ، شرحت لي فادية قائلة : « في السياسة كما في الحياة، لست ناجية وإنما مديونة ». لبنان يدفع دَينه. في بحثه عمّن يُنقذه، استمرّ استعباده الذي يشي بعجزه، وإن كانت الأسلحة في قبضته.عدم استقراره، سمح للحيوانات المفترسة، المتنكرة بزيّ الطيبة واللطف، من أن تبلعه كما تبلع أفعى « البوا » فريستها، بعد أن تشلّ حركتها. فرّق تَسُد. التفريق لهيمنة أكبر. تحييد المطمع قبل ابتلاعه. المفترسون انتظروا حتى يناديهم هذا البلد قبل أن يلتهموه بلقمة. قبل أن يُصبح وليمة المُنقذين.

أحياناً تشبه أشـعة إكـس الزاحـف. حبـها له فـم كبـير. تـرفـض أن يناديها أحد بغير كلمة « أُمُّهُ ». لا تريد أن يلفّ أيّ غمـوض أمومتها وذكورة ابنها. أي فئوية هذه، ضمير الغائب هو. كانت تقول : « عزيزي، مهرتي، قلبي، عيوني ». يجب ألاّ يتماهى بغيرها، غير أعضائها. وإذا ناداها أحد بأم فلان، الإسم الذي أعطته إيّاه، كما هي العادة، تغضب وتهتاج رفضاً لكلّ ما يُمكن أن يُفرّق ابنها عنها.

سورية أيضاً لا تتحمّل فكرة أن يبتعد لبنان عنها. داعبت حلمها بالسيطرة على بلد، دخلت من أجله في منافسة مع إسرائيل. ومن كثرة ما احتُلّ وغُزي واغتُصب وهُجر، انتهى هذا البلد بالاستسلام لفكرة أنّ اللعنة هي مصيره الذي لا مفرّ منه. الهيمنة كانت هاجسي. التقيؤ منعني من أن أصبح شخصا مُغيّراً. (...).

عفيفة (مربيته) لم تستطع أن تحدّد لي اللحظة التي أصبح فيها زوجي ناعماً كالحصى الملساء، وشفافاً كمرآة، ووديعاً مثل حمل. في أوقات تعارفنا الأولى كان صعباً عليّ أن اعتاد التحدّث إلى وجه ضبابي، شبه غائب. كنت آمل أن تتوسّع ملامحي لتُغطّي فقدانه لملامحه حتى نُكمل بعضنا بعضاً.

عن موقع جريدة الحياة


"الحياة" صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.

منذ عهدها الأول كانت "الحياة" سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت "الحياة" لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت "الحياة" منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت "الحياة" وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل "الحياة" رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم "الحياة" نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.


Partager

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)