Littérature - أدب

Jabbour Douaihy (Liban),Romans جبور الدويهي (لبنان)، روايات

, par Mohammad Bakri

Jabbour Douaihy est né en 1949, à Zghorta (Liban). Professeur de littérature française à l’université libanaise de Tripoli, traducteur et critique à L’Orient littéraire, rubrique littéraire du quotidien libanais d’expression française L’Orient Le Jour...

Lire la suite de sa biographie.

 Rose fountain Motel

« Rose fountain Motel », roman de l’écrivain libanais Jabbour Douaihy

Traduit de l’arabe (Liban) par Emmanuel Varlet, Rose fountain Motel est le roman de l’écrivain libanais Jabbour Douaihy, paru chez Actes Sud en janvier 2009.

Une demeure passablement décrépite dans un village perché sur les hauteurs de Beyrouth. C’est ici qu’ont toujours vécu les Baz, grande famille de la bourgeoisie chrétienne sur le déclin.

Nous sommes au début des années 1990, bien loin du faste d’antan, quand Francis al-Baz pouvait prétendre à un siège de député.

Aujourd’hui, au lendemain de la guerre civile, la maison semble abandonnée. La tante Nohad n’est plus là pour régenter la vie domestique : ses neveux l’ont placée en maison de retraite. Julia, la veuve de Francis, Jojo, son fils aîné, et Margaret, l’épouse autrichienne de Jojo, ont déménagé à Beyrouth. Ne restent plus que Réda, le fils cadet, qui vit claquemuré dans une chambre à l’étage, et les Mani’, des Bédouins qui habitent dans la cave depuis des décennies.

Un beau jour, les Mani’ donnent refuge à une lointaine cousine, menacée par ses propres frères pour une sombre affaire d’argent et d’honneur. L’arrivée de cette jeune femme au charme ravageur va mettre à mal l’équilibre déjà bien fragile de la maison.

Histoire d’une famille autant que fresque sociale, ce roman, le quatrième de Jabbour Douaihy, se distingue par un va-et-vient constant entre la gravité du propos et l’humour le plus diabolique. Il a été salué à sa parution par une presse unanime.

Pour être complet sur ce roman, on peut lire également les articles de François Xavier, publié le 20 janvier 2009, sur le site lelitteraire.com, intitulé L’Hôtel du Liban ? ; et celui de Rania Samara, publié sur le site Babelmed le 14 janvier 2009, intitulé Parution d’un magnifique roman, à lire absolument, en arabe ou en français !.

Source : site de l’éditeur.


 مطر حزيران

رواية « مطر حزيران » للكاتب اللبناني جبور الدويهي

صدرت الطبعة الأولى لرواية مطر حزيران عن دار النهار للنشر في مارس/آذار عام 2006.

« "...ما إن أزفت الساعة الثالثة والنصف وكانت السماء ترسل رزازاً من المطر تحرك الموكب من بيت آل العبد إلى كنيسة السيدة التي تبعد عنه نحو مئتي متر بتقدمه السادة المطارنة والرهبان والراهبات وبسبب المطر أخذ الناس يدخلون إلى الكنيسة من أبوابها الجانبية الشمالية والجنوبية وأما باقي الموكب فدخل من الباب الغربي الملوكي المواجه لساحة البلدة وما إن بدأ الموكب بالدخول إلى الكنيسة كان الإشارة والشرارة الأولى للكامنين في داخل الكنيسة وفي الساحة وعلى السطوح فشهروا أسلحتهم وأخذوا يطلقون النار على خصومهم ودام إطلاق النار زهاء العشرين دقيقة فقتل وجرح مئة وبعض المئة من الناس وهرب القسم الأكبر من المعتدين وألقي القبض على البعض منهم". (من القرار الظني في قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الحاصلة في مزيارة، قضاء زغرتا، بتاريخ 16 حزيران 1957). »... هكذا عرف الناشر الرواية في صفحة الغلاف الأخيرة.

و الرواية تستحضر فظائع الاحتراب الداخلي في لبنان من خلال رصد الحياة اليومية في قرية يتجاور فيها مسلمون ومسيحيون، بلغة دقيقة وبسرد متعدد المنظورات، وقاموس يكتنز لحظات تضيء خفايا الصراع والتحارب. فأيّ مطر في حزيران كما يضيف الناشر "غير مطر الرصاص والنزاع الطائفي ؟ ! مطر معركة مزيارة في شمال لبنان 1957، يوم يبدأ فيه التاريخ بصورة أخرى. تاريخ إيليا الكفوري الذي هربت به أمّه من دوي الحرب إلى نيويورك، ولم يرجع إلا بعد عشرين عاماً ليسأل في ارتباك عن هويته".


و من المقالات التي كتبت عن هذه الرواية نذكر على وجه الخصوص مقال نشر في جريدة السفير اللبنانية في 23 سبتمبر/أيلول 2006 بعنوان « مطر حزيران ».. المسار الملتبس لهوية ضائعة.

ترجمت الرواية إلى الفرنسية ونشرتها دار Actes Sud في نيسان / ابريل 2010.


كما نشر موقع قنطرة للحوار مع العالم الإسلامي بمناسبة ترجمة رواية جبّور الدويهي إلى اللغة الألمانية عام 2012، مقالاً عن الرواية بعنوان "كَبْت الماضي .. كابوس يتربَّص ببلاد الأَرْز" بقلم أندرياس بفليتش بورده هنا كاملاً


موقع قنطرة للحوار مع العالم الإسلامي
12 نوفمبر/تشرين الثاني 2012
أندرياس بفليتش


موقع قنطرة للحوار مع العالم الإسلامي


كَبْت الماضي .. كابوس يتربَّص ببلاد الأَرْز


تأثير الصدمة المكبوتة في نفسيّات اللبنانين إثر تاريخ من الحرب الأهلية في لبنان، يتناوله الروائي اللبناني جبور الدويهي في روايته "مطَر حزيران"، التي يبحث فيها بطلها بمشقة بالغة عن الحقيقة وعن الذات؛ في حين يشُقّ القارئ طريقه بصعوبة بالغة بين صفحات الرواية. أندرياس بفليتش قرأ الرواية لموقع قنطرة، ويقدّم رؤيته لها في المقال الآتي.

كَبْت ذكريات الماضي الأليمة قد يكون هو رد فعل المجتمعات على الصدمات النفسية الجماعية، الناجمة عن الكوارث الطبيعية أو الحروب بين الدول أو الحروب الأهلية. وعادةً ما يسود صمتٌ مُطبِق بين الناس حول تلك الأحداث، لأنهم يعتبرون أنه : لم يكُن بالإمكان تفادي حدوث ما كان.

ولكَسْر هذا مثل السكوت التام، في أعقاب الحرب الأهلية اللبنانية التي جرت منذ عام 1975 إلى عام 1990، دَعَا سمير خلَف، أستاذ الاجتماع بالجامعة الأمريكية في بيروت، إلى إجراء دراسة متعمقة لأحداث الماضي القريب في لبنان. ورأى سمير خلف أن هذا أمر ضروري لتفادي خطر تكرار تلك الأحداث من جديد، ولتجنُّب إعادة التاريخ لنفسه. كان الباحث سمير خلَف في تسعينات القرن العشرين أحد أبرز نُقّاد ما أعتبره، هو نفسه، قصوراً لدى اللبنانيين في مواجهة الجانب المظلم من تاريخيهم.

تاريخ من النسيان أو التناسي

والواقع يقول إن كَبْت ذكريات الماضي الأليمة تقليد عريق في لبنان. فمعاهدة السلام التي أنهت الحرب الأهلية بين الدروز والمارونيين في عام 1860 نصت على ضرورة عدم النبش في آهات الماضي. أما الحرب الأهلية القصيرة التي اشتعلت في عام 1958 فقد انتهت بشعار "لا غالب ولا مغلوب" وبصدور عفو عام، إذْ لم تكن هناك رغبة في التحقيق في الأسباب والتعلم من دروس الماضي.

وفي عام 1991 صدر كذلك قانون بالعفو الشامل عن كافة مرتكبي جرائم الحرب. قد يساعد هذا الشكل من أشكال النسيان، الذي تفرضه الدولة، في أن يسود السلام في مجتمع مزقته الحروب والحروب الأهلية وعهود الاستبداد؛ وكثيراً ما يثير ذلك مشاعر التضامن ويوحي بإمكانية فتح صفحة جديدة بعيداً عن أحقاد الماضي. لكن هذا الأسلوب لا يعالج الأحداث المسببة للصدمة وبالتالي تبقى آثارها دون استيعاب، وتظل فاعلة تحت السطح، وقد تتطور لتصبح بقعة سوداء في تاريخ الذات، تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل.

وفي روايته "مطر حزيران" يعرض الكاتب جبور الدويهي (وهو من مواليد 1949) أمام الأعين كيف يمكن لهذه الأحداث المكبوتة أن تبقى حية عبر زمن طويل، وبأي زخم يمكن للصدمات فرض نفسها بعد مرور عقود من الزمان. وتتمحور الرواية حول مجزرة لم يتم أبداً الكشف عن ملابساتها، حدثت في نهاية الخمسينيات في إحدى القرى الواقعة في جبال لبنان الشمالية، وأودت بحياة نحو عشرين قتيلاً، كما خلّفت عديداً من الجرحى.

غير أن ثمة تحفظات حول الحكاية المرْوِّية. وبشكل مشابه لروايات إلياس خوري عن الحرب الأهلية - التي أضحت روايات كلاسيكية حالياً – لا يقدّم جبور الدويهي لقُرّائِه رصيداً من الأحداث الحقيقية الموثوق بها، بل مقاربات تاريخية، قد ينافس بعضها بعضاً، أو يُكَمِّل بعضها بعضاً، أو حتى قد تتناقض في حالات ليست بالقليلة.

إيليا، بطل الرواية، يعود إلى لبنان لأول مرة، بعد سنوات طويلة من اللجوء في نيويورك بسبب الحرب الأهلية. يبحث إيليا عن الحقيقة المختبئة وراء موت أبيه، الذي لقي حتفه في المجزرة؛ حينها كان عمر الأب تماماً كعُمر إيليا نفسه وقت عودة الأخير إلى لبنان. يسأل إيليا الجيران وشهود العيان عن الأحداث. لكن، لا أحد منهم يتذكّر تماماً ما حدث– أو لا أحد يريد التذكر. لكن الجميع نصحوه النصيحة نفسها، وهي : "على أية حال ... لا تصدقْ كل ما تسمعه".

تاريخ غير موثَّق

يقدم الدويهي تنويعات متعددة لموضوع التذكُّر على مستويات مختلفة. الذاكراتان المتعارضتان تتصادمان في أول طعام إفطار يضم إيليا وأمه : ما زالت الأم تتذكر من زمن ما قبل رحيله أنه يحب مربى الإجاص، أما هو فقد نسي أنه يحب أكل مربى الإجاص.

ما الذي يمكن تذكّره إذاً من الماضي بشكل غير قابل للشك، إذا كان تذكُّر الأمور العادية اليومية – مثل الأشياء التي يفضلها المرء – لا يحدث على نحو أكيد؟ السنوات الطويلة في أمريكا أدت إلى شعور إيليا بالغربة عن وطنه. لقد تغير زيّه، مثلما تغيرت حركات يديه ومشيته. أَما زال هو الشخص ذاته الذي كانَ قبل أن يرحل؟ وما هو الدور الذي يلعبه الماضي بالنسبة لهوية الإنسان؟

ومثل مُخبري الشرطة السريّين، يحاول إيليا أن يعيد تكوين حكاية أبيه، مضيفاً التفصيل تلو التفصيل في دفتره. أحد الأسئلة كان مُلِحّاً وموجِعاً - لأنه سؤال يتعلق بمسؤولية أبيه - وهو : هل كان يحمل الأب سلاحاً؟ وتتوالى الأسئلة : هل كان للأحداث علاقة بالانتخابات الوشيكة حينها؟ ما هي أسباب الثأر العائلي، ومتى بدأ؟ وما هي التقاليد والطبائع والمشاعر التي أدت إلى هذه الجريمة الدمويّة؟

لكن إيليا ليس مؤرّخاً، رغم الجهد البالغ الذي بذله ليصل بدقة إلى الحقيقة. إن ما يجمعه في دفترة – وما يتنامى إلى معرفتنا كقرّاء للرواية – تحوم حوله شبهة التزوير الذاتي. ما يستشفه القارئ عند قراءته للرواية هو أن إيليا كان يخترع في أمريكا قصة حياته مِراراً وتكراراً، لأسباب عدة، منها : "الإيقاع بالفتيات"؛ حينها كان إيليا لا يعرف هويته تماماً، بل كان يبرهن على موهبته الفريدة في إضفاء ملامح استشراقية على سيرته، ثم يستغل وضعه الغرائبي، مصوراً نفسه مرة ابناً لرئيس قبيلة يمنية، ومرة أخرى يحاول أن يثير تعاطف السامعين عبر أمراض مخترعة. من الطبيعي إذاً ألاّ يبني المرء جسور الثقة مع مؤرخ مثل هذا.

لا حياة صحيحة في عالم زائف

الرواية تتناول أحداث مجزرة حقيقية جرت عام 1957 في شمال لبنان، شاركت فيها عائلة الكاتب. لكن الدويهي لا تعنيه إعادة تركيب الأحداث التاريخية. ما يهمه هو رواية الإمكانيات المختلفة، وخاصة حدود تلك الإمكانيات. فَكَأديب، يتساءل الدويهي عن وظيفة الحكايات وسطوتها، ويظهر كيف تتشكل؛ في حين أن المؤرخ يكوِّن من الأحداث المتفرقة حكاية يدَّعي أنها "حقيقية" ويقدم لنا مغزاها.

تدور الرواية عن سُلطة الذاكرة، عن أثر التاريخ وأثر الحكايات، كما تحكي عن ماضي الإنسان وكيف أن عليه دائماً وأبداً التحقُّق من أحداث الماضي. وبمشقة بالغة يبحث البطل يائساً عن الحقيقة، أي عن هوّيته الذاتية؛ وبصعوبة بالغة أيضاً يشُقّ القارئ طريقه بين صفحات الرواية، إذ أن النص – وبسبب ثرائه بالتفاصيل وطريقته النثرية الدائرية، يكاد المحور العام للراوية يتشتت في مواضع ليست بالقليلة فيه.

وهكذا تبدو رواية جبور الدويهي في بعض مقاطعها عسيرة، محملة بأكثر مما تحتمل، وطموحة أكثر من اللازم؛ كما تظل موضوعات عديدة تتطرق إليها الرواية بمجرد شذرات غير مكتملة، مثل العلاقة بين التركيبة القبلية-القروية التقليدية والأيديولوجيات السياسية التي أثّرت على لبنان، خلال حقبة الخمسينيات والستينيات تأثيراً باقياً؛ أو دور المهاجرين اللبنانيين.

ويقول أحد شهود العيان الذين يسألهم إيليا شاكياً : "لن نصل أبداً إلى نهاية هذه الحكاية". فالشعور بالقلق الناتج عن نقص الوضوح يخيِّم على كامل رواية الدويهي؛ وهو إحساس بالدُّوار في حلقة مفرغة ليس لها قرار أو نهاية. أما تشخيص الكاتب فهو واضح ومُربك في الوقت نفسه : فليس هناك أحد لم تصبه الأحداث بضرر، ولم تؤثر بعمق في تطوره اللاحق. وهكذا نجد في إيليا التجسيد اللبناني لمقولة أدورنو : "لا حياة صحيحة في عالم زائف".

أندرياس بفليتش
ترجمة : صفية مسعود
تحرير : علي المخلافي
حقوق النشر : قنطرة 2012

عن موقع قنطرة للحوار مع العالم الإسلامي

Partager

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)