قراءات - Comptes rendus de lecture

محال، يوسف زيدان (مصر)، رواية Mohal, Youssef Zaydan (Egypte), Roman

, بقلم محمد بكري


 "محال" ليوسف زيدان : عن خداع الأسماء والأحوال


الأربعاء 07 تشرين الثاني 2012- السنة 80 - العدد 24901
جريدة النهار
أدب فكر فن


جريدة النهار اللبنانية


يقود الكاتب المصري يوسف زيدان روايته الجديدة “مِحَال” الصادرة عن “دار الشروق”، من خلال منظور ابن النفيس عن تدافع الظنون وتقلبها في عالم المتزاحمين، مما يهيئ له خلط الوقائع بالآراء، وبث التشويش لتكريس الرؤية الضبابية، والتماس قبس الصوفيين عند تخوم الخداع الذي تمارسه الأسماء !

بطل الرواية شاب سوداني عشريني العمر، متحمس يدمن التمني، طيب وتقي، يمثل الجانب الحسن من الحياة، “الروح الحائرة التي تُراوح بين المحال”، في تأكيدٍ لطابع الفرار العقيم من قدر الله إلى قدر الله. فالغفلة المريحة، والمعرفة طريقاَ للحيرة والشقاء، تدفع النفوس للركون إلى ألفة الوجوه ودفء المحال. بينما يذهل الحب والأوهام عن الرحيل المحقق، لتغدو لحظات السعادة المحدودة عبوراً في “سفر مستمر واغتراب موقت في مَحال”.

تدخل الرواية زمنها الفعلي مع دخول العام 1990، ومجيء بطلنا إلى أسوان للعمل في سوق السياحة، والدراسة في قسم علم الاجتماع، مع تذكير “خبيث” من زيدان بأن العشرين سن الحجب بالفتوة، والأربعين بدء الكَشف والنبوّة، وما بينهما طواف على المحال، وملاحقة مسعورة للحياة بصنوف الحيل المقترنة بالترقب والتمني. في خاتمة التطواف الاكتشاف بأننا مسلوبون ومحجوبون!

تشكل لعبة الحدود الجغرافية نقطة انطلاق ذكية، باعتبارها المؤشر الأساسي لمسار الوهم وتحوله إلى حقيقة بفعل السلاح وقوة المصالح والأهواء، وفرض الاقتتال على الصغار/الكبار، كتمهيد للتيه الذي يستطيل ليصير للناس طريقا. ولأن “الناس تشبه بعضها بعضا، وبعضهم يشبه بقية الأشياء”، تتوالى صورهم وأساطيرهم، من ساكني الجحور المساكين الذين يشبهون الفئران في ذعرهم، إلى الفرعون رمسيس الثاني، الذي بنى لنفسه معبدا في النصف الغربي من النيل، النصف الذي كان يملكه، بحسب سائح يهودي يحاجج الدليل عن قرب قيام الدولة الإسرائيلية الكبرى، مستندا إلى التوراة والقرآن الكريم، وصولا إلى رمزية الأبيض والأسود، وهما لون الحياة للملابس والناس في أسوان، ومنهما يتولد الإحساس بأن الفواصل حاسمة، مع أن الأبيض والأسود ليسا بلونين أصلا، وإنما هما سَلبُ الألوان، وانتهاء عند مفهوم العزلة ودورها في تعميق اعتزاز الناس بما يجدون أنفسهم فيه، وافتخارهم بما لا يختارون، لتبقى الأمنيات فرح بطلنا الوحيد.

لا بد لكل طواف من منعطف حاسم يفعل المصير ويدفعه نحو التأجج. وفي حالة البطل تمثل ذلك في لقاء مفاجئ مع فتاة مصرية تدعى نورا. معها بدأ الإحساس برابطة الخيوط التي توثق مصائر الناس، سواء من جهة الحب والعشق أم من جوانب الصداقات والعلاقات الهامشية، مما يكثف أبعاد التجربة الوجودية للمستعدين، ويعمق جحيم الغافلين. فعبد العال رفيق العمل يرحل إلى الصومال للجهاد، في إشارة إلى أن الحياة رحيل، واللقاء مع أسامة بن لادن في السودان نهاية 1992، يؤطر ترافق الإحسان مع الاستثمار في الدين، من خلال تحذير الشيخ العارف أبو نقطة الأكبري بلغة القرآن: “وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون”. تحذير يكتسب مداه الفعلي في صورة التفجير الإرهابي للمسجد السوداني عام 1994. وهناك قدوم جاسوس ليبي إلى مصر لاغتيال أحد خصوم القذافي، وتودده إلى نورا، ووقوع الحب الشفاف تحت ربقة الحصار، مما يعمق الحجب في النفوس. فالمحبون حالمون، وبأحلامهم محجوبون! أما العشق الحقيقي كما يعرّفه زيدان، فهو عطية ربانية يهبها الله لمن يصطفيه من العباد، ويجتبيه، فيعطيه من أنواره مَددا.

يتعاهد الشابان على الزواج وفق الطقس البدائي بشق الكف ومزج الدم، ويمرحان في انتظار الجني والقطف. يأتي عام 1997 محملا كوارث، بدءا من إلغاء ترخيص العمل والترحيل إلى السودان، وترك المحبوبة منزوية وراء مجهول الحُجب، وصولا إلى مذبحة الدير البحري، التي ذبح فيها عشرات السائحين بوحشية، ونسب الأمر إلى جماعة من اليهود ثم إلى الإسلاميين وأخيرا إلى إرهابيين مجهولي الهوية، مرورا بزواج نورا من الجاسوس الليبي لعلاج والدها، وانتهاء برحيل الشاب إلى بلاد الخليج، ليبدد سنوات شبابه في جمع حفنات من الدولارات، فيقر في قلبه بأنه وجودٌ جُمّد فيه الوجود، ويؤمن بأن الحياة مُحال.

يتوقف زيدان قليلا أمام هاجس الناس في كنز الأموال، ويفسره بأنه يعطيهم شعورا خادعا بالأمان، ويشاغلهم عن الاهتمام بفنائهم المحتوم في نهاية المطاف. لا ينفلت من هذا القيد إلا الذين اصطفاهم الله ونجاهم من الأوهام، أو قهرهم حين حرمهم من الأحبة. لذلك نرى الشاب وقد صارت أوقاته معلبة، وأمست صلواته خالية من حلاوة الطمأنينة، يمزق أشعاره ويعلن موته أسوة بالكثيرين، ممن ألفوا التحرك من دون أن يلمسوا افتراقهم عن حياتهم. عندئذ يمس قلبه يقين الموت، فيرتاح، لأن الفناء راحة، والحياة مِحَال.

بعد دخول عام الألفين يسافر إلى أوزبكستان حيث تحاصره بداية مقلقة حول الجهاد والتكفيريين، وينتبه إلى أن البلاد والمحال هي التي تهاجر عن أهلها حين تهجرهم وهم في حضنها، وتقسو عليهم بغير حق. وتهجم عليه الحيرة والتعجب من اتساع المحال وتطابق الأحوال. ومع هروب رب عمله، يجد نفسه مضطرا لقبول وظيفة مصوّر في قناة “الجزيرة” القطرية، لإرساله إلى أفغانستان بعد خضوعه لدورة تأهيلية بسيطة. هناك يعاين شهوة القتل وقد استعرت في النفوس، فيتساءل: هل يخرج حيا، وهل يظل حيا على الحقيقة لو خرج؟ المفارقة أن المجاهدين يختطفونه ويبيعونه من الأميركيين، فيرحّل إلى معتقل غوانتانامو، حيث يسجن سبع سنوات!

يبحر يوسف زيدان فوق ظلمة الأزمنة وحجاباتها الدنيوية، من خلال تقديم فهم روائي ذكي للآية الكريمة: “وهم يجادلون في الله وهو شديد المِحالِ”، مقترحا أسفارا متوالدة للمكر ومحنة الممتحنين، ليتخطى تيه الدروب التي تخادع وتتلبس أثواب الاختيار. وما سفره إلا مدد يستسقي غيث العرفان.

عن موقع جريدة النهار



 «محال» يوسف زيدان رواية الربع الأخير


الجمعة، 9 مارس/آذار 2012
جريدة الحياة
صبحي موسى


جريدة الحياة


يحمل عنوان الرواية الأخيرة ليوسف زيدان (دار «الشروق» - القاهرة) نوعاً من الالتباس، فهل هي كلمة «مُحال» التي تعني الاستحالة، أم «مَحالّ» جمع التكسير لكلمة «محلّ»، أي مكان؟ يبدو أن زيدان ترك الكلمة على هذا الرسم (محال) من دون تشكيل، وكأنه يسعى لتهيئة القارئ إلى نوع من الاجتهاد في التأويل، والزيادة في التركيز لمعرفة المعنى الذي أخفاه «الشاعر» ولن يفصح عنه غيرُ بناء الرواية ككل.

لكن الرواية لم تحمل في مضمونها ما يستدعي العنوانَ كعتبة للنص، فهي في مجملها بسيطة وذات أفق واحد، ولا تستحق إجهاد الذهن بحثاً عن خفايا أو تأويلات، لأنها في ثلاثة أرباعها الأولى تشتمل على قصة حب بين شاب سوداني من أم مصرية وفتاة من الإسكندرية، وفي ربعها الأخير على رحلة سفر هذا الشاب إلى بلاد الخليج بحثاً عن فرصة عمل، حتى التحاقه بالعمل مصوراً في قناة «الجزيرة»، ثم القبض عليه مع دخول الأميركان إلى أفغانستان، لتنتهي الرواية بأنه سيقضي سبع سنوات من عمره في سجن غوانتانامو، وهذا ما يذكرنا بقصة السوداني سامي الحاج، المذيع في قناة «الجزيرة»، الذي تم احتجازه من 2001 حتى 2008 في هذا السجن الرهيب من دون تهمة محددة. ثم نجد أنفسنا في النهاية أمام رواية أشبه بأفلام السينما المصرية عن حرب 1973، حيث قصة الحب التي تم إقحام عدد من المشاهد الحربية عليها.

في هذه الرواية لا نستطيع القول بأن يوسف زيدان قدَّم جديداً لجهة مستواه الفني، فأعماله تقوم في مجملها على بحث مسبق عن نقطة خلافية يمكنها جذب القارئ، سواء بالاتفاق أو الاختلاف، وهو ما حدث في روايته «عزازيل» حيث قصة الراهب المنشق عن الكنيسة المصرية في عصرها الأول. وبعيداً مما يمكن وصفه بالمغالطات والاختصارات التاريخية المخلة بالحقيقة، إلا أن الحادثة كانت ومازالت تمثل حرجاً في تاريخ الأقباط، فهي انتهت بمجمع خلقيدونية الذي أفقد الكنيسة المصرية مكانتها وعزل رئيسها من منصبه. وتكرر الأمر في روايته الثانية «النبطي» الذي أهَّل نفسه للنبوة، والذي تمتع بعلم ومعرفة كافية بكتب الأمم السابقة، لكنه وجماعته لا يقدمون شيئاً في مواجهة النبي المكي، وينحصر دورهم كمساعدين للعرب -بحكم معرفتهم بطرق التجارة مع المصريين- على دخول مصر.

هروب لا ... مواجهة

وبغض النظر عن أن المواجهة الصريحة التي اتخذها زيدان مع الأقباط في «عزازيل»، فإنه في عمله الثاني هرب من المواجهة مع الجماعات والأنظمة الإسلامية في شكلها السلفي. المدهش في «محال» أن زيدان استخدم اللغة نفسها التي استخدمها في روايتيه السابقتين، حيث المفردات والتراكيب البلاغية القديمة، وفي حين كان لهذه اللغة ما يبررها في «عزازيل» و «النبطي»، حيث رمزية القدم الزمني الذي تدور فيه أحداثهما، إلا أنها ليست مبررة في عمل تدور أحداثه مع مطلع القرن الحادي والعشرين.

ولم نعرف الهدف من كل هذا الشتات والمقدمات التي اشتمل عليها النص، فالشاب من السودان والفتاة من الإسكندرية، ومقر عمله في أسوان، وقصة حبه تستغرق ما يقارب مئتي صفحة، تنتهي بأن يتزوج فتاته رجل استخبارات ليبي. لم نعرف ما دلالة ذلك؟ وما مدى أهميته للنص؟ وكعادة كل الحكايات البسيطة، يجيء اليهود والأميركان دائماً كرمز للشر، ويجيء المتصوف أو العارف بالله على نحو غرائبي محبب إلى النفس. لكن زيدان، الدارس للمتصوفة وغرائب أحوالهم، يقدم لنا الشيخ نقطة (نقطة الباء وفق تعريفه لنفسه) من دون توظيف مفيد في بنية العمل، حتى أننا نستطيع أن نغفله من دون أن نشعر بارتباك في البنية، مثلما نستطيع أن نغفل مئات الفقرات وعشرات الصفحات من دون قراءة، فلن نشعر بفارق مثلاً، لو استبدلنا رجل الاستخبارات الليبي بأي مقاول مصري، وجعلنا موطن بطل النص جنوب مصر بدلاً من شمال السودان، كما يمكننا ببساطة غض البصر عن شخصيات أمولة وسهيل وحمدون، فحضورهم غير مؤثر، سواء سلباً أو أ يجاباً.

والمدهش أيضاً أن تأتي شخصية مثل أسامة بن لادن ضمن مفردات مشهد لا معنى له، فهو يقيم بين الناس بحراسة عدد من رجاله المسلحين، وكل مهمته أن يقدم الخراف هبة للفقراء، وهو ما يتناقض مع الواقع التاريخي، فابن لادن أعلن نفسه عام 1996 أميراً للمؤمنين، وبايعته الجماعات الإسلامية في العالم العربي، وكان ذلك يستحق الوقوف أمامه فنياً بشكل مطول، فضلاً عن الدراما في كونه مطلوباً من أنظمة عربية وغربية، فكيف يمكن أن يكون حضوره فاتراً على هذا النحو كما لو أنه راعي غنم أو عابر سبيل.

معمار كلاسيكي

بدت الرواية في معمارها الفني أشبه بخط ثابت طويل، حتى أنها من فرط كلاسيكيتها تذكرنا بروايات جودة السحار ومحمد عبد الحليم عبد الله، في حين تذكرنا لغتها بفصاحة «العبرات» و «النظرات» للمنفلوطي، وتصل في بعض الأحيان من فرط ثقل تعمّدها إلى حدود مقامات بديع الزمان. ربما كان المفيد بها هو روح السخرية، التي لو جاءت بلغة عصرية لاتّضحت معالمها، لكنها في أجواء هذا النص بدت كما لو أن أزهرياً يطلق نكتة عن الفرنجة والفرنسيس.

ربما قصد زيدان أن تكون «محالـ»ـه بالفتح (مَحالّ)، نظراً لكثرة الأماكن التي ارتحل إليها البطل، بدءاً من السودان مروراً بأسوان والإسكندرية والإمارات العربية وطاجيكستان وباكستان وأفغانستان، وصولاً إلى غوانتانامو. وبغض النظر عن الإسكندرية وبعض المعلومات المتوافرة عن الآثار الفرعونية في الأقصر، فإن معلومات المؤلف عن كل هذه الأماكن تبدو سماعية وضئيلة، مما جعل ترحاله فيها يبدو غريباً وغير موظف فنياً.

وفي ظل سياق سرده الكلاسيكي، لا تبدو ضرورة لذكر هذه الأسماء من غير تأكيد المنحى الذي جسده العنوان، وهو المَحالّ كأماكن للترحال، رغم أن النص سار فنياً في اتجاه آخر، فمن المحال أن تكون مشكلة النوبة وما حدث من تهجير لأهلها مثيرة للاتفاق أو الاختلاف كما حدث مع «عزازيل»، ومن المحال أن يستمتع المصريون بفيلم «الرصاصة لا تزال في جيبي» مرة أخرى، ولا أن يتم استخدام حكاية سامي الحاج من دون إهداء أو إشارة إليه في عمل فني تم استلهامه من حكايته التي روجت لها قناة «الجزيرة». ومن المحال أن يتعذب القارئ بقصة حب لأكثر من مئتي صفحة كي يفاجأ بأن أحداث الرواية موجودة في الخمسين صفحة الباقية منها.

عن موقع جريدة الحياة


صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة"الحياة" جريدة عربية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988 .

منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.


يوسف زيدان (مصر)

الموقع الرسمي للكاتب المصري يوسف زيدان

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)