ينقل الكاتب مكاوي سعيد، في مؤلف القاهرة وما فيها بعض المعلومات عن لطيفة الفتاة الصغيرة التي أصبحت في ما بعد الست توحيدة
في أحد أيام السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر، عاد الأب إلياس فخر الدين إلى منزله في لبنان في موعد غير متوقع، ليتفاجأ بوجود نساء من القرية في بيته، يجلسن حول ابنته لطيفة، وهي تغني بصوت قوي متدفق.
على الرغم من ولع الأب بالغناء، إلا أنه غضب بشدة وطرد السيدات، وأوسع البنت وزوجته ضرباً. عندما علم أهل القرية بهذا الخبر، اجتمعوا وفكروا في حيلة لمحو ما اعتبروه “عاراً”.
استقر الرأي على صنع دواء بطريقة خاصة تشربه الصغيرة يُذهب حلاوة صوتها، إلا أن والدتها تصدت لذلك، ليُدوّن التاريخ اسم الشابة، بعد أن تحول إلى “الست توحيدة” التي سجلت في ما بعد سبقاً في مصر، بعدما وقفت تغني على خشبة المسرح من دون حجاب.
ينقل الكاتب مكاوي سعيد، في مؤلف “القاهرة وما فيها”، بعض المعلومات عن لطيفة من مقال بقلم حسين عثمان، نُشر في عدد لمجلة “الكواكب” المصرية عام 1956، عن الفتاة الصغيرة التي أصبحت في ما بعد “الست توحيدة”.
يقول كاتب المقال إن لطيفة ولدت في لبنان لأب له ولع شديد بالموسيقى، لدرجة أنه اتخذ من منزله مدرسة لتعليمها لأبناء الحي، بجانب الغناء، فهامت الابنة وشغفت بهذا الفن وانساقت وراءه، وحرصت على حفظ كل ما تستمع إليه من مقطوعات موسيقية، رغم صغر سنها، وكان والدها إلياس فخر الدين يجهل هذه الموهبة لديها، حتى عاد إلى بيته ذات يوم ووقع الحادث المذكور.
وركب الدواء الذي من شأنه القضاء على حلاوة صوت لطيفة، بناء على القرار العائلي بإزالة “الدنس” الذي علق بالأسرة، وأعطوا الدواء للأم حتى تجبر البنت على شربه، إلا أنها رفضت أن تقترف هذه الجريمة، وألقت به، وأقنعت الأب بأنها شربته، ولم تعد قادرة على الغناء، بعدما اتفقت معها على هذا الادعاء المقترن بعدم الإقدام على ذلك مرة أخرى...