المسرح العربي : إنقاذ التقليد وعثرات الرقمية. هل من مستقبل لنظرية المسرح الرقمي نصّا وعرضا وفاعلية جماهيرية مطلقة ؟

واجه المسرح أوقاتا عصيبة في ظل منافسة من التلفاز والسينما، مع ضعف التمويل الممنوح له من الحكومات المركزية والمحلية، وكان دائما بحاجة للدفاع عن قضيته مع خسارته لجمهوره من الأجيال الجديدة. وفي عصرنا الرقمي تعالت الصيحات حول “موت” المسرح، وتلك المشككة بقدرته على استيعاب التكنولوجيا الجديدة دون أن يفقد آخر حصونه، ممثلة بروحه الخاصة في التواصل الحي مع الجماهير. لكن المسرح “فن غير صاف”، بحسب تعبير المسرحي الألماني تانكريد دورست، فهو، برأيه، لا يتوانى عن تسخير كل ما يجده في طريقه لمصالحه الخاصة، مطورا قوانينه وأدواته، وهو حتما غير محصن ضد مستجدات عصره وإنه يستمد خيالاته من وسائل إعلام أخرى.

التبشير بـ “موت المسرح” بدا نبوءة زائفة، وفي ظل التساؤلات حول مستقبل شباك تذاكر المسرح في ضوء التقنيات الجديدة. تبين أن قدرة التكنولوجيا الرقمية على ربط الناس بشكل أفضل وأسرع تماشت مع الهدف الأساسي للمسرح، فمنحت تلك الاحتمالات المتزايدة للتواصل مع الجماهير من خلال التكنولوجيا الرقمية الفرصة لإعادة تشكيل المسرح بدءا من أبسط مستوياته. وإلى جانب ظهور أشكال تعبيرية جديدة على مستوى الإنتاج والتلقي، كالرواية الرقمية والقصة الرقمية والشعر الرقمي، التي عبّرت عن حالة مغايرة لما هو مألوف ومتعارف عليه، نشأ أيضا المسرح الرقمي. ولم يعد دور المسرح يقتصر على السماح للتكنولوجيا باختراقه، لم يكن المسرح حبيس سلبية من هذا النوع، بل وظّف التكنولوجيا للبحث عن طرق جديدة لإشراك الجماهير، من خلال إتاحة المشاركة في المسرح على الإنترنت، ليلعب التسويق الرقمي، عالميا، دورًا مثيرًا للاهتمام بشكل متزايد في عملية إعادة تشكيل الطريقة التي يربط بها المسرح الجماهير بالتجارب الفنية.

هل من مستقبل لنظرية المسرح الرقمي، وهل تحقق حضورها لتهيمن على الواقع الإبداعي المسرحي العربي نصّا وعرضا وفاعلية جماهيرية مطلقة ؟...


عن الصورة


رابط : مقال حسام أبو حامد على موقع ضفة ثالثة

أخبار أخرى

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)