فيلم الحرام 1965
تعمل عزيزة وزوجها عبد الله ضمن عمال التراحيل يصاب الزوج بالمرض الذي يقعده عن العمل، يشتاق الزوج ذات يوم إلى البطاطا فتذهب عزيزة لتقتلعها من الأرض، يفاجئها أحد شباب القرية فيعتدي عليها وتحمل وتنجح في إخفاء حملها عن الأعين، فمعروف أن علاقتها الزوجية معدومة بسبب مرض زوجها، وعندما تلد مولودها تخاف أن يفضحها صراخه فتقتله دون وعي وهي تحاول أن تسكته، تعود إلى العمل متحملة آلام جسدها ولكنها تصاب بحمى النفاس وتموت.
البلد : مصر
المدة : 105 دقيقة
تاريخ العرض : 3 مارس 1965
تصنيف العمل : ﺩﺭاﻣﺎ
ﺇﺧﺮاﺝ : هنري بركات
ﺗﺄﻟﻴﻒ يوسف إدريس - سيناريو وحوار سعد الدين وهبة
طاقم العمل : فاتن حمامة - عبدالله غيث - زكي رستم - حسن البارودي - عبدالعليم خطاب - كوثر العسال.
دعاء الكروان 1959
يحكي فيلم عن “آمنة” الفتاة الريفية التي تتمرد على العادات والتقاليد في صعيد مصر، تبدأ القصة بلوم خال آمنة لأمها بسبب زنا أبو آمنة وهتكه لأعراض الناس ثم يُقتل أبو آمنة ويُصر الخال على ترحيلهم من القرية لأن الناس يعايروه بزنا نسيبه ،تحاول الأم أثناء الخال عن ذلك ولكنه يبرر ذلك بأن الأب هو السبب لأن لم يراعي حق الله في أعراض الناس وبالتالي يجب أن يُرد إليه ذلك في بناته من منطلق كما تدين تدان وعلى هذا فإن الأب لم يخشى على بناته فلم سيكون هو رفيقا بهم إذا كان أبوهم لم يفعل ، ثم يهاجروا إلى مكان آخر حيث تعمل آمنة خادمة عند المأمور وأختها هنادي عند مهندس الري ، حيث تقع أختها “هنادي” في حب ذلك المهندس العازب الذي تعمل عنده خادمة، ولكنه يعتدي عليها ويحطم حياتها، وبالتالي تُقتل أمام أختها “آمنة” على يد خالها.. فتقرر “آمنة”، بعد أن عاهدت نفسها مع دعاء الكروان في القرية، الانتقام لأختها من ذلك المهندس.. وهناك، في منزل المهندس، تحاول أن تنفذ العهد بالانتقام ولكنها لاتقوى، فقد تحرك قلبها وبدأ يميل نحو هذا المهندس، إلا أنها تدوس على مشاعرها وترفض البقاء معه وتقرر الرحيل عنه، حيث أنها تعرف بأن طيف أختها “هنادي” سيبقى حاجزاً بينها وبينه.
البلد : مصر
المدة : 105 دقيقة
تاريخ العرض : 22 سبتمبر 1959
تصنيف العمل : ﺩﺭاﻣﺎ
ﺇﺧﺮاﺝ : هنري بركات
ﺗﺄﻟﻴﻒ طه حسين
طاقم العمل : فاتن حمامة - أحمد مظهر - زهرة العلا - أمينة رزق - عبدالعليم خطاب - ميمي شكيب.
الحرام ملحمة معاناة البائسين
الجمعة 2 نوفمبر 2018
جريدة الحياة
ابراهيم العريس
«الحرام» ليوسف إدريس: ملحمة عن معاناة البائسين
تمكنت السينما المصرية ذات حين من الجمع بين روايتين لم يكن من السهل الجمع بينهما لولا أن مخرج الفيلمين كان واحداً هو هنري بركات وبطلتهما كانت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة. فإذا أضفنا حقيقة أن كلاً من الفيلمين - وهما «دعاء الكروان» و «الحرام» طبعاً - ينطلق أساساً من واقعة اغتصاب تقع المرأة ضحيتها، ليسير كل منهما بعد ذلك على سجيته، طارحاً موضوعه مشعّباً حبكته، تبعاً لوجهة نظر كل من كاتبيهما: المتنور طه حسين، والثائر على عيوب المجتمع يوسف إدريس، سنجدنا أمام عملين استثنائيين شديدي الجرأة، لا سيما في التصدي لقضية المرأة في مجتمعاتنا.
وهذه المرأة، كما نعرف، كانت هي في التقاليد الاجتماعية، المسؤولة الرئيسية عما يحدث لها، وحتى حين تغتصب، حيث ينحو المجتمع دائماً إلى إيجاد الذرائع والمبررات للرجل إن كان مغتصباً، أو للأخ أو الأب أو الخال إن كان قاتلها.
ولكن، فيما تطرح «دعاء الكروان» موضوعها في شكل أقرب إلى الخصوصية وإلى البعد السيكولوجي، نجد «الحرام» وعلى خطى «ثورية» يوسف إدريس و «تقدميته»، يطرح الموضوع من ناحية اجتماعية طبقية، ما كان في إمكان كاتب من طينة طه حسين أن يعطيها المكان الأول من اهتمامه الخاص.
في»الحرام» لدينا عزيزة، المنتمية إلى فئات ريفية مهمشة إلى حد لا يطاق، لا تجد رزقها إلا في العمل الموسمي مرتحلة بين منطقة وأخرى حيث يتوافر هذا العمل، من هنا يطلق على أهل هذه الفئات اسم عمال التراحيل، أو الغرابوة - على أساس أنهم دائماً غرباء أين ما حلّوا وارتحلوا - هم أناس لا يلتفت إليهم أحد، بالكاد يحصلون على غذائهم مقابل العمل... فإذا عجز الفرد منهم عن العمل، يموت جوعاً ومرضاً، كحال حيوانات الأدغال، مع فارق أساسي يكمن في أن الحيوانات هذه يمكنها افتراس الذي هو أضعف منها مرتبة لتأكله.
أما عمال التراحيل، فإنهم عاجزون عن هذا، بخاصة لأن من النادر أن يكون ثمة في مجتمعاتهم من هو أدنى منهم أو حتى أضعف. والحقيقة أن وصف هذا كله، يشغل من كتاب يوسف ادريس صفحات عدة، حتى وإن كان التركيز أشد على زوجين من أبناء هذه الفئة هما عزيزة وزوجها. فهذان ظلا يعملان مدبّرين شؤون العيش حتى اليوم الذي يقع فيه الزوج مريضاً... ويصبح على عزيزة أن تتولى قضية الحصول على وسائل البقاء. لكن هذا ليس كل شيء، إذ ذات يوم ولفرط ما برحّت به آلامه وضروب ذلّه، يطلب الزوج من عزيزة أن تأتيه بحبة بطاطا... ولا يكون أمامها إلا أن تقصد حقلاً لتحاول أن تحصل لزوجها على ما يريد. وهكذا كان لا بد من أن يحصل ما يحول الحكاية من واقع يومي إلى دراما، قد تكون في السياق استثنائية، لكننا نفهم من سياق العمل ككل، أنها يمكن أن تقع في أي لحظة. وتتمثل الدراما في وجود صاحب الحقل، الذي ما إن يرى ما فعلته عزيزة، حتى يدنو منها، في اللحظة التي تحاول الهرب. فيقبض عليها ثم يغتصبها على رغم مقاومتها، وبعد محاولة أولى فاشلة... ثمناً لحبة البطاطا.
طبعاً، بعد ذلك الاغتصاب كان يمكن الحياة أن تسير في دوامتها المعتادة... لكن الذي يحدث، هو ان عزيزة تحمل سِفاحاً. وهي إذ تكتشف هذا، ولا تعرف طبعاً كيفية التخلص من الحمل، تربط طوال شهور حزاماً تشد به بطنها مانعة إياه من الظهور... وفي نهاية الأمر، وخلال يوم عمل شاق، تنتحي عزيزة جانباً وسط طبيعة صارت الآن شديدة القسوة والهيمنة، وتضع الطفل، الذي إذ لا تدري ماذا تصنع به مع أن لا بد من فعل ما لدرء الفضيحة، لا تجد أمامها إلا أن تقتله، فتخنقه مرة أولى لكنه لا يموت، ثم تقتله في محاولة ثانية في تذكير شديد الذكاء والإيلام بيوم الاغتصاب حين فشل المغتصب صاحب الحقل مرة أولى ليكرر التجربة، كأن عزيزة تحاول أن تقتل الطفل الوليد مرتين مقابل اغتصابها مرتين، ما يضاعف حجم التأثير. وفي وقت تالٍ يتم العثور على اللقيط المقتول، وتبدأ تحريات، تقود إلى عزيزة، التي سرعان ما تموت هي الأخرى، ضحية لكل ذلك البؤس... في وقت يتحلق الفلاحون البائسون أمثالها حول جثمانها وذكراها وقد أضحت رمزاً لبؤس فقراء الفلاحين ونضالهم في سبيل العيش والكرامة.
واضح هنا أننا أمام عمل ملحمي كبير، وأمام عمل مؤثر وفاعل على الصعيد الاجتماعي. والحقيقة أن إدريس تمكن من أن ينأى بهذه الرواية عن أن تكون مجرد نص يتحدث عن قضية فرد واحد هو عزيزة طبعاً، بل جعله أشبه ما يكون بتأمل لكل ما يحيط بهذه الشخصية، من الشعب إلى الثقافة.
ولقد تمكن إدريس من هذا لأنه في الأساس كان مبدعا مشاكساً إلى درجة أن تصرفاته ذاتها كانت تبدو غريبة ومبهمة تحفل بألف معنى ومعنى وتثير سوء الفهم حوله وبينه وبين المحيطين به. من هنا كانت ثمة، على الدوام، في الحياة الأدبية المصرية، أحجية اسمها يوسف إدريس. في اختصار كان إدريس الراحل عام 1991، مليئاً بالقلق والتوتر، على عكس سلفه الكبير نجيب محفوظ الذي كان هادئاً عذباً كماء النيل، عميق الأغوار مثله. ولقد انعكس توتر إدريس وقلقه في رواياته وقصصه القصيرة، ما جعل لأدبه نكهة استثنائية، وجعله في مجال القصة القصيرة والكتابة المسرحية في الأقل، واحداً من أبرز الوجوه التي عرفها الأدب العربي خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
وعلى رغم أن يوسف إدريس كتب من الروايات ما أثار الزوابع النقدية، وأحياناً السياسية، وأن روايته الأساسية هذه، حققت شهرة عالمية، عبر ترجمتها إلى الكثير من اللغات، وشهرة محلية استثنائية عبر اقتباسها في فيلم هنري بركات، يعتبر، في المقام الأول، كاتب قصة قصيرة، ومجموعاته التي قرئت في طول العالم العربي وعرضه، على نطاق واسع، تعتبر مدرسة قائمة في ذاتها، وقصصه لا تضاهى سواء من ناحية النبض والإيقاع اللذين تحملهما، أم من ناحية جرأته الاستثنائية في تحميلها بالمعاني عبر موضوعات كانت غالباً ما تبدو جديدة على العالم الأدبي، وتتسم بجرأة قصوى، في تعاطيها مع محرّمين، في الأقل، من محرّمات الثقافة العربية: الجنس والسياسة.
والغريب في أمر يوسف إدريس، أننا نكتشف اليوم، بعد سنوات طويلة مضت على رحيله المفاجئ والمؤلم، أنه كان من أقل أبناء جيله إثارة لاهتمام النقاد والباحثين. فاذا استثنينا عدداً قليلاً من النقاد الذين اهتموا بأدبه، ندر أن نجد بين الدارسين الكبار والجديين من أولى اهتماماً حقيقياً به. ولربما صح أن نقول أن أدب الرجل نفسه، وشخصيته القلقة وانعكاس ملامح تلك الشخصية في الأدب ردعت النقاد عن تناول أدبه.
> وأدب إدريس ليس من اليسير تناوله، في أي حال. فمن مجموعة «أرخص ليالي» التي كانت من أول ما أطل به على القراء أوائل سنوات الخمسين، إلى كتاباته الأخيرة في كتب مثل «فقر الفكر» ومجموعات مثل «بيت من لحم» (1971) و «آخر الدنيا» (1961) و «حادثة شرف» (1957) مروراً بأعمال مثل «جمهورية فرحات» (1956) وبخاصة روايتيه الأساسيتين، «الحرام» و «البيضاء»، عرف يوسف إدريس كيف يكون استفزازياً وتحريضياً، وكيف يحرق المراحل، ويضيع على مقتفي أثره معالم الدروب. وعلى هذا النحو مثلاً، منذ هوجمت روايته «البيضاء» أواخر سنوات الستين من النقد اليساري، اعتبرت كتاباً ملعوناً واستنكف النقاد عن قراءتها وولوج عالمها، بحيث إن الأمر احتاج إلى انتظار عشرين سنة قبل أن تُقرأ الرواية ذاتها قراءة جديدة فتُكتشف فيها عوالم أخرى، وتبدو للنقاد أنها رواية جلد للذات، أكثر مما هي رواية تحاول أن تنتقد «اليسار أو تدمره» كما رأى البعض، متسرعاً عند صدورها.
في المسرح أيضاً، خاض يوسف إدريس عدداً كبيراً من المعارك، بدءاً بمعركة هدفها الوصول إلى شكل وأفق جديدين للمسرح العربي (كما في «الفرافير») وصولاً إلى المعارك السياسية وصولات الدفاع عن الحرية، تلك الحرية التي حُرم منها يوسف إدريس مرات عدة خلال مساره الطويل، ومنها أن أودع السجن ذات مرة خلال سنوات الخمسين. لقد كان يوسف إدريس مبتكراً على الدوام واستفزازياً على الدوام كأنه، كان دائماً، واحداً من شخصيات مجموعته القصصية الأجمل «لغة الآي آي» الحافلة بالقلق والتوتر والرغبة في تحطيم كل شيء.
إبراهيم العريس
جريدة الحياة
“الحياة” صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.
منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.
اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.
تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.
باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.