ثقافة - سياحة - تراث - Culture - Tourisme - Patrimoine

فنون الخط العربي تتألق في متحف برمنغهام من 2 نوفبر (تشرين الثاني) 2013 إلى 26 يناير (كانون الثاني) 2014

, بقلم محمد بكري


جريدة الشرق الأوسط


جريدة الشرق الأوسط
الثلاثـاء 27 شـوال 1434 هـ 3 سبتمبر 2013 العدد 12698
الصفحة : يوميات الشرق
لندن : عبير مشخص


عبر معرض « قلم : فن الكتابة الجميلة »


فنون الخط العربي تتألق في متحف برمنغهام

«الأول والأضخم من نوعه».. هكذا وصفت ريبيكا بريدجمان أمينة قسم الفن الإسلامي وجنوب آسيا بمتاحف برمنغهام، معرض «قلم: فن الكتابة الجميلة» الذي يقام في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. المعرض الذي يعنى بالخط العربي تحديدا تعتبره بريدجمان الأول من نوعه لسبب هو أنه الأكثر تنوعا وثراء وحجما بالنسبة لمعارض الفن الإسلامي هناك، كما أنه الأول الذي يعتمد بشكل متواز على الفن القديم والمعاصر. «الشرق الأوسط» التقت بريدجمان بينما كانت تتجول في جناح الفن الإسلامي بالمتحف البريطاني في لندن ربما لانتقاء بعض القطع لاستعارتها. وكانت تلك فرصة للحديث معها حول المعرض المقبل الذي تتمنى أن يجذب الزوار من جميع أنحاء بريطانيا لبرمنغهام.

تشرح لنا بريدجمان الأقسام المختلفة للمعرض المقبل: «هناك ثلاثة أقسام؛ الأول يتناول المخطوطات التاريخية، ويعرض عبر مجموعة من الوثائق المستعارة قصة تطور الخط العربي منذ بداياته في القرن السابع مرورا بالكتب الصوفية من القرن التاسع عشر وحتى الوقت الحالي». القسم الثاني «يضم عدة خزانات للعرض؛ من أهم محتوياتها عدد من العلب التي كانت تستخدم لحفظ أدوات الكتابة»، وهي مجموعة مهمة وقيمة كانت قابعة في مخازن متحف برمنغهام لفترة طويلة وعثرت عليها بريدجمان عندما التحقت بالعمل هناك.

تشير بريدجمان إلى أن طريقة العرض تقوم على المقابلة بين المعروضات المختلفة؛ ففي مقابل حافظات الأقلام، نجدها تعرض صندوقا لإيداع العرائض يعود إلى القرن الرابع عشر استعير من متحف فيتزويليام في كمبريدج.. الصندوق يحمل بعض الكتابات التي تمت ترجمتها للإنجليزية، تعلق هنا بريدجمان: «إنه قطعة، بحق، فريدة لم أسمع بمثلها في أي مكان».

لجأت بريدجمان إلى عدد من المتاحف البريطانية الرائدة لاستعارة بعض القطع منها؛ قطع الفخار الإيراني من متحف «ستوك بوتريز» في ستافوردشير بغرب إنجلترا، وهو متخصص في الفخاريات.. تقول: «لديهم مجموعة ممتازة من الفخاريات، ولكنها لم تعرض، وقليل من الناس يعرف بوجودها». القطعة الرئيسة في العرض ستكون كرة من الفخار تحمل كتابات ترجع إلى القرن التاسع والعاشر، وهي من أهم القطع لدى متحف «ستوك بوتريز»، كما تشير بريدجمان. وتضيف أن تلك القطعة ستعرض مقابل عمل للخطاط خالد الساعي من مقتنيات المتحف البريطاني «لتوضيح الاستخدام المستمر لفن الخط العربي عبر التاريخ وحتى الوقت الحالي».

تتبع بريدجمان طريقة تعتبر وصفة ناجحة لجذب اهتمام الجمهور، فهي تعتمد على المقابلة بين القطع التاريخية والمعاصرة؛ فمن العصور الأولى للإسلام نجدها تقارن بين الأعمال التي أنتجت في تلك الفترات المتقدمة، وأمثلة من الفن المعاصر تستخدم الخط العربي بطرق مختلفة. في مكان آخر سنرى عرضا لألواح الكتابة الخشبية التي كانت تستخدم قديما، في مقابل قطع معاصرة مستلهمة من الفكرة ذاتها.

تتنوع القطع المعروضة في موادها، فنجد الخزف والزجاج والخشب وأيضا الحجر، ففي إحدى القاعات، كما تشير بريدجمان، سنرى أمثلة للنقش على الحجر وأمثلة معاصرة للفن نفسه من عمل النحاتة باكستانية الأصل حليمة كاسيل التي تتميز نقوشاتها الحجرية بانحناءات وخطوط مستلهمة بشكل جمالي من الخط العربي. وكعادتها خلال المعرض، تعرض بريدجمان قطعا تاريخية من القرن العاشر في مقابل القطع التي نفذتها كاسيل. ولمعدن الحديد وجود أيضا في المعرض، كما تضيف: «لدينا مجموعة جيدة من القطع المعدنية.. ولا ننسى أن الاهتمام بها يعود إلى تاريخ المدينة في الصناعات الثقيلة، ومن القطع التي سنعرضها درع معدني صنع في لاهور في القرن الثامن عشر سنضعه في مقابل أحد أعمال الفنان رشيد قريشي».

ورغم وجود أمثلة للفن المعاصر في جميع أقسام المعرض، فإن بريدجمان اختارت نهجا اتبعه المتحف البريطاني في معرض «الحج.. رحلة إلى قلب الإسلام»، فخصصت القسم الأخير من عرضها للفن المعاصر فقط. تقول: «سنركز هنا على أعمال تكسر القوالب التقليدية مثل عمل الفنانة غولناز فتحي الذي عرض في عام 2011. أيضا سنستعير من المتحف البريطاني مجموعة من الصور الفوتوغرافية للفنانة لورا بوشناق عن دروس لمحو أمية النساء في إحدى قرى مصر. هناك أيضا لوحة ثلاثية الأجزاء للفنانة ليلي السعيدي».

متحف برمنغهام الصفحة الرئيسية

عن موقع جريدة الشرق الأوسط


جريدة الشرق الأوسط، صحيفة عربية دولية رائدة. ورقية وإلكترونية، ويتنوع محتوى الصحيفة، حيث يغطي الأخبار السياسية الإقليمية، والقضايا الاجتماعية، والأخبار الاقتصادية، والتجارية، إضافة إلى الأخبار الرياضية والترفيهية إضافة إلى الملاحق المتخصصة العديدة. أسسها الأخوان هشام ومحمد علي حافظ، وصدر العدد الأول منها في 4 يوليو 1978م.
تصدر جريدة الشرق الأوسط في لندن باللغة العربية، عن الشركة السعودية البريطانية للأبحاث والتسويق، وهي صحيفة يومية شاملة، ذات طابع إخباري عام، موجه إلى القراء العرب في كل مكان.

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)