قراءات - Comptes rendus de lecture

عقيلات، نادية الكوكباني (اليمن)، رواية ’Aqîlât, Nadia Al Kawâkibânî (Yémen), Roman

, بقلم محمد بكري


 جريدة الحياة، 10 أكتوبر 2011

جريدة الحياة

الإثنين، 10 أكتوبر/تشرين الأول 2011
جريدة الحياة - نبيل سليمان

نادية الكوكباني تروي باسم النسوة اليمنيات

تهـدي الروائيــة اليمنية نادية الكوكباني روايتها «عقيلات»إلى كل من طلبن منها (كتابتهنّ بمنتهى الحرية، مزحة يلهيهنّ رذاذها، أو حقيقة يعشن لظاها). وتهيئ الكاتبة لفصول روايتها عتبة فعتبة، وأول ذلك هي العتبة التي تحمل توقيع الراوية، والتي تظهر على غلاف الرواية باسم الكاتبة. وإذا كان ذلك وحده كافياً للقول بالسيرية في رواية «عقيلات»، فهو يتعزّز بعمل الراوية والكاتبة في هندسة العمارة. أما فواتح الفصول فهي لشاعرات وكاتبات يمينيات، منهن سماح الشغدري، ليلى إلهان، سوسن العريقي، ابتسام المتوكل، هند هيثم، نبيلة الزبير، هدى العطاس...

تعلن نادية الكوكباني في البداية أنها لا تبحث عن اسم لما تفعله/ تكتبه، بل هي تبحــث فقط عن كل ما يمكنه أن يغير حرمان الرجال والنساء من حرية الاختيار. وفي هذه البداية تعلن الكاتبة أيضاً أن النساء جميعاً متشابهات، وإن اختلفن في جزئيات، ولذلك «قررت أن أكتبنا». ويتصل عنوان الرواية بهــــذا الإعلان المبكر والمدوي عن (رسالتها)، فالعقيـــلة في اليمــــن هي الزوجة الكريمة التي لا تبــــرح الخدر، وتتستر من الرجال. ولسوف تعـــــلن الرواية سريعاً سخريتها المبطنة في عنــــوانها، لأن المجتمع جعل من عقيلاتها عكس ما تقدم، سواء عبر الحكايتين الأساسيتين للصديقتين روضة وجود، أم عبر حكايات بقية نساء الرواية، بالأحرى: حكايات اليمن.

أما روضة فهي كاتبة تنتمي إلى الفئة الدنيا «المزاينة» التي لا زواج لها من القبائل، بينما عائلة جود هاشمية، يرتفع نسبها إلى الرسول. وقد سمح والد روضة لها بالعمل في التعليم الابتدائي، لا في الهندسة، وهو «ذلك الجبار الذي دمّر كل شيء جميل في حياتي على الأقل»، ومن ذلك (مثلاً) أنه حبسها ثلاثة أيام وهي في الرابعة والعشرين، بلا طعام، كما لو أنها معتقلة سياسية، لأنه ضبطها تحدث هاتفياً شقيق صديقة لها. وقد ضربت روضة قانون «لا طلاق. حياة في كنف الزوج حتى الموت»، وعادت إلى بيت أبيها محرومة من ابنها وابنتيها. لكن الأب والطليق سيبرمان صفقة أسلحة كرمى للحرب الدائرة في صعدة (مايو ـ 2008)، وهي الحرب التي خصتها الكاتبة في نهاية الطبعة الأولى لروايتها بخمس صفحات، كما خصت الحراك الجنوبي بثمان، فضلاً عن صفحة لمسجد الرئيس علي عبدالله صالح الذي شهد محاولة اغتياله مطلع هذا الصيف. وقد فعلت الكاتبة خيراً بحذف كل هذه الاستطالات التقريرية من الطبعة الثانية للرواية، والاكتفاء بالاستدراك الذي يذهب عكس الأليف في صدور الروايات، ما يبرئها من شبهة الواقع، بينما أكدت نادية الكوكباني متحدية: «شخصيات الرواية من الواقع وأي تشابه بينها وبين الخيال هو من قبيل الصدفة».

حب أم كره أم خوف؟

كان والد روضة من رجال الإمام قبل أن ينضمّ إلى ركب الثورة. وقد قدمت الراوية قصته شأن غيره، وعبر ذلك جاءت قصة أم روضة، وزوجته الثانية الإيطالية التي تزوجها عندما عمل في السلك الديبلوماسي وأنجب منها آدم ويوسف، وعاد بها إلى صنعاء، لكنها فرّت بالولدين عندما تزوج ثالثة. وروضة حيرى في موقفها من أبيها: «لم أكن أشعر برغبة في الانتقام من أبي، ولم أستطع يوماً تحديد شعوري تجاهه: هل هو حب أم كره أم خوف؟».

تشتبك قصة روضة بقصة جود، فلا تأتي واحدة مفردة. وموطن الاشتباك الأكبر هو الكتابة، وبالضبط كتابة رواية. فجود التاج التي ندر خطّابها بعد ابن عمها الذي أرادها زوجة ثانية - لكن أمها القوية منعت الزيجة - ما عادت مرغوبة إلا كزوجة ثانية، أو كعشيقة في السر. وقد أنشأت مدرسة مختلطة، فتضاعفت معاناتها، ولكن لها غرفة ليلية مليئة بالخيالات، تخصّ المرء وحده كما قالت فيرجينيا وولف. ولجود مفكرتها الخضراء الموسومة (عقيلات) التي تقرئها لروضة، وتطلب منها أن تصوغ ما في المفكرة بالصيغة الأدبية التي تختار: قصص قصيرة، رواية، لماذا؟ لأن العقيلات طلبن منها أن تكتب حكاياتهن، ولأنها تريد أن «نتعلم من تجارب بعضنا».

توحدت روضة مع عقيلات جود اللواتي تتناسل حكاياتهن، وتأتي أسماؤهن بالأحرف الأولى، حيث يلفت أن الاسم الأول لأي منهن يبدأ بحرف النون، كما هو اسم الكاتبة نادية. وبين هاته الحكايات واحدة فيها قصة لنادية الكوكباني عنوانها «ألعاب نارية لاحتفال فض البكارة» وموضوعها الزواج المبكر. وهكذا ضمّت الرواية قصة للكاتبة سبق أن نشرتها. وسيتكرر حضور الكاتبة في حكاية العقيلة المثقفة والكاتبة التي تُلْفِتُ إلى أن معظم مثقفاتنا مطلقات. وهي تهتك تناقضات الذكورة في مثال الروائي الشهير والناقد المهم الذي ينقد زوج روائية لأنه يسمح لها بالنشر. وإذ تشخص هذه العقيلة التناقض الدنيء في سلوك المثقفين مع المرأة، وعفونتهم، فهي تتمنى لو تجد رجلاً غير مثقف بعدما طلقت زوجها المثقف. وتتذكر هذه العقيلة جواب نادية الكوكباني للسؤال عما إذا كانت روايتها الأولى «حب ليس إلا» سيرة ذاتية فأجابت إنها لم تكتب سيرة، كما لا تكتب من فراغ «فلي تجربة أعتز بها». وتتابع العقيلة متسائلة عن النهاية المفتوحة لرواية «حب ليس إلا»، وعن كون البطلة خانعة وخالية من العيوب. وتذهب هذه العقيلة إلى أن ما لم تقله نادية قد تركته لقارئ يعجبها تلصصه، فالكل يقرأ ويتلصص ويسمــح لنفسه بمحاكمة الرواية. وكانت روضــــة قــــد سبقت إلى السؤال عن سر اعتبار المجتمع لما تكتبه المرأة جزءاً من حياتها، وعما يقال من أن كتابة المرأة هي نشر غسيل.

كانت روضة تحكي لأمها ما تعيد صوغه من مفكرة جود، أي ما تكتبه من رواية «عقيلات». وقد رأى والدها المسودة، وحكم بأنه لن يسمح لاسم ابنته أن يتصدر غلاف رواية فيها حكايات فاضحة. وبدلاً من ذلك طلب منها أن تعينه في كتابة مذكراته بأسلوبها المميز، وأسوةً بباقي زملائه من قادة الثورة. وهكذا تنبني رواية نادية الكوكباني «عقيلات» من مفكرة جود التي تحمل العنوان نفسه، ومن الصياغة الأدبية الروائية التي أنجزتها روضة لمفكرة جود، وكذلك من سيرة جود، وسيرة روضة، وبما يشتبك مع سيرة نادية الكوكباني. وفي السيرة النصية التي تتخلل ذلك تناقش روضة صديقتها بما تضيفه إلى المفكرة من تخييلها الذي تجده ضرورياً لاستكمال بنية الرواية. وتعلن روضة - مفسحة لعلم النفس - أنها أخرجت فيما آلت إليه مفكرة جود، أي فيما صار رواية «عقيلات» كل ما كان سيدمرها، وقد جعلتها عقيلاتها المختلفات تفكر في شكل آخر. ومثل هذه الفسحة لعلم النفس هي الفسحة التي تقرن بين الوالدة أن تتوقف روضة عن كتابة الرواية، وبين طلب ما كتبت لها ابنتها سارة بعدما قرأت الرواية «أنا فخورة بك». وفي الآن نفسه نرى سارة ذات الأسلوب المميز ترفض نشر ما تكتبه، حتى باسم مستعار، إيثاراً للسلامة من شر والدها.

ظلامات لا تفرق بين طالبة واستاذة

هكذا تتنضدد «عقيلات» نادية الكوكباني في مستويات عدة، ومن شبكة واسعة من الحكايات والشخصيات النسائية، وعلى نحو يصدق فيه الإعلان المبكر عن نشدان الرواية للرسالة، أي في هتك الظلامات التي لا تفتأ تنزل بالمرأة المثقفة بخاصة في اليمن، مما يخاطب الفضاء العربي برمته، ومن دون أن تفرق الظلامات بين طالبة وأستاذة جامعية وكاتبة، وبما يتقاطع بالطبع مع ما ينزل بالمرأة بعامة. ولا غرو إذاً أن يكون لإحدى العقيلات (ن. س) حكمتها: «لا يوجد امرأة خائنة! هناك امرأة موغلة في لذة البحث عما فقدته، فقط ما فقدته!». ولا غرو أيضاً في أن يرى أخوا روضة القادمان من إيطاليا ذلك «السجن الكبير» في اليمن. بل إن أخاها يوسف يكتب لها عن عالمه المتحضر: «إنه العالم النقيض لعالمكم ولليمن». ولسوف تهيئ روضة أسبابها لزيارة أخويها في إيطاليا، لتتخلص من أبيها وطليقها والمحلل الذي يكمل خطة الأب في إعادتها إلى الطليق، فهل هو الخلاص من جحيم الهنا بالنعيم هناك؟

عن جريدة الحياة

يقدم موقع دارالحياة.كوم، إضافة إلى المحتوى الخاص به الذي ينشر على مدار الساعة، محتوى المطبوعات التي تنتجها« دار الحياة »، بنسخها الإلكترونية، وهي : الصحيفة اليومية « الحياة » الطبعة الدولية على العنوانين الأول أو الثاني، والحياة السعودية الطبعة السعودية، والمجلة الأسبوعية لها. ويضم دارالحياة.كوم أيضاً حاضنة للخدمات الرقمية على العنوان.

دارالحياة.كوم محطة تزود الزوار بالمستجدات والتقارير والتحليلات وبمواد أدبية، من صحافيين ومراسلين من الحياة، ومتعاونين آخرين. ويسعى إلى تأمين التواصل بين القراء وكتاب المطبوعات. كما يؤدي دور الواجهة التي تروج لمحتوى المواقع الثلاثة الأخرى. كذلك، يرعى دارالحياة.كوم مشاريع صحافية مستقلة ويستضيفها.


  سبتمبر.نت، 7 أكتوبر 2011

صحيفة سبتمبر.نت اليمنية

العدد 1454 - التاريخ: الخميس 28 مايو 2009 - الموضوع : ادب و ثقافة رقم الصفحة 7
صحيفة سبتمبر.نت اليمنية - عبدالعزيز المقالح

قراءة أولى في رواية « عقيلات » للدكتورة نادية الكوكباني

بعد ان اكملت قراءة الرواية الجديدة للمبدعة الدكتورة نادية الكوكباني وجدتني أمسك بالقلم لأكتب انطباعاتي السريعة عنها قبل أن تبددها مشاغل الحياة اليومية والانصراف إلى قراءات وكتابات أخرى.

وفي البدء لا أخفي اعجابي بما تتمتع به الدكتورة نادية من موهبة عالية ومن قدرة على فك الاشتباك بين ماهو علمي وماهو أدبي، بين الهندسة والابداع، وان كان هناك رابط وثيق بين الاتجاهين يتمثل في الموهبة القادرة على التحكم الدقيق في ذلك التضاد، والذي ربما بفضله وعبره تنشأ حالة الفاعلية الجدلية المنتجة لدى هذه المبدعة وأمثالها ممن يشتغلون في حقل العلوم بنجاح باهر ويمارسون الكتابة الأدبية باقتدار، وهم كثر في العالم عامة وفي أقطارنا العربية خاصة، ولهم وجودهم العلمي وأثرهم في أكثر من اتجاه أو نوع أدبي.

«عقيلات» هو العنوان الذي اختارته نادية ليكون عتبة الدخول إلى روايتها الثانية، وهو عنوان لا تخفى دلالته المزودجة، فـ«عقيلات» بمعنى متزوجات أو معتقلات، ولا فرق كبير بين المعنيين القريب والبعيد، الواقعي والرمزي، وخاصة في العالم الثالث حيث المرأة سجينة بيتها أو ظرفها.

ومنذ العنوان تبدأ الإدانة الرمزية -اذا صح انها كذلك- لتتصاعد اكثر فأكثر كلما توغل القارئ في الولوج إلى عالم الرواية، والقارئ في بلادنا يعرف أن نادية دخلت الرواية من باب القصة القصيرة بعد أن اثبتت فيها وجوداً حقيقياً ومتميزاً، وبعد أن خاضت معها مغامرة ابداعية أسهمت في ترسيخ هذا الفن السردي وتجذيره في تربتنا المحلية بمجموعاتها القصصية «زفرة ياسمين 2001»، «دحرجات2002»، «تقشر غيم 2004»، «نصف أنف شفة واحدة 2004».

ودخول نادية إلى عالم الرواية مغامرة شجاعة لا ينقصها الاستعداد ولا امتلاك الشروط الكافية لكتابة هذا الفن، الذي مازال بالنسبة إلينا جديداً رغم البداية الرائدة، ولنادية من تجربتها في دنيا القصة القصيرة ما يؤهلها لكتابة الرواية في أحدث تقنياتها، فهي تمتلك قدرة فائقة على التقاط أحدث التجارب الروائية في الوطن العربي والعالم واستيعاب الجديد والأجد في ايقاع هذا الفن ومتغيراته، كما يتضح ذلك جلياً من خلال روايتها الجديدة، وما توسلته من أساليب هي الأحدث كما سنشير إلى ذلك في السطور الآتية من هذه الانطباعات التي أرجو أن تكون بمثابة الخطوط العريضة لدراسة موسعة.

الفارق كبير بل وشاسع بين رواية نادية الأولى «حب ليس إلا» وهذه الرواية، ولا يكمن الفارق في أسلوب التناول والرؤية الفنية فحسب، وانما في شكل البناء الفني وتكسير معالم الرتابة المألوفة في الرواية التقليدية وارتياد آفاق ابداعية جديدة تقوم على تهشيم كل القواعد المتعارف عليها، واتباع ما يسمى في الكتابة السردية الجديدة ب«التشظي وخلخلة البنية الزمكانية»، والخروج من زمن إلى آخر، ومن مكان إلى مكان جديد، في بناء تجريبي يجمع بين الواقع والتخييل، ويرسم من خلال هذه الخلخلة الفنية سلسلة من الوقائع والأحداث، ونماذج من «العقيلات» أو السيدات اللاتي يتشابهن ويتناقضن في آدائهن الحياتي وفي تعبيرهن الواعي أو اللاواعي عن شؤون الحياة في اطار من المفارقات العجيبة والمثيرة للدهشة والألم.

ربما يقول البعض إن نادية افادت في عملها الروائي هذا من تجربة الروائي صنع الله ابراهيم في المزج بين الحقيقة والخيال، وفي تشخيص مكونات الواقع عبر ما يفرزه من الحكايات اليومية وما يصدر عنه من نصوص ابداعية وبيانات سياسية وصحفية، وهو قول -من وجهة نظري- غير صحيح، ولا يخضع للمقارنة، كما لا يكشف الخصوصية والاختلاف التام في اساليب المعالجة الفنية وطرح الاشكاليات، فقد يكون هناك قدر من التشابه في الجزء الأخير من هذه الرواية، وهو الجزء الذي ضم مجموعة من البيانات والتقارير التي لا قيمة لها فنياً ولا تدخل في صميم العمل الروائي أو تضيف اليه جديداً كما يفعل صنع الله، كما قد يكون هناك ما قد يعتبر تشابهاً وهو ليس كذلك كالتركيز على اللغة الاحتجاجية والتحريضية وهو قاسم مشترك بين معظم الروائيين العرب.

يضاف إلى ذلك أن صنع الله الروائي الكبير والشهير التزم منذ أعماله الروائية الأولى وحتى أحدثها في الصدور مبدأ المباشرة والتقريرية الفنية، وهو لا يعطي كبير اهتمام للجانب الجمالي في كل أعماله العظيمة، وعلى العكس من ذلك نادية الكوكباني التي تؤسس أعمالها سواءً منها القصصية أو الروائية على قدر كبير من التخييل وجمالية التعبير.

وما كنت لأتعرض لهذا الموضوع الجانبي لولا أنني سمعت احدهم يتباهى بأنه اكتشف أن نادية تمضي على طريق صنع الله إبراهيم، مدللاً على ذلك بما ورد في الجزء الأخير من الرواية من بيانات سياسية مباشرة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالنص الروائي، وهو جزء مقحم لا يغني موضوع الرواية ولا يدخل في صميم رؤيتها كما يفعل صنع الله في اقتباساته الموظفة فنياً توظيفاً جيداً.

«عقيلات» رواية أو مجموعة روايات في رواية واحدة يجمعها خيط متين من تجليات معاناة المرأة، بل من عذابها المنقطع النظير، ومن أشواقها المستقبلية الغائمة إلى حياة جديدة تنعم خلالها وتمارس وجودها كإنسانة لها ما لبقية النساء في العالم من حقوق، وعليها ما عليهن من واجبات.

وليس صحيحاً ما حاولت نادية أن توهمنا به على لسان الرواية من أن عملها الروائي الجميل هذا ليس إلا رصداً سردياً لمآسي بعض العقيلات وتسجيلاً لمكايدتهن أو كما تقول : «ما عليَّ إلا أن اجتهد وأبحث عن اسلوبي الخاص في سرد حكايا هؤلاء العقيلات ما دام اسمي سيظهر على غلاف الرواية..!».. مرور صورة كهذه في مخيلتي للرواية مزينة باسمي كروائية جعلتني اشعر بنشوة حلقت بي في عالم جديد، مثير ومحفز في استخراج ما في اعماق نساء الكون من اسرار وخبايا.

تذكرت ابنتي سارة وأسلوبها المميز في الكتابة ورفضها الدائم لنشر ما تكتبه حتى ولو باسم مستعار تفادياً لاي مشاكل قد تحدث، فيما لو عرف والدها انها تكتب قصصاً وتنشرها أيضاً.. والدها الذي كان يتحدث معي عن النساء العاملات معه في شركاته كأنهن «بغايا» وكأن خروجهن للعمل بهدف تحريض الرجال على ملاطفتهن أو الزواج منهن، أو انشاء علاقة حب معهن..».

أخيراً لست بحاجة إلى تضمين قراءتي القصيرة هذه دعوة إلى صاحبة هذا العمل الابداعي الجميل والعميق، أن تواظب على كتابة هذا الجنس الأدبي، أعني الرواية، بعد أن قطعت شوطاً طويلاً مع القصة القصيرة، وصار عليها أن تشق هذا الدرب الوعر بكل ما اكتسبته عبر السنوات الماضية من خبرة ومهارة وحب للابداع والمغامرة.

عن موقع صحيفة سبتمبر.نت اليمنية


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)