يحضر الكاتب المصري نجيب محفوظ كأحد الاستثناءات العربية في تواصل الاهتمام بأدبه وهو ما يشهد عليه تراكم المؤلفات حوله من سنوات تتالي إصداراته الأدبية إلى أيامنا.
مؤخراً، صدر عن دار “أكتب” كتاب بعنوان “عطر نجيب محفوظ... قطوف من بستان السرد” للباحث والقاص صلاح عساف، وهو عمل يهدف إلى تفسير أسباب تجدّد الاهتمام بأدب نجيب محفوظ.
يقول عساف في مقدمة كتابه: “يبدو أنه من العسير الكتابة عن نجيب محفوظ أو محاولة تقديمه بشكل جديد للقارئ، إذ يخيّل للمرء أنه ما من جديد يمكن إضافته إلى التراث التحليلي والنقدي أو الشخصي عنه، باعتباره الروائي الأكثر تناولًا نقديًا وبحثيًا بين الروائيين العرب جميعًا، بما يوصف به إنتاجه الأدبي من غزارة وقدرة مستمرة على إدهاش القارئ”.
ويضيف: “ومع ذلك كم نحن بحاجة مستمرة لإعادة قراءة هذا النتاج العظيم بوعي جديد لاكتشاف المزيد من كنوزه ومخبوءاته ونبوءاته وأطروحاته العميقة وتحليلاته عما لا نعرفه عن أنفسنا وعن مجتمعنا، بقدرته الخلَّاقة على التأثير والحضور وعبور الزمن، ولعل هذا الكتاب ذا الصبغة الفهرسية يسهم في تيسير مثل هذه القراءة سيما أمام أجيال جديدة من قُراء الأدب العربي”.
يؤكّد الكتاب أن مسيرة نجيب محفوظ تشهد على قدرة هذا الأخير على مسايرة ومراودة الزمن في أحواله وتقلباته، وقد ظهر ذلك على مستوى تطوير الأشكال السردية من “عبث الأقدار” إلى “أحلام فترة النقاهة”.