الكويتي سعود السنعوسي يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2013

, بقلم محمد بكري


 "ساق البامبو" رواية الهوية المنفصمة والتغريب الميلودرامي


جريدة الحياة


الخميس ٢٥ أبريل/نيسان ٢٠١٣
جريدة الحياة
أبو ظبي - عبده وازن


خطف الكاتب والصحافي الكويتي الشاب سعود السنعوسي بروايته «ساق البامبو» جائزة «البوكر» العربية للسنة 2013 وحسم «السباق» الذي جرى بقوة هذه السنة بين اللائحتين، الطويلة والقصيرة، والروايات المئة والثلاثين التي تقدمت الى المسابقة، متخطياً أسماء روائية طليعية بعضها مكرس، عربياً وعالمياً، مثل الياس خوري وواسيني الأعرج وإبراهيم نصرالله وسواهم. وبدا فوزه مساء أول من أمس مفاجئاً بعدما كان متوقعاً أن يحوز الجائزة الكاتب المصري إبراهيم عيسى عن روايته «مولانا»، لا سيما بعد الكلام الذي شاع عن إصرار رئيس لجنة التحكيم، الباحث المصري جلال أمين على تزكيتها للمرتبة الأولى. وقيل إن الحملة الإعلامية التي واجهت موقف جلال أمين هي التي دفعت اللجنة الى اختيار رواية «ساق البامبو» التي غدت هي الأقرب الى معايير لجنة التحكيم التي مالت الى الواقعية الروائية و «الراهنية» وإلى ضرورة معالجة القضايا التي يعانيها العالم العربي.

لم تبرر لجنة التحكيم اختيارها «ساق البامبو» تماماً ولم تصدر بياناً حولها مكتفية بشهادة مختصرة وعامة مفادها أن الرواية «محكمة البناء وتتميز بالقوة والعمق وتطرح سؤال الهوية في مجتمعات الخليج العربي». أما جلال أمين فبدا من خلال الكلمة التي ألقاها في حفلة الجائزة التي ترعاها هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، على قدر من الارتباك ولم تحمل كلمته ما يكفي من العمق والشرح.

كان فوز «ساق البامبو» مفاجئاً حقاً، بعضهم توقّع فوز رواية العراقي سنان انطون «يا مريم»، وبعضٌ آخر كان يضمن فوز رواية «مولانا». حتى الكاتب الكويتي بدا منفعلاً عندما صعد الخشبة وسرعان ما أهدى فوزه الى وطنه الكويت. فروايته كويتية بامتياز والمشكلة التي تعالجها كويتية مثلما هي خليجية، في كونها تقارب قضية «العمالة» الآسيوية والمعاناة التي يكابدها العمال الآسيويون في الخليج والعالم العربي، إنسانياً وعرقياً وطبقياً، عطفاً على تطرقه الى قضية «البدون» أي قضية المواطنين الكويتيين الذين لا يملكون هوية.

ولئن نجح الكاتب في إبراز حال الانفصام التي يعيشها بطله الراوي متمثلة في انتمائه المزدوج، الكويتي (الأب) والفيليبيني(الأم)، وفي الاسمين اللذين يحملهما(عيسى- خوزيه)، فهو لم يتمكن من تجاوز الفخ الدرامي الذي كاد يقترب من الميلودرامية، وكذلك شرْك التغريب، المتجلّي في الجزء الفيليبيني من الرواية. واللافت هو اقتراب الرواية من جو الدراما المكسيكية المنتشرة عربياً عبر الفضائيات، وهي قائمة في غالبها على الانفصام والثنائية الشخصية والهوية الضائعة. وما يجدر ذكره أنّ قضية العمالة الآسيوية في الخليج كانت ولا تزال مادة سرديّة رائجة في القصة والرواية الخليجيتين، وهي تكاد تستهلك من شدّة ما كتب فيها وعنها. والأسماء كثيرة سواء في السعودية أم في الكويت أو الإمارات التي كانت قضية «العمالة» الآسيوية من حوافز حركتها القصصية في الثمانينات من القرن المنصرم. أما قضية «البدون» فبرزت في أعمال قصصية وروائية كويتية مهمة، من أبرزها رواية اسماعيل فهد اسماعيل الأخيرة.

إلاّ أن رواية «ساق البامبو» تظل فريدة بجوها السرديّ ولغتها المبسّطة وسلاستها، وبطابعها «الشعبي» الراقي. وسعى الكاتب أساساً الى الابتعاد عن الاصطناع الروائي والتركيب والتعقيد والتحليل، مؤْثِراً البساطة التي لا تخلو من عمق، والاقتراب من الذائقة العامة من غير أن يُهمل النخبة. والرواية هي الثانية له بعد رواية «سجين المرايا» التي فازت بجائزة الكاتبة الكويتية ليلى العثمان العام 2010. وقال أحد الناشرين من قبيل المزاح: لو تقدمت ليلى العثمان الى جائزة «البوكر» لما فازت بها، والقصد الإشارة الى إقصاء أسماء روائيين كبار كانوا أُبعدوا عن اللائحة القصيرة، وإلى أن «البوكر» العربية أصبحت جائزة للروائيين الشباب.

عن موقع جريدة الحياة


“الحياة” صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.

منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.



 رواية “ساق المامبو” لسعود السنعوسي تفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية


24-04-2013
جريدة القدس العربي
أبوظبي من فاطمة عطفة


جريدة القدس العربي


فازت رواية ‘ساق البامبو’ لسعود السنعوسي بالجائزة العالمية للرواية العربية في عامها السادس هذا.
أعلن ذلك في أبوظبي مساء أمس (الثلاثاء) رئيس هيئة التحكيم لهذا العام الكاتب والأكاديمي المصري جلال أمين، وتبلغ قيمة الجائزة خمسين ألف دولار، كما تضمن للفائز ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى زيادة المبيعات وانتشار اسمه عالميا. والرواية الفائزة تحكي قصة شاب (عيسى) منحدر من أب كويتي وأم فلبينية، وقد عالج المؤلف موضوعه بجرأة، وخاصة أنه يعبر عن ظاهرة العمالة الأجنبية في الخليج العربي.

كانت جوزفين قد جاءت للعمل في الكويت كخادمة تاركة دراستها وعائلتها، وهناك في منزل العائلة التي تعمل لديها، تتعرف إلى راشد وهو وحيد والديه عيسى وغنيمة، وهو شاب مدلل يعيش في كنف والديه، وبعد قصة حب يقرر راشد الزواج سرا من جوزفين، ولكنها تحمل بوليدها خوزيه ويتخلى راشد عن الابن الذي لم يبلغ الشهر الثاني من عمره، ويرسله إلى بلاد أمه. وفي الفلبين يعاني الطفل الفقر وصعوبة الحياة ويحلم دائما بالعودة إلى بلاد أبيه، متأثرا بالصورة الجميلة التي زرعتها الأم في نفسه. ويعود للعيش مع أبيه بعد أن يبلغ الثامنة عشرة من عمره. ومن هنا تبدأ الرواية ‘ساق البامبو’ وهو عمل روائي جريء، يقترب بموضوعية من ظاهرة العمالة الأجنبية في البلدان العربية، ويطرح سؤال الهوية من خلال رصد حياة شاب ولد لأبوين مختلفين في المنشأ والانتماء.

وبعد عودة عيس إلى الكويت، موطن أبيه يواجه وضعا صعبا، حيث يجد نفسه في البلد الأسطوري الذي كانت أمه تحكي له عنه وإنما يجد نفسه ممزقا بين الأواصر البيولوجية الطبيعية التي تربطه بأسرة أبيه من ناحية وبين عصبيات المجتمع العربي التقليدي الذي لا يستطيع قبول فكرة زواج عربي من فلبينية ولا يعترف بالذرية الناتجة عنه. وهكذا تطرح الرواية سؤال الهوية بجرأة وقسوة في مجتمعات الخليج العربي الحديثة.

وقال جلال أمين: إن رواية ‘ساق البامبو’ اختيرت باعتبارها الأفضل من بين الأعمال الروائية المنشورة خلال الاثني عشر شهرا الماضية، وقد تم اختيارها من بين 133 رواية تقدمت للتنافس على الجائزة من كل أنحاء العالم العربي’. وأضاف متحدثا بالنيابة عن هيئة التحكيم: ‘إن أعضاء لجنة التحكيم يشعرون بالسعادة البالغة لفوز ‘ساق البامبو’ بالجائزة، وجميعهم متفقون على تميز هذه الرواية فنيا، إلى جانب جرأة محتواها الاجتماعي والإنساني.’

وبالإضافة إلى الفائز، تم أيضا في الاحتفال تكريم الروائيين الخمسة الآخرين الذين وصلوا إلى قائمة الست روايات النهائية. ويذكر أن كلا من الكتاب الستة، بمن فيهم الفائز، ينال مبلغ عشرة آلاف دولار.

وكانت هذه الأسماء الستة للقائمة القصيرة قد أعلنت في شهر يناير الماضي في تونس على يد هيئة تحكيم متميزة من الأكاديميين والشخصيات الثقافية، والتي تتكون من كل من جلال أمين رئيسا، والناقد والأكاديمي اللبناني صبحي البستاني، وعلي فرزات رئيس اتحاد رسامي الكاريكاتير العرب وصاحب ورئيس تحرير الجريدة السورية اليومية المستقلة ‘الدومري’، والأكاديمية البولندية باربرا ميخالك بيكولسكا أستاذة الأدب العربي – بكلية الآداب بالجامعة الياغولانية في كراكوف، وزاهية إسماعيل صالحي، أستاذة الأدب العربي ودراسة النوع بجامعة مانشستر.

وجدير بالذكر أن الجائزة تحظى بدعم ‘مؤسسة جائزة بوكر’ في لندن وتمولها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويمثل هذا العام السنة الأولى لاضطلاع الهيئة بدورها الجديد كممول للجائزة.

والفائز بالجائزة سعود السنعوسي روائي وصحفي كويتي من مواليد عام1981 نشر نصوصه في عدد من الصحف والمجلات الكويتية، ويعمل حاليا كاتبا في جريدة القبس وقد صدرت روايته الأولى ‘سجين المرايا’ في العام الماضي وفازت بجائزة ليلى العثمان لإبداع الشباب في القصة والرواية في دورتها الرابعة في العام نفسه، كما حاز على المركز الأول في مسابقة ‘قصص على الهواء’ التي تنظمها مجلة العربي بالتعاون مع إذاعة البي بي سي العربية، وذلك عن قصة ’البونساي والرجل العجوز′ في 2011.

عن موقع جريدة القدس العربي

 المقال في جريدة القدس العربي بالـ pdf


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)