جائزة غوته إلى أدونيس أهم شاعر عربي في عصرنا

, بقلم محمد بكري

جريدة النهار اللبنانية

أعلنت معهد غوته في 24 أيار/مايو 2011 حصول أدونيس على جائزته المرموقة بعدما اعتبرته لجنة التحكيم “اهم شاعر عربي في عصرنا”.

في حيثيات منحها الجائزة رأت اللجنة ان أدونيس نجح في نقل منجزات الحداثة الاوروبية الى الثقافة العربية. وأكدت اللجنة ان الجائزة تمنح لادونيس لموهبته الشعرية الفائقة وتوجهه الكوزموبوليتي ومساهمته في الادب العالمي.

وأدونيس – المرشح منذ سنوات طويلة لنيل جائزة نوبل – سيتسلم جائزة غوته في الثامن والعشرين من آب المقبل، يوم ميلاد الشاعر الكبير غوته. وتمنح الجائزة التي تبلغ قيمتها المادية 50 الف اورو كل ثلاثة اعوام، ويقام حفل التكريم في فرانكفورت، مسقط رأس يوهان فولفغانغ فون غوته. ومن الحاصلين على الجائزة في السنين السابقة الشاعر اللبناني فؤاد رفقه الذي توفي خلال الشهر الجاري.

“هذا خبر يسعدني كثيراً”، يقول الشاعر المغربي حسن نجمي في الحوار الذي أجرته معه اذاعة “دويتشه فيله”، ويضيف: “هذه الالتفاتة الالمانية الباذخة لادونيس وشعره وشاعريته تؤكد القيمة المشتركة والافق المشترك اللذين يجمعان بين شاعر الماني كبير وعظيم وخالد بحجم غوته وقيمته ومكانة شاعر عربي كبير بحجم ادونيس”. ويؤكد شاعر “حياة صغيرة” ان ادونيس يستحق جائزة نوبل للآداب، معتبرا ان جائزة غوته تؤكد استحقاقه نوبل ايضا.

ويعتبر نجمي ان هذه الجائزة تكريم للشعر العربي وللأدب العربي كله، مؤكدا ان “الجائزة تشرّف ادونيس، ولكن أدونيس – دون مبالغة او اسراف – يشرّف هذه الجائزة”، مشيرا الى “انجاز ادونيس الشعري وخطابه النظري والمعرفي” في الثقافة العربية. ويضيف شاعر “حياة صغيرة” ان “ادونيس بكل المقاييس والمعايير خدم الشعرية الانسانية، وهو لم ينجز فقط قصيدة عربية انسانية حديثة بل استطاع ان يخلق لها قارئها الجديد” بعد هيمنة “القراءة القديمة الكلاسيكية”.

استطاع ادونيس “تثوير بنية الشعر العربي وتطويرها”، مثلما يرى الشاعر المغربي، كما انه تمكن “بخطابه ومقالاته وكتبه الفكرية والنظرية ومحاضراته ان”يخلق هذا القارئ الجديد" للشعر الحديث في العالم العربي. ويعتبر مؤلف “جيرترود” ان هذه الجائزة تعطي اشارة الى ان “آفاق ادونيس تلتقي مع الشاعر الالماني العظيم غوته” الذي كان منفتحا على الثقافة العربية والاسلامية انفتاحاً كبيراً كما يتجلى في ديوانه الشهير “ديوان الشرق والغرب”.

الإفلات من" القدر العربي"

وأكد الشاعر المصري عبد المنعم رمضان استحقاق ادونيس لجائزة نوبل “التي تأخرت عليه كثيراً”، معتبرا ان العرب “وبسبب عدم قدرتهم في الخروج من عصورهم الوسطى وبسبب الاستعمار الذي طال أمده، وبسبب الصراع العربي - الاسرائيلي، لكل هذه الاسباب منح العرب القيمة اغلب الوقت للشعراء الذين يعبرون عن تلك الهموم السياسية حتى لو كانت قيمتهم الفنية اقل بكثير”. ويعتبر صاحب “الحلم ظل الوقت” ان “الشاعر الرؤيوي ادونيس ظُلم” بسبب تلك الظروف العربية اولا، وظُلم لانه يكتب بالعربية، والعربية ليس لها حضور قوي في الثقافة العالمية، “لذلك اهنئ ادونيس لإفلاته من القدر العربي”.

عن جريدة النهار اللبنانية


النهار هي صحيفة لبنانية سياسية مستقلّة رائدة. وقد صدر العدد الأوّل في 4 أغسطس/آب 1933 في أربع صفحات. بدأت الصحيفة التي كان عدد موظّفيها خمسة بينهم المؤسّس جبران تويني، مع رأسمال من 50 قطعة ذهبية جُمِعَت من الأصدقاء، وكانت تُوزِّع 500 نسخة فقط. ولاحقاً تولّى ابن جبران، غسان تويني، وحفيده الذي يحمل الاسم نفسه، جبران تويني، رئاسة التحرير والنشر. حالياً تشغل نايلة تويني منصب رئيسة التحرير ورئيسة مجلس الإدارة.


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)