ماذا يعني ان يلغي كورونا مهرجان كان السينمائي الذي كان من المفترض أن يعقد من 12 إلى 23 مايو 2020 ؟

ما إن مرت أسابيع عدة على بداية تفشي وباء كورونا في جميع أنحاء العالم، حتى بدا واضحاً أن عالم الثقافة والفنّ سيدفع الثمن غالياً بسبب هذه الكارثة. لم تبق أوروبا، على الرغم من ضخامة إمكاناتها، خارج دائرة هذا “الانكماش” للحياة الثقافية التي أصبحت شبه معدومة طوال الأسابيع الماضية في ظلّ إقفال صالات السينما والمسارح وقاعات الأوبرا والموسيقى. التظاهرات الثقافية والفنية والسينمائية التي لا يمكن أن تحدث من دون جمهور، كانت الضحية الأولى لإجراءات الغلق المشددة التي بدأت تفك بشكل تدريجي كي تعود الحياة إلى طبيعتها. وسط هذا كله، كان مهرجان كانّ طوال الأسابيع الماضية أكثر حدث سينمائي وثقافي وفني عالمي تحت الضوء. بقي مصيره مجهولاً لفترة، في مهب رياح كورونا، لا أحد يعرف ماذا سيحل به. عيون السينمائيين وعشّاق السينما والمحترفين والإعلاميين من جميع أنحاء العالم كانت شاخصة في اتجاه ما يعتبر قبلة السينما. حاولت إدارة المهرجان تأجيل دورته الثالثة والسبعين التي كان من المفترض أن تعقد من 12 إلى 23 مايو (أيار)، إلى آخر يونيو (حزيران) ومطلع يوليو (تموز)، إلا أن قرار الدولة القاضي بمنع التجمّعات الثقافية على مدار الصيف كله، جعل إمكان انعقاد هذا المهرجان مستحيلاً. فنهاية يونيو ومطلع يوليو، كانت آخر موعد يمكن تأجيل هذا الحدث الدولي إليه، بعد ذلك، يبدأ موسم السياحة، والعطل. وفي سبتمبر (أيلول)، يقام عادة مهرجان البندقية السينمائي، ولا يمكن إقامة مهرجانين في توقيت واحد.

اليوم، بعد محاولات عديدة لفعل شيء ما بهدف إنقاذ كانّ، وبالتالي إنقاذ الصناعة السينمائية المرتبطة به مباشرة وغير مباشرة، صدر الحكم: الدورة الـ73 لن تُقام، في أي شكل من الأشكال، على الرغم من الجهود المبذولة من جانب مفوضه العام تييري فريمو ورئيسه بيار لسكور، خصوصاً في ظلّ المخاوف من موجة ثانية لكورونا. هناك جهات كثيرة، منها نجوم وشركات إنتاج سينمائية وجسم إعلامي، لن تجازف، لا سيما أن شركات التأمين لا تأخذ على عاتقها أي ضرر ناتج من الإصابة بكورونا...

رابط : مقال هوفيك حبشيان على موقع اندبندت عربية

أخبار أخرى

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)