من يقرأ كُتيّب أمين الريحاني قصتي مع مي يدرك الدور الفعال الذي لعبه أمراء عائلة الجزائري في إنقاذ مي من العصفورية وإعادتها إلى الحرية
قد يبدو الأمر غريباً ومستبعداً، ما علاقة عائلة الجزائري (أحفاد الأمير عبد القادر في بلاد الشام)، لكن من يقرأ كُتيّب أمين الريحاني «قصتي مع مي» الزاخر بالمعلومات، الذي يروي فيه مأساة مي وكيف تخلى عنها أقرب أصدقائها، وهو من ضمنهم، وكتاب الأستاذ غاريوس زيادة «مي زيادة.. شعلة الحرية»، مؤرخ عائلة زيادة الذي كان لي شرف اللقاء به في لبنان، في جونيا، عندما كنت في صدد إنجاز رواية: «مي/ ليالي إيزيس كوبيا»، يدرك الدور الفعال الذي لعبته هذه العائلة في إنقاذ مي من ظلم سلط عليها ولم تجد من وسيلة لرفعه إلا الاستنجاد بعائلة الجزائري التي كانت على علاقة وطيدة بها وتابعتها وهي في العصفورية وفي مستشفى ربيز.
كيف بدأت هذه العلاقة التي انتهت بإخراج مي من سجنها الظالم وسفرها إلى القاهرة؟ طبعاً، لقد شغلت قضية مي زيادة الكثير من المثقفين والملوك والرؤساء، والأطباء، والمفكرين والإعلاميين، والعائلات الشامية العريقة، بالخصوص عندما انفجرت قضيتها في ثلاثينيات القرن الماضي. أرشيف ذلك الزمن يحيلنا إلى حقائق لم تظهر بالشكل الكافي، وظلت طي الكتمان أو أن الاهتمام بها ظل محدوداً. فقد تفطنت عائلة الجزائري في وقت مبكر إلى مأساة مي...