فيلم الباب المفتوح
تدور الأحداث حول ليلى (فاتن حمامة) التي تعيش في أسرةٍ متوسطة، وتحاول أن تثور وتشارك في المظاهرات لكن يكبحها والدها بعنف ويعاقبها بشدة. تقع في حب ابن خالتها لكن سرعان ما تكتشف أنه لا يختلف عن أبيها كثيرًا، فتتركه وتفقد ثقتها في المجتمع. وتقابل فيما بعد صديق أخيها الثوري والمنفتح فتُعجب به، لكن تتعقد الأحداث بسبب الأحداث السياسية والاجتماعية. فتبدأ رحلتها من أجل إيجاد ذاتها بعيدًا عن أفكار المجتمع المناقضة لما تؤمن به.
البلد : مصر
المدة : 115 دقيقة
تاريخ العرض : 7 اكتوبر 1963
تصنيف العمل : دراما
ﺇخراﺝ : هنري بركات
ﺗﺄﻟﻴﻒ : لطيفة الزيات (قصة وسيناريو وحوار)
بطولة : فاتن حمامة - حسن يوسف - شويكار - محمود مرسي - شيرين - ناهد سمير.
لقراءة المزيد على موقع السينما.كوم
مشاهدة فيلم الباب المفتوح
خطأ في التنفيذ plugins/oembed/modeles/oembed.html
الخميس 11 أكتوبر 2018
جريدة الحياة
ابراهيم العريس
«الباب المفتوح» لهنري بركات: عن المرأة وحريتها الحقيقية
غالباً ما يحدث لأهل النقد والتاريخ السينمائيين، حين يريدون التحدث في المحاضرات أو المناسبات المختلفة عن صورة المرأة في السينما العربية، أن يُجملوا، كما فعل كاتب هذه السطور قبل أيام خلال ندوة أقيمت في مدينة سلا المغربية ضمن فعاليات مهرجان سينما المرأة الذي كانت تستضيفه، أفلاماً وأنواعاً سينمائية عربية على سبيل الاختصار. وهكذا دائماً ما يرد اسم فيلم «الباب المفتوح» لهنري بركات عن رواية لطيفة الزيات، إلى جانب أسماء أفلام عدة حققها غالباً صلاح أبو سيف عن روايات، «نسائية» هي الأخرى لإحسان عبدالقدوس مثل «النظارة السوداء» و «الوسادة الخالية» و«أنا حرة». ويقيناً أن الأفلام القدوسية كانت أكثر نجاحاً من «الباب المفتوح»، غير أن هذا الأخير يجب في نهاية الأمر تمييزه لغنى موضوعه وعمق معالجته قضية المرأة ثم لتقدمية طروحاته مقارنة بـ «وجودية» طروحات الأفلام الأخرى. فإذا كانت الأفلام المأخوذة عن روايات عبدالقدوس تبحث عن حرية المرأة المنتمية إلى المجتمع المديني والتواقة إلى التحرر العاطفي بل حتى الجنسي خارج إطار حركية المجتمع الذي أنتجها، لا شك في أن «الباب المفتوح» يعتبر علامة في السينما «النسوية» الحقيقية بعدما كانت الرواية التي سبقت ظهوره بثلاث سنوات علامة في الأدب الباحث عن حرية حقيقية للمرأة ضمن إطار ثورتها على مجتمع يريد تكبيلها وجعل شخصيتها امتداداً لما هو سائد. والحقيقة أن الفارق بين روايات عبدالقدوس ورواية لطيفة الزيات كان هو الفارق الأيديولوجي بين كاتب يحاول «تحرير المرأة» بالمطلق ومن دون مضمون اجتماعي لتحررها - على طريقة فرانسواز ساغان التي قد يجد القارئ وجوهاً عدة لمقارنة أدبها بأدب عبدالقدوس - وكاتبة ملتزمة سياسياً واجتماعياً فهمت من الداخل الأزمة التي تعيشها الأنثى في مجتمع كان ينهض من سباته ليحقق حرية لم يتنبه إلى حتمية أن تكون المرأة شريكاً أساسياً فيها: في صنعها واستثمار مكتسباتها.
طبعاً، من خلال حكاية ليلى الضائعة أولاً على مدى سنوات بين ابن خالة سطحي تقليدي وخطيب يحاول أن يجعل منها مجرد تابعة له في حياته، وحبيب يقودها أخيراً على درب المقاومة، بالمعنيبن الشخصي والسياسي النضالي للكلمة، سعت الكاتبة لطيفة إلى طرح الاختيارات المتاحة لليلى والاختيارات الأكثر عمقاً التي يمكنها هي نفسها أن تسلك دربها غير آبهة بمصالحها المادية كأنثى يجب أن تواصل اعتمادها على الرجل، ولا بمعارضة مجتمع كان لا يزال، حتى في سنوات التوجه التقدمي في مصر نهاية سنوات الخمسين، يسعى إلى تحقيق ذاته ومكتسباته إنما من دون أن يواكب ذلك تقدم حقيقي في قضية المرأة. ولعل المميّز في الفيلم، ولكن من قبله في الرواية، هو ذلك التوازي الذي تعايشه قضية ليلى على مدى سنوات تمتد من النضال ضد الاحتلال الإنكليزي لمصر وصولاً إلى «العدوان الثلاثي» عام 1956، وهو تواز عرفت الزيات كيف ترسمه بحيث وفر تلك الخلفية التاريخية التي تجعل من حكاية ليلى (فاتن حمامة) مساراً اجتماعياً متكاملاً لا سعياً إلى حرية غير محددة بمكان وزمان. ولا ريب في أن هنري بركات عرف إلى حد ما كيف يصور ذلك المسار خالقاً له لغة سينمائية خاصة وإدارة للممثلين أتت لتعوض بعض الشيء على قصور السيناريو (الذي كتبه يوسف عيسى)، عن إدراك الجوهر الحقيقي للموضوع الذي تطرحه الزيات كرواية عن المرأة وخروجها من الشرنقة، ولكن أيضاً كرواية عن خروج المجتمع المصري ذاته من شرنقته في تلك السنوات بالذات تواكباً مع مسيرة ليلى.
ثلاثة أمور أساسية تستوقف المرء في مسيرة هنري بركات السينمائية، أولها علاقته الفنية الطويلة الأمد بسيدة الشاشة المصرية فاتن حمامة التي لعبت الدور الأساسي في أكثر من عشرين فيلماً من أفلامه التي يصل عددها إلى مئة فيلم، وثانيها أنه اعتبر واحداً من أهم السينمائيين العرب الذين عبروا عن قضية المرأة المصرية في شكل خاص، والمرأة في شكل عام، من خلال أفلام أعطت المرأة الدور الرئيسي في حكايتها. أما الأمر الثالث فهو المرارة التي بات يشعر بها خلال الأعوام الأخيرة من حياته، وتحديداً خلال الفترة التي توقف فيها عن الإنتاج، وتواكبت مع حملة شنها عليه صحافيون أخذوا عليه انتماءه الديني وكونه من أصل غير مصري، هو الذي ولد في مصر وعاش فيها وحقق بعض أهم الأفلام التي عبرت عن حياتها وحياة أهلها. وإذا اعتبرنا أن هنري بركات يكاد يتفرد بين المخرجين المصريين بكونه كان الأكثر تعبيراً، في فيلمين في الأقل من أفلامه عن حياة الريف المصري، سيدهشنا ذلك الموقف ويشعرنا بالمرارة التي أحس بها هنري بركات يوم كان على أعتاب شيخوخته، في عمر يقدم فيه لأمثاله كل تكريم كواحد من معالم الحياة الوطنية.
الفيلمان اللذان نعنيهما هنا، هما بالطبع «الحرام» عن رواية يوسف إدريس، و «دعاء الكروان» عن رواية طه حسين. والفيلمان - وليس الأمر مصادفة بالطبع - هما من بطولة فاتن حمامة، ويقفان بقوة - متفاوتة الدلالة في أي حال - إلى جانب المرأة ضد ظلم المجتمع لها، وعدم فهمه دوافعها وتصرفاتها. ولقد قيل دائماً أن هنري بركات الذي رحل عن عالمنا عام 1997 عن عمر يناهز الثالثة والثمانين لو لم يحقق غير «الحرام» و «دعاء الكروان» لكان له في ذلك كل المجد، حيث إن الفيلمين يتم اختيارهما دائماً بين أحسن عشرين فيلماً عربياً، في معظم الاستفتاءات التي تدور حول هذا الأمر.
لكن هنري بركات، لحسن حظ محبي السينما، حقق ما مجموعه 93 فيلماً، حسب أكثر الإحصاءات دقة، على مدى 45 سنة، أي بمعدل فيلمين في العام، وبهذا يبدو الأكثر خصوبة وعطاء بين المخرجين المصريين الذين يتعامل معهم النقد العربي بجدية، ويُصنَّفون ضمن خانة مخرجي الواقعية، ومنهم إلى جانب هنري بركات، يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ وتوفيق صالح، هؤلاء الذين يشكلون التيار الذي مهد لانبعاث السينما العربية الجديدة.
صحيح أن أفلام بركات ليست كلها بالجودة والمكانة التي كان في الإمكان توقعهما منه، لكن الرجل له في رصيده من الأفلام الجيدة، ما يغطي، بالطبع، على أفلامه الأقل جودة، والتي كان يحققها لمجرد كسب العيش، هو الذي كان يقول أن الإخراج السينمائي مهنته الوحيدة التي يعيش منها، لذلك لا يمكنه أن ينتظر دائماً مشروعات جدية ترضي النقاد والنخبة. من هنا، فإن الذي حقق «الحرام» هو الذي حقق «العسكري شبراوي» و «نوارة والوحش» ونحو دزينتين من أفلام لا أهمية لها على الإطلاق. بيد أن تاريخ الفن السينمائي، إذ ينسى تلك «السقطات» سيظل يذكر أفلاماً مثل «الخيط الرفيع» و «الحب الضائع» و «سفر برلك» في لبنان من بطولة فيروز و «شيء في حياتي» وفي شكل خاص، «الباب المفتوح» و «في بيتنا رجل» و «حسن ونعيمة» إلخ... تماماً كما أن تاريخ الأفلام الغنائية سيذكر من بين إنتاجات هنري بركات، أجمل أفلام فريد الأطرش مثل «ماتقولش لحد» و «يوم بلا غد» و «لحن الخلود»، إضافة إلى فيلمي بركات الرئيسيين «الحرام» و «دعاء الكروان» وفيلمين له أقل جودة وإن كانا أثارا الضجة حوله في سنوات نشاطه الأخيرة «أفواه وأرانب» و «ليلة القبض على فاطمة».
ولد هنري بركات في القاهرة عام 1914، وفي القاهرة نفسها، تلقى تعلمه، حيث تخرج بإجازة في الحقوق، لكنه سرعان ما قرر أن يتجه إلى العمل الفني، فكان أول لقاء له مع السينما حين شارك أخاه في إنتاج فيلم «السيد عنتر» من إخراج استيفان روستي وكان ذلك عام 1935. بعد ذلك كانت رحلته إلى باريس، حيث شاهد أكبر عدد ممكن من الأفلام، وعاد منها وقد اقتنع بأن السينما ستكون مهنته، والإخراج تخصصه، لذلك قرر القيام بخطوات ضرورية متتالية فتدرب على التوليف في فيلم «انتصار الشباب» من إخراج أحمد بدرخان، ثم عمل مساعد مخرج مع أحمد جلال وحسين فوزي وأحمد كامل مرسي. وما إن حل عام 1941 حتى بدأ يخوض مغامرة الإخراج بفيلمه الأول «الشريد». ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف عن العمل السينمائي، مقدماً أفلاماً مقتبسة في معظم الأحيان من أعمال أدبية اجتماعية، هو الذي كان فيلمه الأول مقتبساً من قصة لأنطون تشيخوف. ولئن كان بركات بدأ مع «الشريد»، فإنه أنهى حياته السينمائية مع فيلم «تحقيق مع مواطنة» الذي اعتزل بعده العمل السينمائي، إثر خلاف مع منتجه أوقعه هو الآخر في مرارة، ظلت ترافقه حتى أيامه الأخيرة. ونذكر أخيراً أن بركات حقق عدداً من أفلامه في لبنان، منها فيلمان من بطولة فيروز.
إبراهيم العريس
جريدة الحياة
“الحياة” صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.
منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.
اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.
تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.
باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.