مسرحية هيلانة الجميلة ترجمة رفاعة الطهطاوي

, بقلم محمد بكري


جريدة الحياة


الأحد، ١١ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٥
جريدة الحياة
القاهرة - خالد بيومي


«هيلانة الجميلة»... أول مسرحية يترجمها رفاعة الطهطاوي


مسرحية «هيلانة الجميلة» تعد أول نص مسرحي يترجم وينشر باللغة العربية في مصر عام 1868 وقد أنجز ترجمته الشيخ رفاعة الطهطاوي (1801- 1873). اكتشف النص سيد علي إسماعيل؛ أستاذ النقد المسرحي في جامعة حلوان، وأصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب. وأطلق إسماعيل على الطهطاوي لقب «رائد الترجمة المسرحية في مصر» لأنه ترجم كتاباً مسرحياً يشتمل على موضوع مسرحي عام 1833. وترجم الطهطاوي النص بتكليف من الخديوي إسماعيل وعرضت المسرحية في مناسبة الاحتفال بعيد جلوس الخديوي على العرش في 17 كانون الثاني (يناير) 1869، وافتتاح أول مسرح رسمي في منطقة الأزبكية في القاهرة.

والمعروف أن «هيلانة الجميلة» كتبها الفرنسيان هنري ميلهاك ولدفوك هاليفري العام 1864، ولحنها الموسيقار جاك أوفنباخ (1819 - 1880). تقع المسرحية في 86 صفحة من القطع الصغير، وتضم ثلاثة فصول. أما أحداثها فتدور في جو أسطوري يوناني حول ربة الجمال (الزهرة)، التي ترسل رسالة إلى (كلكاس) رئيس كهنة معبد المشتري تأمره فيها بأن يسلم (هيلانة) ملكة أسبرطة إلى (باريس) ابن بريام ملك طروادة؛ لأنها حكمت بحبهما. وبالفعل يحضر باريس ويقع في غرام هيلانة التي بادلته الغرام أثناء غياب زوجها مينيلاس؛ ملك أسبرطة. وعندما يحضر الزوج ويضبط زوجته في أحضان باريس، يفضحهما في حضور جمع من الملوك. ويعيش الزوج في أزمة نفسية ليقينه بحدوث الخيانة من قبل زوجته هيلانة، وزوجته تحاول إقناعه بأن ما حدث حدث في المنام لا في اليقظة.

وعندما تعلم «الزهرة» تقسو على اليونان بأكملها، بأن ترسل إلى أهلها لعنة هروب الزوجات من أزواجهم! فيتدخل الملوك وأنصاف الآلهة والشخصيات الأسطورية أمثال أجاممنون، وأخيل، وأجاش في محاولة إقناع مينيلاس بأن يتنازل عن زوجته لباريس إرضاء للزهرة وإبعاد اللعنة عن شعبه؛ ولكن الزوج تحايل على الأمر بأن أرسل رسالة إلى كبير كهنة معبد الزهرة، يطلب منه الحضور من أجل التفاهم والبحث عن حل آخر يرضي الزهرة. وبالفعل يحضر الكاهن الأعظم في سفينة ضخمة، ويقترح على (مينيلاس) أن يأخذ زوجته (هيلانة) إلى جزيرة نائية تنحر فيها عشرة عجول بيضاء قرباناً للزهرة، باعتبار أن ذلك حل بديل لترضيتها.

ويوافق مينيلاس والشعب اليوناني، وتستقل هيلانة السفينة برفقة الكاهن، الذي ما لبث أن كشف عن حقيقته لمينيلاس وشعبه - بعد أن أبحرت السفينة - بأنه العاشق باريس!

وهنا ثار مينيلاس وشعبه وتوعدوا باريس بأنهم سيذهبون إليه ويهدمون عليه مدينة طروادة، وعند ذلك تنتهي القصة.

عن موقع جريدة الحياة


“الحياة” صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.

منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)