مجلة فاريتي الأميركية : الرقابة تخنق الفيلم العربي

, بقلم محمد بكري


العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977


جريدة العرب
نُشر في 17-05-2016، العدد : 10278، ص(16)
الصفحة : ثقافة
العرب - كان (خاص) - أمير العمري


مجلة “فاريتي” : الرقابة تخنق الفيلم العربي والمخرجون يلوذون بالكوميديا


خصصت مجلة “فاريتي” الأميركية المتخصصة في شؤون صناعة السينما في العالم، ملفا خاصا عن السينما في العالم العربي، بمناسبة انعقاد مهرجان كان السينمائي.

تضمن ملف أجرته مجلة “فاريتي” الأميركية المتخصصة في شؤون صناعة السينما في العالم، تحقيقا عن طموحات السينمائيين العرب لتحقيق مشاريع أفلام أكثر طموحا، يمكنها الوصول إلى الجمهور العريض على الساحتين المحلية والعالمية، والخروج من النطاق المحدود الذي انحصرت فيه أفلامهم الفنية التي تتميز بالبحث عن أساليب غير تقليدية للفيلم العربي.

ويقول المنتج الفرنسي إريك لاغيس مدير شركة “بيراميدز” الفرنسية، وهو الطرف الإنتاجي الرئيسي في إنتاج الفيلم المصري “اشتباك” لمحمد دياب، إن السينمائيين العرب باتوا على قناعة بضرورة التوجه نحو قطاعات أوسع من خلال أفلامهم الجديدة. ويضيف أن فيلم “اشتباك” رغم دراميّته العالية، إلاّ أنه يتميز أيضا بوجود لحظات مرحة في سياقه.

يسوق المقال أمثلة على التوجه الجديد للسينمائيين العرب للخروج من معطف أفلام النخبة بفيلم “وهلاّ لوين” للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، والفيلم الفلسطيني “يا طير الطاير” لهاني أبوأسعد، وكلاهما يروي قصة درامية تمتلئ بالمواقف الطريفة، دون أن تغفل النقد الاجتماعي.

تضمن الملف أيضا مقالا رئيسيا كتبه الناقد الأميركي جاي ويسبرغ عن اشتداد قبضة الرقابة في العالم العربي على الأعمال السينمائية والإعلامية بشكل عام في الفترة الأخيرة، وهو يصف الوضع القائم في المنطقة بأنه حالة حرب مشتعلة لا تكاد تخلو منها دولة عربية، وأن الفيلم والتلفزيون أصبحا في مواجهة سلطات أكثر تشددا، تلقى دعما من المؤسسات الدينية الرسمية من أجل فرض المزيد من القيود على حرية التعبير.

يمضي كاتب المقال ليقول إن ما أنتجه “الربيع العربي” يواجه الآن قمعا متزايدا، بعد أن جعل الإعلام الرسمي كلمة الثورة كلمة سيئة السمعة، وأن الكثير من العاملين في مجال الثقافة في مصر أشاروا إلى تعرضهم للمراقبة والمداهمات الأمنية وتفتيش مساكنهم، كما يتساءل الكثير ممن يمتلكون وسائل إعلامية مستقلة عما إذا كان سيمكنهم الاستمرار أو سيرغمون على الإغلاق.

يشكو مخرج فيلم “اشتباك” من أن الثورة كانت قد نجحت في الحصول على الكثير من المكاسب، خاصة في ما يتعلق بزيادة اتساع مساحة حرية التعبير، لكن المفارقة أن النظام الجديد الحالي الذي جاء بعد سقوط الإخوان المسلمين في مصر يلجأ إلى فرض ما عجز الإسلاميون عن فرضه أثناء الفترة التي قضوها في الحكم، بسبب ما واجهوه وقتها من مقاومة شديدة، أما الآن فقد تم فرض المزيد من القيود على الإعلام والتعبير الثقافي، وأن النظام الجديد يحاول أن يثبت للشعب المصري أنه أكثر تشددا في ما يتعلق بالمعايير الدينية من الإسلاميين، لذلك يتعرض الكثير من الأشخاص للقمع والاعتقال.

وعن الدول العربية التي لم تشهد الثورات مثل الجزائر، فيقول الكاتب جاي ويسبرغ إنها أصبحت تتحسب لأيّ نقد للسلطة، وبالتالي فقد أرغمت السلطات الجزائرية مثلا المخرج المرموق مرزاق علواش على العمل في فرنسا، وعندما يصور أفلاما في الجزائر تتعرض هذه الأفلام للمنع من العرض في دور العرض الجزائرية.

وهو ما حصل تقريبا مع هشام لعسري الذي ينتقد الممارسات العلوية التي تخدش على نحو ما سلطة العائلة الملكية الحاكمة فواجه الكثير من التضييق، بينما منعت السلطات فيلم “الزين اللي فيك” لنبيل عيوش الذي يكشف عورات الواقع المغربي واضطرار الكثير من الفتيات تحت وطأة الفقر إلى احتراف الدعارة.

الضغوط لا تأتي فقط من السلطات، بل كما يقول المخرج المصري يسري نصرالله تأتي كذلك من جانب منتجي الأفلام الذين يرفضون إنتاج أفلام تتناول قضايا سياسية شائكة مثل فساد الشرطة أو الجماعات الإسلامية، وهو ما يؤثر على كتاب السيناريو والمخرجين الذين يرغبون في الوصول إلى الجمهور العريض من خلال شركات إنتاج كبيرة رئيسية تعمل في نطاق السوق.

عن موقع جريدة العرب اللندنية

المقال بالـ PDF


العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977

صحيفة العرب© جميع الحقوق محفوظة

يسمح بالاقتباس شريطة الاشارة الى المصدر


مجلة فاريتي (Variety) الأمريكية

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)