جريدة المدن الألكترونيّة
الثلاثاء 05-05-2020
المدن - ميديا
"مملكة الحجاز": حلم الشريف حسين.. ووعود نكثها آل سعود
بث “التلفزيون العربي”، مساء الاثنين، فيلماً وثائقياً من إنتاجه بعنوان “مملكة الحجاز”، ناقش فيه على امتداد ساعة، ملفاً غاب طويلاً عن النوافذ الإعلامية العربية وإن كان حاضراً في أروقة الباحثين في تاريخ الشرق الأوسط ومنطقة الخليج.
ويروي الوثائقي قصة نهاية حكم الهاشميين للحجاز تمهيداً لقيام الدولة السعودية على يد النجدي عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود. وتبدأ السردية في الفيلم بتولي الشريف حسين بن علي حكم الحجاز بتكليف من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني قبل أشهر من إطاحة الأخير. وينتقل الفيلم بعدها إلى اندلاع الثورة العربية الكبرى ضد الحكم العثماني، إبان الحرب العالمية الأولى، على يد الشريف حسين بن علي، الذي رأى فيها نواة لمملكة عربية تمتد في المشرق العربي.
ومن خلال التجول بين وثائق أرشيفية نادرة، كشف الوثائقي الدور البريطاني في إعادة رسم منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً الجزيرة العربية والشام على أنقاض الخلافة العثمانية، حيث انقلب البريطانيون على وعودهم للشريف حسين بن علي بمملكة عربية ممتدة، بعد رفض الأخير مخططاتهم لحدود جديدة، من خلال اتفاق سايكس بيكو، إلى جانب رفضه وعد بلفور بوطن لليهود في فلسطين.
وفي خط مواز، كشف الفيلم عن اتصالات حاكم نجد، عبد العزيز بن سعود، بالحكومة البريطانية في الهند، ما مهد لبناء الثقة بين الطرفين، بعدما رأى البريطانيون في بن سعود حليفاً قوياً مناسباً يتبعه جيش عقائدي تمثل في جماعة “إخوان من طاع الله”. وتتصاعد الأحداث التاريخية وصولاً إلى معركة “تربة” بين عبد العزيز بن سعود، وقوات حاكم الحجاز الشريف حسين بن علي، بقيادة نجله عبد الله. ويروي الفيلم كيف انتصر جيش عبد العزيز و"إخوان من طاع الله" في المعركة المفصلية بعدما انحاز لهم أمير الخرمة الشريف الهاشمي خالد بن لؤي.
إلى ذلك، يروي الوثائقي كيف أن عبد العزيز بن سعود سيطر على الطائف، وتمددت قواته في الجزيرة العربية، إلا أنها امتنعت عن دخول مكة وإسقاط حكم الشريف حسين بن علي، إلى أن قرر الأخير إعلان نفسه خليفة للمسلمين، ما استفز عبد العزيز بن سعود وقرر بناء عليه إسقاط حكم الهاشميين للحجاز. ويصل الوثائقي هنا إلى تفاصيل تنازل الشريف حسين بن علي عن عرش الحجاز، ومن ثم ركوبه البحر إلى ولاية شرق الأردن حيث حكم ابنه عبد الله بن الحسين.
ولعل أهم ما وثقه الفيلم، كان وعود عبد العزيز بن سعود، لأهل الحجاز، بأنه سيدع لهم اختيار من يحكمهم من بينهم، وأنه سيعقد مؤتمراً إسلامياً للإشراف على الحرمين قبل أن ينقلب على تلك الوعود ويبسط سيطرته على الحجاز لتتحول إلى مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها، تمهيداً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية لاحقاً.
ومن بين مؤشرات التغيير الثقافي والديني التي طرأت على الحجاز، بعد سيطرة عبد العزيز بن سعود وجيشه عليه، اختار الفيلم الإضاءة على واقعة تاريخية شهيرة هي واقعة المحمل المصري، التي اعتدت فيها قوات عبد العزيز على قافلة الحجيج المصرية التي تحمل سنوياً كسوة الكعبة في أجواء احتفالية. وجاء الاعتداء حينها بحجة أن الطقس السنوي بدعة، ونوع من الشِّرك. وأدت الواقعة إلى مقتل كثير من الحجيج المصريين وامتناع مصر عن إرسال الحجاج حتى نهاية عهد الملك فؤاد.
ختام الفيلم كان بمشهد مهيب لجنازة الشريف حسين بن علي، قبل أن يدفن في القدس وفق وصيته، بعد نحو خمسة أعوام من سقوط مملكته في الحجاز.
عن موقع جريدة المدن الألكترونيّة
حقوق النشر
محتويات هذه الجريدة محميّة تحت رخصة المشاع الإبداعي ( يسمح بنقل ايّ مادة منشورة على صفحات الجريدة على أن يتم ّ نسبها إلى “جريدة المدن الألكترونيّة” - يـُحظر القيام بأيّ تعديل ، تغيير أو تحوير عند النقل و يحظـّر استخدام ايّ من المواد لأيّة غايات تجارية - ) لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا.