قراءات

ظلال ذابلة، علي بن ساعود (المغرب)، مجموعة قصصية

, بقلم محمد بكري


جريدة الاتحاد الإماراتية


تاريخ النشر: السبت 29 مارس 2014

محمد نجيم (الرباط)


علي بن ساعود ينبش في خبايا الذات المنكسرة


صدر حديثاً للقاص المغربي علي بن ساعود مجموعة قصصية جديدة بعوان «ظلال ذابلة»، وتقع في 120 صفحة من القطع الصغير، وتضم 110 قصص قصيرة جداً.

ويقول القاص المغربي أحمد بوزفور في تقديمه للمجموعة الصادرة عن منشورات دار الأمان في العاصمة المغربية الرباط: «قرأت باستمتاع قصص «ظلال ذابلة». ولم أجدها ذابلة أبداً... بل وجدتها أولاً ظلالاً حية ودالة لحياتنا الاجتماعية والثقافية». ويضيف شيخ القصاصين المغاربة وأحد أبرز رموز القصة: «ووجدتها ثانيا ظلالاً ناقدة لهذه الحياة وساخطة عليها سخط ابن من أمه، أو سخط أب على ابنته: سخط منبعه الحب ومصبه التغيير، ووجدتها ثالثا مكتوبة بحرفية عالية هضمت إنجازات القصة، وعبأتها لخدمة القصة القصيرة جداً، فأعطتنا (القصة) أولاً».

ويحاول القاص علي بن ساعود تبنّي مقولة الفيلسوف الألماني نيتشه الذي يقول: «أطمح لأن أقول في عشر جمل ما يقوله آخرون في كتاب كامل، ومقولة أخرى أكثر عمقاً للكاتب الفرنسي الشهير فيكتور هوغو الذي يقول: «لا تُكثر الإيضاح فتفسد روعة الفن». وكانت هاتان الجملتان عتبة لدخول الكتاب وقصصه.

من خلال قصصه القصيرة جداً، وومضاته السردية، برع القاص علي بن ساعود في خوض غمار التنقيب في خبايا الذات المنكسرة والمهزوزة، واستنبات صور وحالات ومواقف تعكس تشظّي شخوصه وأبطال قصصه، ينقل ملامح وجوههم بكل ما تحمله من علامات الشقاء والبؤس والتيه واللاّجدوى في عالم موغل في السديمية والقلق فبِلُغة قصصية تقوم وفق بناء هندسي رصين ومحكم، يُشيد القاص علي بن ساعود عوالمه آخذاً القارئ إلى حكايات تتوغل به في غابة المجهول والغامض. حكايات تسبح بين الواقع والتخييل والمفارقات الغريبة التي تجمع وتزاوج بين الألم واللذة، بين الضحك والصراخ. بين الفقر والثراء الفاحش.

نقرأ في قصة «فروسية»: يعاكسه الحظ. تتهاوى خيوله تباعا. يسحبها، ينسحب، تدخل الحمير مباهية. تملأ الدنيا. يهتف لها الجمهور. ونقرأ من قصة «وردة»: سعيداً، قطف، وردة. جرى نحوها. قدمها لها، أشاحت عنه. وهو عائد، صدمته سيارة، لاذت بالفرار... ونقرأ من قصة «غابة»: كان الأطفال يرسمون الربيع. تسلّلت بندقية. روعت الطيور والفراشات. وفي قصة «بريد» نقرأ: اختار أن يعيش على الهامش. تاه عنه ساعي البريد. مات من دون عنوان.

عن موقع جريدة الاتحاد الإماراتية


صدر العدد الأول من جريدة الاتحاد في 20 أكتوبر 1969 في فترة شهدت عملا متواصلا من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي حينئذ إذ كان يقوم حينها بجهود مكثفة مع إخوانه حكام الإمارات لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.

ولعل تسمية “الاتحاد” تحمل من الرمزية والمعاني الكبيرة ما يعكس كون جريدة “الاتحاد” لسان حال دولة الإمارات، ليس فقط كمجتمع بل ككيان سياسي مشهود له بالمواقف والتوجهات الموضوعية. ويذكر أن الجريدة بدأت بالصدور بشكل أسبوعي من 12 صفحة ووصل حجم توزيعها إلى 5500 نسخة، كما أنها كانت توزع مجانا للصمود في وجه الصحف المنافسة القادمة من بعض الأقطار العربية الأخرى.

لقراءة المزيد عن جريدة الإتحاد الإماراتية


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)