صورة الصحفي في السينما المصرية العربي للنشر والتوزيع - 2018

, بقلم محمد بكري


جريدة الحياة


الجمعة 14 سبتمبر 2018
جريدة الحياة
القاهرة - محمد عويس


الظهور الأول للصحافي في السينما المصريّة


يتطرق كتاب «صورة الصحافي في السينما - مشاهد صحافية في الأفلام العربية» لساره عبدالعزيز كامل (العربي للنشر والتوزيع)، إلى صورة الصحافي في الأفلام الروائية السينمائية المصرية محاولاً الوقوف على جوانبها الإيجابية والسلبية، ورصد وتوصيف وتفسير عملية التطور التي شهدتها المعالجة الإعلامية عبر وسيلة السينما في موقفها من بعض الشرائح الفاعلة في المجتمع. وذلك كما يقول لما لهذه الشريحة من دور وأهمية باعتبار أفرادها «من قادة الرأي في المجتمع». حيث أن الكتاب يرى علاقة جذب بين الفيلم السينمائي والصحافة أو العمل الإعلامي، «لأن كليهما يركزان في الأساس على الحكاية أو القصة. كما أنهما يهتمان بالأمور نفسها، ومنها: النفس الإنسانية، والطبائع البشرية وما تقع فيه من أخطاء ومشكلات أخلاقية واجتماعية، والمناسبات ولحظات التألق والنجاح. ويفيدنا الكتاب بأن أول ظهور للصحافي في الأفلام الروائية السينمائية المصرية كان في فيلم «ليلى بنت الأغنياء» إنتاج 1946.

ويربط الكتاب بين التطورات التي شهدتها صورة الصحافي في السينما والتحولات السياسية والاجتماعية التي شهدها المجتمع المصري، وتم تحديد الفترة من تموز (يوليو) 1952 حتى نهاية العام 2009 كفترة زمنية لتحليل الأفلام المنتجة خلالها (54 فيلماً عينة الدراسة)، حيث شهدت هذه الفترة تغيرات حادة وحرجة في النظام الاجتماعي والاقتصادي بتحوّل نظام الحكم في الدولة من نظام الملكية الى نظام الحكم الجمهوري، ومن ثمّ اشتراكية الدولة في الفترة من 1956م - 1970م وما تلاها من الرأسمالية في الفترة من 1970م - 1981م، ثم ما شهدته الدولة من الانفتاح الاقتصادي منذ 1981م - 2009م. ويرينا الكتاب كيف واكبت هذه التغيرات تغيرات أخرى انعكست على المجتمع والنسق الثقافي في شكل عام، وعلى رأسها الفنون الدرامية وما تقدمه وصورة المجتمع والمهن والأشخاص.

أما الأفلام عينة الدراسة، فجاءت مبررات اختيارها: أنها تناولت شخصية الصحافي كشخصية محورية تدور حولها وحول طبيعة عملها أحداث الفيلم، وقد تنوع مؤلفو هذه الأفلام بين كتاب صحافيين ومؤلفي أعمال درامية وسينمائيين، ومنها: «مغامرات اسماعيل يس»، «موعد غرام»، «سر طاقية الإخفاء»، وغيرها وصولاً مثلاً الى «اللص والكلاب»، و»المعجزة»، و»الرجل الذي فقد ظله»، و»ثرثرة فوق النيل»، و»عمارة يعقوبيان» وأعمال عدة لافتة أخرى.

ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة: ارتفاع نسبة معالجة الأفلام عينة الدراسة للقضايا السياسية والقضايا المتعلقة بالعمل في مجال الصحافة في الفترات السياسية المختلفة، حيث ظهرت أعلى نسبة لمعالجة الأفلام للقضايا الاجتماعية خلال الفترة من 1981/2009 تلتها الفترة من 1952/1970 ثم الفترة من 1970/1981، وكانت غالبية هذه القضايا هي مساعدة الصحافيين للقراء في حل مشاكلهم الاجتماعية عبر بريد القراء، ولم تظهر معالجة الأفلام للقضايا المتعلقة بالدين سوى في فيلمين فقط وهما: «قاهر الزمن» 1987، و»المرأة التي غلبت الشيطان» 1973. ويلاحظ عدم ظهور معالجة الأفلام القضايا الاقتصادية والقضايا المتعلقة بالأمن القومي سوى من الفترة 1981 - 2009، أما السبب في ظهور القضايا الاقتصادية، فهو استشراء مرحلة الانفتاح الاقتصادي التي شهدتها البلاد في تلك الفترة.

أما بالنسبة الى ظهور الصحافيين المؤيدين للسلطة خلال كل الفترات السياسية، فوصل الى ذروته في الفترة من 1981 - 2009 إنما دون أن يظهر نمط الصحافي الذي يُستخدم كأداة في يد السلطة لنشر أوامرها سوى في هذه الفترة أيضاً في فيلم «ابن عز». كما ظهرت أعلى نسبة للتعاون المشترك بين الصحافيين والسلطة في تلك الفترة أيضاً، وكانت أعلى نسبة ظهور للصحافي المعارض للنظام خلال الفترة من 1952 - 1970، وذلك يرجع الى ما شهدته هذه الفترة من عدم استقرار سياسي ونكسة 1967. وفي ما يتعلق بإيجابية الصورة الإعلامية المقدمة للصحافي في الأفلام الروائية السينمائية المصرية، فقد ظهرت بأعلى نسبة خلال الفترة 1981 -2009، ثم الفترة من 1970/1981، بينما ظهرت الصورة الإعلامية السلبية بنسب متساوية خلال الفترات من 1952/1970، 1981 - 2009.

بينما شهدت الفترة من 1981 - 2009 ارتفاع نسبة ظهور الصحافيين الذين يعانون من صعوبة الوصول الى الحقيقة، وهو ما لا يتفق مع الواقع، خصوصاً لما تمتعت به هذه الفترة من توافر مصادر المعلومات وتنوعها، كما ظهر عائق قلة الدخل الذي عانى منه الصحافيون خلال الفترة من 1952 - 1970 بنسبة أعلى من ظهوره في الفترة من 1981 - 2009، كما ارتفعت نسبة نظرة المجتمع الإيجابية لشخصية الصحافي في السياق الدرامي خلال الفترة من1981 - 2009م، وذلك يرجع إلى أن فترة الثمانينات شهدت ظهور صورة الصحافي المدافع عن حقوق الجمهور والتصدي للفساد في المجتمع الذي يسعى إلى محاربة القيم السلبية في المجتمع ودعم تلك الإيجابية. وتلاها تساوي نسب ظهور الصحافي كشخصية محورية في صورة إيجابية خلال الفترات من 1952 - 1970، ومن 1970 - 1981، في مقابل ارتفاع نسبة النظرة الإيجابية للصحافي كشخصية مساعدة في المجتمع خلال الفترة من 1952 - 1970 عن الفترة 1952 - 1970.

عن موقع جريدة الحياة

جريدة الحياة

“الحياة” صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.

منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)