سليّم الهنائي يتناول الروايات التاريخية التي تضمنتها مصنفات الجاحظ، وكشفت عن رؤيته التاريخية والسياسية، وخاصة رؤيته للدولتين الأموية والعباسية
رؤية الجاحظ جاءت عبر روايات مبثوثة في كتبة المتعددة.
الجاحظ لا يُعدُّ مؤرخاً، إلّا أن ما كتبه وتفرّد به في هذا الجانب يؤكّد الأهمية التاريخية لمصنفاته.
يتناول الدكتور سليّم الهنائي في هذه الدراسة الروايات التاريخية التي تضمنتها مصنفات الجاحظ، وكشفت عن رؤيته التاريخية والسياسية، وخاصة رؤيته للدولتين الأموية والعباسية. وهي رؤية لم تأتِ مباشرة أو واضحة في كتاب بعينه أو رسالة واحدة من رسائله، بل جاءت عبر روايات مبثوثة في كتبة المتعددة. وإذا كان الجاحظ لا يُعدُّ مؤرخاً، إلّا أن ما كتبه وتفرّد به في هذا الجانب يؤكّد الأهمية التاريخية لمصنفاته.
ويعرض كذلك الدور الذي لعبه الجاحظ في إبراز الهوية الثقافية والسياسية العربية والإسلامية من خلال مصنفاته ورسائله؛ فقد لعب دورا مهما في الدفاع عن اللغة العربية وعن العروبة التي اتخذت بعدا ثقافيا وفكريا جديدا. كما تصدى للحركات الفكرية التي تستهدف الإسلام واللغة العربية.
وقد جاءت الدراسة في ثلاثمائة وثماني عشرة صفحة من القطع المتوسط، وصدرت عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن. وكان من أهم النتائج التي خلُصت إليها أن الجاحظ رغم أصله غير العربي قد دافع عن العرب والإسلام تجاه مناهضيهم، وعبّر عن حقيقة أن معايير الانتماء في عصره تغيرت؛ إذ لم يعد النسب هو الأساس بل غدت الثقافة والفكر والولاء هي المعايير السائدة في هذا المجال...