ريم بسيوني تغوص في تاريخ المماليك برخائه وظلمه. رواية “أولاد الناس” الفائزة بجائزة نجيب محفوظ بين سلاسة السرد وسحرالتاريخ

بعض العشق يمكنه أن ينشأ بين الأدب والتاريخ، يمتزجان، ينصهران، يذوب كل منهما في الآخر فيتلاشى الخط الفاصل بين الحقيقة والمتخيل ولا يبقى إلا سحر السرد وروعة البناء... هذا ما يبرز في رواية “أولاد الناس – ثلاثية المماليك” للكاتبة ريم بسيوني الصادرة عن دار “نهضة مصر” في القاهرة والحائزة جائزة نجيب محفوظ للرواية في دورتها الأحدث والتي يمنحها المجلس الأعلى المصري للثقافة سنوياً.

اتخذت الكاتبة من العصر المملوكي (1250-1517) فضاءً زمنياً تدور خلاله الأحداث، التي وشت عبر دقتها -في أكثر من موضع من النسيج- برغبة توثيقية للكاتبة اختلطت بخيالها الخصب فصنعت واقعاً سردياً ينضح بالمعرفة والمتعة والتشويق. وعلى طريقة تشييد العمائر، جاء بناء الرواية من حكايات ثلاث مهدت لها الكاتبة ببداية من الحاضر تخبر عن شروعها في اجتياز الماضي والانطلاق في رحلة آسرة تبدأ بالعقد السادس من حكم المماليك.

تدفَّق السرد في نسق زمني أفقي متتابع، امتد حتى بداية الحكم العثماني 1517م، تخللته بعض القفزات الزمنية، وبعض ومضات الاسترجاع “الفلاش باك”، بينما استمر صوت الراوي في العودة بعد كل حكاية للحظة الحاضر ليذكّر بالزمن الراهن ويمهد للحكاية التالية.

رابط : مقال نشوة أحمد على موقع اندبندت عربية

أخبار أخرى

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)