رحل الشاعر العراقي سعدي يوسف عن عمر يناهز 87 عاماً، بعد الكثير من العطاء والابداع والتجارب والجدل والتمرد والمشاكسة في حياته

رحل الشاعر العراقي سعدي يوسف(87 عاماً)، بعد الكثير من العطاء والابداع والتجارب والجدل والتمرد والمشاكسة في حياته، هذا الشاعر الذي يصعب الإحاطة بتجربته الشعرية الطويلة من خلال مقالة واحدة، ينتمي إلى موجة الشعراء العراقيين والعرب التي برزت في أواسط القرن الماضي، وجاءت مباشرة بعد جيل ما عرف بالشعر الحر، الذي أطلق على رواد تجديد القصيدة العربية من أمثال نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري والبياتي. وبرغم أنه صلة سعدي يوسف كانت “بين بين” بهؤلاء، ولكن حين سُئل الشاعر محمود درويش عن (أهم شاعر عربي). أجاب درويش ان الاهم هو سعدي يوسف. جواب درويش ينم بحسب الشاعر عباس بيضون عن نزاهة وكبر نفس، لكنه ليس ذلك فحسب، انه باعث على التفكير، فليس اعتباطاً أنه قال ذلك ولا تكرماً. يضيف عباس بيضون في فسبكة “شعر سعدي يرشحه لمكانة كهذه. منذ”قصائد مرئية"، وسعدي يواصل تجربة تجعله بين الشعراء العرب، أجدرهم بأن يكون صاحب قصيدة مفردة وعالم شعري خاص... لقد أسس سعدي لحداثة تمنح الشعر، ليس فقط تجربة كاملة، لكن أيضاً تجربة قابلة للذهاب عمقاً ولإيجاد وجهة متوالية. هو أَحد شعرائنا الكبار الذين قادهم الشعر أَو قادوه إلي التمرٌد على تعالي اللغة الشعرية، وإلى تأسيس بلاغة جديدة، ظاهرها الزهْد، وباطنها البحث عن الجوهر"...

في اعتبار محمود درويش سعدي يوسف “أهم شاعر عربي”، وتعليق عباس بيضون عليه، تطرح اشكالية “أفعل التفضيل في الشعر العربي”، فلطالما قرأنا عن اختيارات من هنا وهناك، “أمير الشعراء”، و"شاعر الشعراء"، و"بطريرك الشعراء"، و"كبير الشعراء"، كل مجموعة أو شلة شعرية تختار أيقونة وتعتبرها نبيها الشعري، من أدونيس إلى محمود دوريش مروراً بأنسي الحاج والماغوط، كل زعيم شعري له اتباع وتلامذة... بالطبع أن يقول محمود درويش ان سعدي أهم شاعر عربي، يكون للكلام وقعه، لكن فيه شيء من المبالغة، بحسب عارفي سعدي فهو “من أبرز ومن أهم”، وليس الأهم... هو شاعر التفاصيل اليومية المتشعبة، وصاحب اللغة الرشيقة والنص الشاب، اذ خفف من البلاغة المفرطة في الشعر العربي، ولم يرتكز كثيراً على الاستعارة. ويقول الشاعر البحريني قاسم حداد “سعدي يوسف هذا الشاعر الرقيق، برشاقته التي لا تحتمل. سوف تأسرني دائما قدرته على الانتقال بين الكلمات والجمل والتجارب”... ففي نهاية الستينيات ظهرت الملامح البارزة لأسلوب سعدي الشعري الذي تميّز بدقة الصورة وشفافية المعنى متجنبا الخطابية والأدلجة في موضوعه الشعري. بإصراره شبه اليومي على كتابة الشعر كما يبدو من تواريخ قصائده، ينطلق في شعره من حدث أو من تفصيل يومي...

حقوق النشر

محتويات هذه الجريدة محميّة تحت رخصة المشاع الإبداعي ( يسمح بنقل ايّ مادة منشورة على صفحات الجريدة على أن يتم ّ نسبها إلى “جريدة المدن الألكترونيّة” - يـُحظر القيام بأيّ تعديل ، تغيير أو تحوير عند النقل و يحظـّر استخدام ايّ من المواد لأيّة غايات تجارية - ) لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا.


مقالات ذات صلة :
 وداعًا سعدي يوسف.. خلَّص القصيدة العربية من بلاغتها المفرطة
 سعدي يوسف... سلاماً أيها الولدُ الطليقُ - ملف
 سعدي يوسف... وداعاً زهرة الرمان
 الموت يغيّب الشاعر العراقي سعدي يوسف
 سعدي يوسف.. الشيوعي الأخير.. يترجل عن صهوة القصيدة
 سعدي يوسف.. الشاعر بلا مشيّعين
 رحيل الشاعر العراقي سعدي يوسف
 سعدي يوسف: سيولة التعبير وفطنة القصيدة
 رحيل الشاعر العراقي سعدي يوسف
 وداعاً سعدي يوسف
 مونولوغ سعدي يوسف
 سعدي يوسف... الشيوعي الأخير، سليل أبي ذر ودون كيخوته


رابط : المقال على موقع جريدة المدن الألكترونيّة

أخبار أخرى

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)