“حانة الست”،حانة الأقدار التي عربدت فيها لياليها، تبرز الجانب الخفي لأسطورة أم كلثوم. رواية المصري محمد بركة بين التوثيق والتخييل السردي

تغني أم كلثوم: “حانة الأقدار/ عربدت فيها لياليها/ ودار النور/ والهوى صاحي”. استدرج الشاعر طاهر أبو فاشا جمهور “الست” إلى صورة الحانة وليلها وروادها، مع مسحة ميتافيزيقية لا تخفى.

ومن تلك الأغنية استعار الكاتب المصري محمد بركة عنوان روايته “حانة الست: أم كلثوم تروي قصتها المحجوبة” (دار المثقف - القاهرة). وبكلمات الأغنية ختم النص وحياة الست. وليس أفضل من “الحانة” عنواناً وفضاء متخيلاً، لسرد حكايات تفتح التعتعة أبوابها الموصدة في الواقع. وهو ما يكمله العنوان الشارح والواعد: “تروي قصتها المحجوبة”.

التحدي الأول

أم كلثوم إبراهيم السيد البلتاجي ليست فلاحة عادية، ولا مطربة عابرة، بل تأريخ لمصر والعالم العربي خلال ثلاثة أرباع القرن العشرين. كتب عنها ما لم يكتب عن أحد، ولها أتباع ومريدون، أكثر مما لدى أي فنان آخر.

ومن ثم فإن التحدي الأول للمؤلف يتمثل في سؤال: هل ما زالت لدى “الست” أسرار محجوبة؟ فسبق أن كتب عنها العشرات يوثقون سيرتها منهم نعمات أحمد فؤاد، ومحمود عوض، وسعد الدين وهبة، وفيكتور وسليم سحاب. أيضاً أم كلثوم حاضرة في عشرات الأعمال الإبداعية توثيقاً وتخييلاً، منها رواية “كان صرحاً من خيال” للكاتب اللبناني الأصل سليم نصيب، والتي صدرت بالفرنسية وصدرت ترجمتها إلى العربية عن دار “العين” في القاهرة، حيث ركزت على قصة الحب المزعومة مع أحمد رامي شاعرها ومستشارها الأول.

لعل امتياز “حانة الست” أنها ليست حكاية عنها، بل حكايتها المباشرة على لسانها، كما يتضح من الاستهلال: “لي عنق غليظ، أكثر غلظة مما تظنون. سمرة بشرتي تفاجئ كثيرين من جمهوري حين يطالعون صوري القديمة بعد معالجتها بالألوان. صوتي يقع في المنطقة الوسطى بين الذكورة والأنوثة. هل هذا هو السبب في فرادته الاستثنائية كنسخة وحيدة اكتفى بها الله فلم يكررها حين رآها شيئاً حسناً؟ كفي رجولية ضخمة وأصابعي لم توهب طراوة بناتكم الحسان”...



رابط : مقال شريف صالح على موقع اندبندت عربية

أخبار أخرى

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)