موقع الهيئة العامة للاستعلامات المصري موقع شيق وغني بمواده التي تفتح للزائر أبواب مصر على مصرعيها وتسمح له بالتعرف على مواضيع كثيرة تتعلق بهذا البلد العربي كالسياسة والاقتصاد والسياحة والثقافة والفنون والتاريخ والمجتمع والمرأة. ويستطيع الزائر أن يقرا مواد هذا الموقع باللغات العربية والفرنسية والانكليزية.
وقد اخترنا من هذا الموقع مقال عن الموسيقى والغناء في مصر اعدنا كتابته هنا لأننا صححنا ما جاء فيه من أخطاء مطبعية :
كانت الموسيقى والغناء في حياة المجتمع المصري القديم تشكل اهتماما كبيرا منذ الأسرة الفرعونية الأولى عام 3400 ق.م. تقريباً كما يذكر التاريخ إن الكهنة وكبار رجال الدين والدولة وعلى رأسهم الملك الإله الفرعون كانوا يولون جميعا الموسيقى عناية خاصة لما لها من ارتباط وثيق بالحياة الدينية ودورها الأساسي الذي تشارك به في إقامة الطقوس والعبادات ومصاحبة الترانيم و الصلوات الدينية.
وقد حظيت الموسيقى في حياة الفراعنة بقدر كبير من التكريم حيث أسندت الدولة مسئولية رعاية هذا الفن إلى الكهنة ويعكس ذلك مدى احترام وتقديس المجتمع المصري القديم بكل طبقاته لهذا الفن ومن أبرز السمات الموسيقية داخل قصور الملوك تميزها بالهدوء والرقي كما إن السمة العامة في تشكيل الفرقة الموسيقية غلب عليها الشكل الثنائي.
ومرت الموسيقى العربية بمراحل متعددة وتركت الدراسات الإسلامية المبكرة التي قام بها كل من الكندي والفارابي ثروة من الوثائق التي تحوي نظريات علمية هامة أخذتها عن الحضارات القديمة (الإغريقية و الفارسية) ثم طورت إلى ما يعد الآن أساس الموسيقى العربية.
وفي مطلع القرن التاسع عشر، وبقدوم الحملة الفرنسية، حشد العلماء في كتاب “وصف مصر” بعضاً من الموسيقى التي سجلت في ذلك الوقت بدون نوت موسيقية.
وظهرت محاولات لتقديم موسيقى محلية الطابع في مصر قادها عبده الحامولي ومحمد عثمان حتى نهاية القرن.
ومع مستهل القرن العشرين بدأت كتابة الموسيقى، وظهر المسرح الغنائي برعاية الشيخ سلامة حجازي الذي كان يقدم المسرح العالمي معرباً ويطعمه بالقصائد العربية.
وبمقدم سيد درويش تغير كل شيء في الموسيقى وقد أحدث الشيخ سيد تطوراً حقيقياً وسريعاً فانتقل إلى موضوعات جديدة وأشكال جديدة تميزت بقربها الشديد من الموسيقى الشعبية المحلية مع إتباع أساليب حديثة في التأليف الموسيقى.
وقد تبع سيد درويش موسيقيون تميزوا بالموهبة العالية أمثال القصبجي وزكريا أحمد ورياض السنباطي.
وخلال القرن العشرين ظهرت مجموعة من الأصوات الجيدة منها منيرة المهدية، فتحية أحمد، محمد عبد الوهاب، أم كلثوم، أسمهان، ليلى مراد، عبد الحليم حافظ.
كما ظهرت مجموعة من الملحنين الجدد مثل محمود الشريف، فريد الأطرش، كمال الطويل، محمد الموحى، محمد فوزي، بليغ حمدي، سيد مكاوي.
وكان للتقدم التكنولوجي الذي حمله معه القرن العشرين أثراً بالغاً في تغيير أشياء كثيرة، فقد تراجع نشاط المسرح الغنائي أمام التكنولوجيا الجديدة وأصبح الفيلم السينمائي هو البديل العصري، ثم شارك ظهور الراديو في تقليل الاعتماد على الاسطوانات كأداة انتشار أساسية، وتراجع جمهور الحفلات العامة التي كانت من سمات الحياة الفنية في القاهرة.
في أواسط القرن العشرين شهدت الموسيقى ازدهاراً كبيراً في مصر بالذات وأنشئ معهد للموسيقى الأكاديمية الغربية هو “الكونسرفاتوار” ساهم في تدعيم الحركة الموسيقية بالعازفين المهرة وقائدي الأوركسترا وصاحب انتشار التعليم العام نشاط تعليم الموسيقى في المدارس مما أدى إلى ارتفاع حدود التذوق الموسيقى لدى فئات كبيرة من الشعب.
كما شهدت تلك الفترة عودة قوية للأغاني الوطنية وعودة أيضا لإحياء التراث الموسيقى فأنشأ عبد الحليم نويرة فرقة الموسيقى العربية في القاهرة وأنشأ محمد عفيفي فريق كورال سيد درويش في الإسكندرية.
في أواخر القرن العشرين لم تعد الموسيقى كما كانت في أوله أو أواسطه، وإنما تم التخفف تدريجياً من قيود الجدية والأكاديمية بسبب تغير أذواق الأجيال الجديدة نتيجة سرعة إيقاع الحياة في شتى المجالات.
ولمعت العديد من الأسماء في مجال الموسيقى ومن أبرزهم عمار الشريعي، عمر خيرت، راجح داوود، ياسر عبد الرحمن.
وفي السنوات الأخيرة انتشرت ظاهرة جديدة من الاغاني سميت بأغاني الفيديو كليب حيث استمد الاسم من طريقة تصوير هذه الاغاني المعتمدة على طريقة التقطيع في اللقطات التصويرية. إن هذه الأغاني أصبحت تنتشر بشكل كبير في المحطات المرئية بشكل خاص المحطات الفضائية.
وظهرت أسماء عديدة في عالم الغناء حازت شعبية كبيرة في العالم العربي، أبرزهم الفنان عمرو خاصة، والذي عبر بأغانيه عن إحساس ومشاعر الجيل الذي ينتمي له. والفنان محمد منير صاحب الصوت الحساس المتميز والذي يمتاز بأغاني ذات طابع خاص ونبرة صوت خاصة، وحصل على العديد من الجوائز الدولية. وكثير من المطربين الذين أثروا الساحة الغنائية في مصر أمثال على الحجار، هاني شاكر، محمد الحلو وغيرهم.
كذلك انتشرت موسيقى الجاز بصورة أسرع من الموسيقى الكلاسيكية. واستطاعت أن تجذب جماهير عريضة من الشباب. وأبرز العازفين في مصر : الفنان يحي خليل.