“المصابون بالطاعون” للكاتب الفرنسي مارسيل بانيول... جانب إنساني للحجر الصحي. يوم شربت مارسيليا المطهّرات بدلا عن الخمور !

احتاج الأمر يومها إلى الانتظار ثلاث سنوات بعد رحيل الكاتب والسينمائي الفرنسي مارسيل بانيول لـ"تكتشف" وتُنشر في عام 1977 رواية له من الواضح أنه لم يستكملها أبداً. وربما يعود سبب ذلك إلى أنها أرعبته وبدت له حين كتبها خارجة عن السياق العام لأدبه وسينماه اللذين اتسما بالبحث عن السعادة وبالعمل على إيجاد حلول ناجعة وسعيدة لمنغصّات العيش. فما الذي كان يمكن أن تفعله رواية عكف على كتابتها ذات يوم، عن الطاعون الذي اجتاح مدينته مرسيليا في عام 1720؟

ومع هذا فإن الرواية تتسّم بطابع يكاد يكون هزليا، وليس بسبب الوباء نفسه، بل بسبب العقلية التي يصورها بانيول، حيث تدور الأحداث في ظل الوباء الأسود الذي يهاجم المدينة فيقرر جماعة من سكانها يعيشون في منطقة بدت لهم أكثر تعرضاً للوباء أن يحموا أنفسهم جاعلين من حيّهم قلعة حصينة مغلقة على أي غريب. وها هم يعيشون الآن فيما بينهم تحت قيادة الطبيب المعلّم بانكراس وكاتب العدل المعلم باساكاي اللذين يعينان نفسيهما مسؤولين عن أمن السكان وصحتهم. وذلك لأنه فيما ينظم هؤلاء أنفسهم للوقاية من انتشار الداء سواء أتحرّك فيما بينهم أو أتاهم من الخارج الذي يجدر بهم الحيلولة دون تسربه إليهم، يتوجب عليهم في الوقت نفسه أن يحموا أنفسهم من اللصوص والجائعين الذين استشروا ساعين للاستحواذ على كل ما يمكنهم الاستحواذ عليه في غياب سلطة الدولة...

Les pestiférés" de Marcel Pagnol

رابط : مقال إبراهيم العريس على موقع اندبندت عربية

أخبار أخرى

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)