موقع الهيئة العامة للاستعلامات المصري موقع شيق وغني بمواده التي تفتح للزائر أبواب مصر على مصرعيها وتسمح له بالتعرف على مواضيع كثيرة تتعلق بهذا البلد العربي كالسياسة والاقتصاد والسياحة والثقافة والفنون والتاريخ والمجتمع والمرأة. ويستطيع الزائر أن يقرا مواد هذا الموقع باللغات العربية والفرنسية والانكليزية.
وقد اخترنا من هذا الموقع مقال عن المسرح في مصر اعدنا كتابته هنا لأننا صححنا ما جاء فيه من أخطاء مطبعية :
عرفت مصر فن المسرح منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر عن طريق التفاعل مع أوروبا. وكذلك تطوير الأشكال المسرحية الشعبية التي عرفتها مصر قبل هذا التاريخ بكثير.
وقد ظهر في مصر في البداية نوعان من الفنون المسرحية :
أولاً : التشخيص المرتجل
القائم على النص الشفهي المكتوب الذي يردده بعض الممثيلن المحترفين، ومن فوق مسارح متنقلة أو ثابتة. وعرف هذا النوع في مصر خلال القرن الثامن عشر، وكانت هذه الفرق المتجولة تقيم عروضها التمثيلية في مدن مصر وقراها وذلك لتحيي مناسبات عامة أو خاصة. وكانت تقيم مسارحها التي تشبه السيرك في أماكن ثابتة وغير ثابتة، وكانت تعتمد على الممثلين المحترفين.
ثانيا : مسرح خيال الظل
ويحكى في صورة أحداث وأفعال. ولقد أثر هذا الفن في المسرح العربي الحديث بشكل واضح، ولكن لسوء الحظ لم يعرف بالضبط تاريخ دخول فن خيال الظل إلى مصر، لكن من المتفق عليه أنه كان معروفاً أثناء حكم الفاطميين لمصر حيث صار هذا الفن التمثيلي البسيط فناً شعبياً عاماً يعرض في المناسبات الدينية والاجتماعية. رغم اتفاق الآراء على أنه نشأ أولا في قصور الحكام والطبقة الأرستقراطية من أجل الترفيه عن الأغنياء وتسليتهم.
كانت الشخوص تصنع من الورق المقوي أو الجلد. وظل هذا الفن معروفاً في مصر حتى القرن الرابع عشر الهجري (أواخر الثامن عشر الميلادي) فكان يعرض في الأعراس والتسلية في المقاهي. ولم تضعف شعبية خيال الظل إلا عندما اخترع الأوروبيون الرسوم المتحركة.
وقدم المسرح إلى مصر بشكله الحالي مع قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798م بقيادة نابليون بونابرت. فتكونت فرقة “الكوميدي فرانسيز” الكوميدية. وفي عام 1869م شيد الخديوي إسماعيل المسرح الكوميدي الفرنسي ودار الأوبرا وأعدهما لاستقبال الوفود المشتركة في الاحتفالات الأسطورية التي أقامها لضيوفه بمناسبة افتتاح قناة السويس، كما شيد الخديوي في تلك الفترة مسرحاًً أخر في الطرف الجنوبي من حديقة الأزبكية المطل على ميدان العتبة عام 1870، وعلى هذا المسرح ولد أول مسرح وطني. وشهد هذا المسرح عام 1885 م أول موسم مسرحي لفرقة أبو خليل القباني بالقاهرة، كما قدمت فرقة اسكندر فرح وبطلها سلامة حجازي أشهر أعمالها على نفس المسرح من عام 1891 إلى 1905. وكان عام 1905 هو أول موسم لفرقة الشيخ سلامة حجازي على تياترو الازبكية.
ومنذ عام 1914م تراجع المسرح الجاد وازدهر المسرح الهزلي وحققت الفرق الكوميدية نجاحاً هائلاً خاصة فرقة نجيب الريحاني وفرقة علي الكسار.
ومع تزايد المطالبة باستقلال مصر وإنهاء الاحتلال الإنجليزي تزايدت المطالبة بإنشاء مسرح قومي. حتى جاء 1921م لافتتاح المسرح القومي بأربع مسرحيات دفعة واحدة بمعدل يومين لكل مسرحية.
وفي عام 1935 تم إنشاء الفرقة القومية المصرية بقيادة الشاعر خليل مطران تتويجاً للجهود المبذولة لحل أزمة المسرح. وقد افتتحت الفرقة معهداً للتمثيل وأرسلت البعثات للخارج. وفي أغسطس 1942 صدر قرار بحل الفرقة.
وعندما قامت الثورة (1952) كان هناك فرقتان مسرحيتان كبيرتان هما : الفرقة القومية المصرية، وفرقة المسرح المصري الحديث.
وفي الخمسينات ظهر جيل جديد من كتاب ومخرجي المسرح يختلفون عمن سبقوهم ويبدأون بالفعل مرحلة جادة في تاريخ المسرح المصري الحديث ومنهم : لطفي الخولي، يوسف إدريس، نعمان عاشور، سعد الدين وهبة، ألفريد فرج. ومن المخرجين : نبيل الألفي، سعد أردش، عبد الرحيم الزرقاني .
وفي الستينات بدأ الفكر المسرحي البحث عن هوية مسرحية متميزة عن القالب التقليدي المستعار من المسرح الغربي. وجاءت آراء توفيق الحكيم ويوسف إدريس وغيرهما كمساهمات جادة في هذا الطريق.
كما أنشأ الدكتور ثروت عكاشة عام 1960 “المؤسسة العامة لفنون المسرح والموسيقى”، ومسرح القاهرة للعرائس الذي قدم أول عرض له في مارس 1959م.
وقد أدى نجاح عروض الصوت والضوء في الهرم عام 1960 إلى إقامة مسرح أبو الهول المكشوف الذي قدمت عليه في أغسطس 1961م فرق" أولدفيك" الإنجليزية الشهيرة مسرحيتي “روميو وجوليت” لشكسبير و"سانت جان" لبرنارد شو. وهكذا بدأت الاستفادة من الأماكن الأثرية في تقديم العروض الفنية.
كذلك فقد بدأ المسرح الشعري في مصر تجسيده الحقيقي من خلال لغة القصيدة الحديثة على يد الشاعر صلاح عبد الصبور.
وفي السبعينيات واصل الرواد عطاءهم فقدم المسرح القومي عام 1972 مسرحية توفيق الحكيم “الأيدي الناعمة”، وقدم يوسف إدريس مسرحية “الجنس الثالث”، وقدم ألفريد فرج “النار والزيتون” وقد ظهر جيل أخر من أساتذة الجامعات ومنهم سمير سرحان، محمد عناني، فوزي فهمي.
ومن أهم الأحداث في السبعينات ظهور ثنائي مسرحي يقدم تجربة متميزة في مسرح القطاع الخاص وهما : الكاتب لينين الرملي والممثل المخرج محمد صبحي. فكونا في بداية الثمانينات فرقة “استديو 80” وقدما معاً عدداً من أنجح المسرحيات في الثمانينات بأسلوب راق ونظيف لمسرح القطاع الخاص.
وفي التسعينات انتشر مسرح القطاع الخاص بشكل كبير وبرز نجوم الكوميديا مثل عادل أمام وبصفة خاصة المسرح الكوميدي، وتراجع المسرح الجاد إلى حد كبير.
المسرح التجريبي
جاء المسرح التجريبي خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين ليؤكد قدرة المسرح على استيعاب التجارب المسرحية السابقة وإعادة صياغتها وفق نهج جديد يتماشى والتطورات الهائلة التي تحدث.